العدد 4690 - الجمعة 10 يوليو 2015م الموافق 23 رمضان 1436هـ

المخرج سلمان يوسف: انقطعت الكهرباء... فجاء سيناريو «سيحل النور»

انتجته «نوران بيكتشرز» وعرض في الأليانس فرانسيز

سلمان يوسف مع بطلي فيلمه صلاح الملا وفيّ الشرقاوي
سلمان يوسف مع بطلي فيلمه صلاح الملا وفيّ الشرقاوي

«باب النجار مخلّع»، والكهرباء التي «غزت» البحرين في ثلاثينيات القرن الماضي، لم تكن نعمة على الجميع، بل ربما شكلت نقمة وتهديدا على البعض. هذا هو لسان حال الفيلم البحريني القصير «سيحل النور» للمخرج الشاب سلمان يوسف، والذي عرض مؤخراً في المركز الثقافي الفرنسي (الاليانس فرانسيز).

الفيلم الذي كتبه المخرج نفسه، يتناول تداعيات دخول الكهرباء إلى البحرين في الثلاثينيات من القرن الماضي، ويستعرض خلال إحدى عشرة دقيقة، قصة إسماعيل بائع الكيروسين (صلاح الملا)، وهو آخر من لايزال متمسكاً ببيع الكيروسين على ما يبدو. يعيش إسماعيل صراعا بين الرغبة في حماية مهنته والحفاظ على مصدر رزقه، وبين الاستجابة لطلبات زوجته شريفة (فيّ الشرقاوي)، التي تريد منزلاً تعمل فيه المراوح الكهربائية ويضاء بالأنوار ليلاً.

شهد عرض الفيلم الذي استضافه المركز الثقافي الفرنسي حضوراً حاشداً غصت به قاعة المركز ما استدعى عمل عرضين متتاليين، تمّا بحضور مخرج الفيلم وبطليه الفنانين صلاح الملا وفيّ الشرقاوي وباقي أفراد طاقم العمل.

فضاءات «الوسط» حاورت المخرج سلمان يوسف حول فكرة الفيلم وكواليس اخراجه، وعن مشاريع سلمان المستقبلية وطموحاته.

بداية أشار سلمان إلى أن فكرة الفيلم واتته أثناء تصوير فيلمه الثاني «خطوات» في شهر مايو/ أيار 2014، إذ يقول «في اليوم الذي انتهيت فيه من تصوير فيلم «خطوات»، توقف التيار الكهربائي. كان يوما حارا، وكان هاتفي النقال بحاجة لشحن، وكان المكان مظلماً. تذمرت كثيرا من الأمر يومها، ولأنه لم يمكنني فعل شيء بدأت بتأمل الحال حينها ولاحظت كيف ان حياتنا معتمدة على الكهرباء بشكل كبير. انتقلت بتفكيري الى بداية دخول الكهرباء الى البحرين. وهنا جاءت فكرة الفيلم».

ويضيف «اطلعت على بعض القصص حول الفترة التي وصلت فيها الكهرباء للبحرين، كان مضحكاً تعامل الناس مع الأمر، كان بعضهم يتقدم بطلب لإيصال الكهرباء إلى منزله دون أن يعرف سبب تقديمه للطلب».

«هكذا واتتني فكرة كتابة سيناريو يقوم على صراع بين شخصين في تلك الفترة، يرغب أحدهما في الحصول على الكهرباء فيما يرفضها الآخر. جعلتهما زوجين لزيادة تعقيد الحبكة، ولرفع جرعة الكوميديا جعلت الزوج يعمل بائع «كاز» وهو من يعيش ذلك الصراع مع زوجته» يواصل سلمان.

يشير سلمان إلى أن المنامة هي أول عاصمة خليجة تم إنارتها بالكهرباء في 11 مايو/ أيار 1930 وكان ذلك في عهد الراحل الشيخ عيسى بن علي آل خليفة. وكانت محطة رأس رمان هي أول محطة لتوليد الطاقة بواسطة محركين يعملان بالديزل وكان وقودهما يستورد من «عبّادان» إلى أن تم اكتشاف النفط في مملكة البحرين العام 1932.

سلمان انتج فيلمه بمجهود شخصي، حصل على دعم «لوجستي» من بعض الجهات لكنه تحمل كلفة الإنتاج كاملة، ويوضح قائلاً «تمكنت من التصوير في القرية التراثية بمبلغ رمزي، أما الأنتيكات والاكسسورات فكانت دعما مشكورا من صاحب محل «صلاح أنتيك للتحف»، فيما جاءت المساهمة الفنية من الفنانين صلاح الملا وفيّ الشرقاوي لتشكل دعماً كبيراً».

الفنان القطري صلاح الملا والفنانة البحرينية فيّ الشرقاوي أعجبا كثيرا بسيناريو سلمان ووافقا على الفور على تمثيل دوري إسماعيل بائع الكيروسين وزوجته شريفه.

يقول سلمان «تربطني بالفنان صلاح الملا معرفة مسبقة، وهذا ما سهل الأمر علي، أما الفنانة فيّ الشرقاوي فقد تعاملت معها مسبقا أثناء تصوير فيلم «مكان خاص جدا» حيث كنت مساعدا للمخرج في هذا الفيلم. بالإضافة إلى ذلك تربطني علاقة صداقة بأسرتها ما سهل أمر الوصول إليها وكان ترحيبها بالمشاركة كبيراً».

