نستمر في هذه الزاوية الرمضانية في تسليط الضوء على الرياضيين في شهر رمضان المبارك، وعلى الذكريات الكثيرة التي يحملونها عن هذا الشهر الفضيل.
اليوم نستضيف الحكم القدير ماجد عيسى الذي يعتبر أكثر الحكام البحرينيين استمرارا في كرة السلة البحرينية على مدار أكثر من ثلاثة عقود متواصلة.
ماجد عيسى استذكر تحكيمه في شهر رمضان المبارك، معتبرا أن المباريات سابقا كانت قليلة في هذا الشهر مقابل زيادة الدورات الرمضانية والبطولات التنشيطية وكذلك المشاركات الخارجية.
وبين أنه سبق أن شارك في إدارة مباريات دورة الإمارات الرمضانية، كما شارك في إدارة عدد من الدورات الرمضانية في البحرين بدءا من بطولة المرحوم ماجد الزياني.
واستذكر عيسى تاريخه الطويل في تحكيم مباريات كرة السلة، مبيناً أن من أكثر المواقف طرافة التي مر بها عندما طلب رئيس الاتحاد المصري لكرة السلة منه ومن الحكم طارق العربي المشاركة في إدارة المباريات النهائية المصرية وذلك بعد أن شاهدهما في الكويت في نهاية التسعينيات.
وقال: «وافقنا على التحكيم في النهائيات المصرية وقبل وصولنا نشرت الصحف المصرية أن الحكام الأجانب الذين سيشاركون في إدارة المباريات سيكونون من روسيا وخصوصا أنه لم يسبق لحكام عرب أو من الخليج أن شاركوا في إدارة مباريات الدوري المصري».
وأضاف «عند وصولنا الصالة كانت علامات الاستغراب واضحة على الفرق من أشكالنا البعيدة عن الأشكال الروسية، ونظرا إلى أننا كنا لا نتحدث مع اللاعبين أو الفرق فإنهم استمروا في الظن أننا من روسيا حتى حدث نوع من الاشتباك اللفظي بيني وبين أحد لاعبي الأهلي المصري في مباراتهم ضد الزمالك وحينها ذهب إلى فريقه ليقول لهم أن هؤلاء الحكام عرب».
وتابع «بعدها توطدت علاقتنا بالمصريين وباللاعبين وأعلمونا بما نشرت الصحف قبل وصولنا وكيف اعتقدوا بداية أننا من روسيا!».
الحكم ماجد عيسى أوضح أنه بدأ الدخول إلى سلك التحكيم في العام 1978 عندما كان لاعباً في صفوف المحرق مدرباً لنادي الجيل، وقال: «من دفعني إلى سلك التحكيم هو جاسم سيف إذ شاركت في أول مباراة لي بعد أن دفعني يوسف بوشنب وأنا أرتدي الثوب حينها».
وأضاف «كان معي في البداية مبارك العطوي ومحمد السيب لكنهما لم يستمرا في التحكيم».
وبين عيسى أن التحكيم في السابق كان يسوده الاحترام على رغم وجود عمالقة في اللعبة أمثال مهنا وعلي كانو وعبدالله جاسم وغيرهم، لكن كانت قرارات الحكام محترمة، وإن كانت خاطئة والآن نشاهد الاحتجاجات على كل كرة وغياب الاحترام.
وقال: «في السابق أيضا كان الولاء هو العنصر الأساسي وليس المادة وبالنسبة إلى الحكام فإن الرغبة والمتعة هما ما يدفعان الحكم لدخول هذا المجال، والآن أصبحت الأمور مادية أكثر».
وأشار عيسى إلى أنه عاصر في مشواره الطويل الكثير من الحكام بداية بمسيفر وحسن البحارنة وبعدها فؤاد المرزوق وجاسم عبدالله وبعد ذلك سعيد الجبل وصولا إلى التحكيم مع طارق العربي وأخيرا مع فاضل كركدوش.
وقال: «الجميع ابتعد واستمررت حتى هذا الوقت في سلك التحكيم وحقيقة لا أعلم السبب في استمراري وابتعاد الآخرين».
وأضاف «أفضل فتراتي التحكيمية وأكثرها متعة بالنسبة لي كانت في فترة الثنائي مع الحكم طارق العربي إذ تحصلنا على استدعاءات من دول كثيرة للتحكيم ومثلنا البحرين في عدة مشاركات خارجية وكنا نتمنى الوصول لبطولة عالمية غير أن ذلك الوقت لم يكن هناك تواصل كامل مع الاتحاد الدولي ومشاركات خارجية للفرق والمنتخبات البحرينية».
وبخصوص برنامجه الاجتماعي في شهر رمضان، أوضح عيسى أن الشهر الفضيل هو شهر عبادة وخير وأنه يميل فيه للراحة والعبادة، والنشاط الرياضي يكون محدوداً إلى جانب حضور بعض المجالس الرياضية مثل مجلس يوسف عبدالعزيز في مدينة عيسى.
وعن أكلاته المفضلة، بين عيسى أنه لا يميل إلى أكلات معينة ولكن الطبق الرئيسي عادة ما يكون الثريد في شهر رمضان.
وفي ختام هذه الزاوية شدد عيسى على أهمية هذا الشهر باعتباره شهر التقارب وصفاء القلوب، موجهاً شكره إلى كل من ساند لجنة الحكام في عملها من الاتحاد البحريني لكرة السلة ومن الأندية، مبينا أن اللجنة ستسعى إلى التطور أكثر ومساعدة الحكام وخصوصا الشباب منهم.
العدد 4690 - الجمعة 10 يوليو 2015م الموافق 23 رمضان 1436هـ