وفيما إذا كان قد واجه أي صعوبات مع فنانين بحجم الملا والشرقاوي، قال سلمان «ليست هذه هي المرة الأولى التي أتعامل فيها مع فنانين ذوي خبرة، ففي فيلمي الأول «خطوات» تعاملت مع الفنان ابراهيم البنكي، وهو ممثل له وزنه وكان دوره صعب في الفيلم فهو اعمى ويتطلب منه أن يسير حافيا في بعض المشاهد. كذلك تعاونت مع الفنانة شفيقة يوسف في فيلمي الثاني «الحضرة». وفي هذه المرة أتعامل مع صلاح الملا وفيّ الشرقاوي، وبالنسبة لصلاح كان مطلوبا أن يتحدث بلسان عربي غير فصيح وبلهجة «مكسرة» فبياعي الكاز أو الكيروسين كانوا من العجم أو الهولة الذين كانوا يتحدثون بلغة «مكسرة».

ويواصل «في كل مرة ومع كل فنان كبير أتعامل معه، ابدأ دائما بالمشاهد الأسهل، التي لا تحوي أي حوارات، حتى يحدث الانسجام لدى الممثل ثم ننتقل إلى المشاهدة اللاحقة التي يتوجب علي فيها تقديم بعض النصائح للفنان المشارك».

تفاعل جمهور العرضين بشكل كبير مع الفيلم، وحول ذلك يقول سلمان «هذه اول تجربة كوميدية لي، وفي الواقع كان لدي خوف كبير من خوض التجربة، لأنني أعرف أن هناك خط رفيع بين الكوميديا والإبتذال، هناك الموقف الكوميدي وهناك الممثل الذي يتبذل نفسه. والحمد لله كانت ردة فعل الحضور جميلة جداً، لدرجة أنهم صفقوا بعد المشهد الذي تتقدم فيه زوجة بائع الكيروسين للحصول على طلب توصيل الخدمة الكهربائية».

لزيادة إحساس المشاهدين بأجواء الفيلم، صاحب عرض الفيلم عرض آخر ملأ الرواق المؤدي لصالة العرض، وضم بعض انتيكات واكسسورات الفترة التي يتحدث عنها الفيلم، بالإضافة إلى زاوية ضمت بعض الأكلات والمشروبات الشعبية البحرينية. المصممة نوف اصبعي تكفلت بتصميم ديكور عرض الأكسسورات والأنتيكات والأجهزة الكهربائية التي كانت مستخدمة في ذلك الوقت، وكما أشار سلمان «حصلت على هذه الأجهزة والأنتيكات من محل «صلاح أنتيك للتحف»، أما الوجبات البحرينية المصاحبة للعرض فقد كانت مساهمة كريمة من مطعم بن عاقول».

تم تصوير مشاهد الفيلم في القرية التراثية في الهملة (أستوديو ان فوكس)، فيما تم تصوير بعض المشاهد في قرية عوالي. الفيلم من إنتاج نوران بيكتشرز، ويضم طاقم عمله كل من حسن نصر في التصوير والمونتاج، إدريس أحمدي ومحسن المتغوي في الصوتيات، وأحمد عيد في الإضاءة وحسن الساعاتي في الخطوط، ومحمد رضوان منتج منفذ، وعلي الرميحي مساعد أول للمخرج، ومحمد بوجيري مساعد مخرج ثاني. قام بتأليف موسيقى الفيلم الموسيقى محمد حداد، فيما قامت نوف إصبعي بتنسيق المناظر، أما المكياج فلصفاء العميري.

حول مشاريعه المستقبلية، أوضح سلمان «حصلت عل منحة من المركز الثقافي الفرنسي لدراسة الإخراج وصناعة السينما في كلية لاسينيس في فرنسا وهي واحدة من أفضل الجامعات في العالم. سأبقى هناك لمدة خمسة أسابيع وسأصور خلالها فيلماً. كما أنوي أن أصور فيلما آخر بمجرد عودتي من فرنسا إن شاء الله، الفيلم سيكون بإسم «مقابلة عمل» The Job Interview» وسأقوم بكتابته مع علي الرميحي».

يشار إلى أن المخرج الشاب سلمان يوسف قدم تجربتين سينمائيتين في الفيلم القصير هما فيلم «خطوات» (2014) وفيلم «الحضرة» (2014) والفيلمان من تأليف وإخراج يوسف.

وحاز فيلم «خطوات» الذي قام ببطولته الفنان إبراهيم البنكي، على شهادة أفضل تمثيل وجائزة أفضل إخراح من مهرجان نقش السينمائي 2014، كما وصل الفيلم للقائمة النهائية بمهرجان بيروت السينمائي 2014، وعرض في مهرجان كازان السينمائي 2014.

أما فيلم «الحضرة» فهو من بطولة شفيقة يوسف وشريفة طالب ولمياء الشويخ، وفاز هذا الفيلم بجائزة أفضل إخراج في مسابقة «أيام البحرين السينمائية» في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014.

العدد 4690 - الجمعة 10 يوليو 2015م الموافق 23 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:40 م

      ليش

      عجبتني فكره الفلم بس ليش ماينعرض فى قنواتنه العربيه

اقرأ ايضاً