الوسط - يونس منصور

يعتبر المدرب عبدعلي السكري واحداً من المدربين المواطنين الطموحين في ظل الخبرة الكبيرة التي يحملها والتي تزيد على 25 سنة قضاها بين مختلف الأندية المحلية وبدأها من ناديه الأم الأهلي وتنقل بين عدة أندية منها السنابس وسترة والمالكية قبل أن يغيب عن الساحة في الموسم الأخير في خطوة أشبه باستراحة محارب.

«الوسط الرياضي» حاورت السكري في الكثير من الملفات الكروية، منها المسابقات الكروية المحلية والمنتخب الوطني وبعض الجوانب الأخرى.

في البداية أين السكري على الساحة التدريبية في الموسم المقبل؟

- لا يوجد جديد في هذا الملف، كانت هناك أنباء عن طرح بعض الأندية لاسمي للعمل مع فرقها، لكن يبدو أنها كانت مجرد اقتراحات أولية، وسأكون خارج الكادر التدريبي للأندية في الموسم المقبل، وحاليا لا توجد عروض رسمية، وكانت هناك عروض في الموسم الماضي لم يكتب لها النجاح منها عرض من إدارة نادي سترة وجلسنا في مفاوضات، لكن لم تصل إلى الاتفاق الرسمي وخصوصا مع عدم وجود توافق في بعض البنود.

كيف ترى موقع المدرب الوطني سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات الوطنية؟، وهل أخذ حقه وفرصته في تسلم القيادة والمهمة الفنية؟

- بالنسبة إلى موقع المدرب الوطني فإنه بدأ منذ مواسم قليلة في أخذ فرصته على صعيد الأندية بعد النجاحات التي تحققت على أيديهم، أما على صعيد المنتخبات فإن خطوة المسئولين عنها بدأوا في الفترة الأخيرة منحه الفرصة.

النقطة المهمة في هذا الجانب هي الثقة التي يحصل عليها المدرب سواء مع الأندية أو المنتخبات، ومتى ما وجدت هذه الثقة فإن المدرب الوطني قادر على القيادة الفنية في ظل تمتعه بالخبرة وتسلحه بالشهادات العالية في عالم التدريب، لكن ما يحدث أن الأندية تلجأ إلى المدرب المواطن في حالات استثنائية أو طارئة أو بحسب ما يتوافر لها من موازنة مالية، وهي تفضل المدرب الأجنبي لأسباب غير معروفة أبرزها غياب الثقة.

من خلال متابعاتك وتواجدك على الساحة المحلية، كيف ترى مسابقاتنا الكروية؟

- المسابقات المحلية تعاني الكثير نظرا إلى غياب الاهتمام والتنظيم، والمعاناة تسببت في ضعفها من الجانب الفني ولأسباب كثيرة منها ضعف الجانب المادي في الأندية، بالإضافة إلى غياب التنسيق والبرمجة غير الصحيحة للمسابقات (الروزنامة) وجداولها، والتأجيلات المستمرة، والتوقفات الطويلة، وهو ما يسبب «لخبطة» برامج المدربين والأندية إلى جانب الكثير من الأسباب، وربما ما نشاهده في دورة رمضانية أفضل بكثير مما نشاهده في مسابقاتنا الرسمية، وإذا ما أراد الاتحاد أن يطور من مسابقاته فعليه أن يطور من هذا الجانب وأن يدعم الأندية في بعض الجوانب منها ما يتعلق بالمال ومنها ما يتعلق بالجانب الإداري والفني.

الكرة البحرينية عاشت طفرة بداية الألفية، لكنها ما لبثت أن عادت وتراجعت وتقهقرت في ظل التقدم والتطور النوعي في مختلف الدول الخليجية منها والآسيوية، ما هي أسباب تراجع مستوى الكرة البحرينية؟

- الأسباب كثيرة أختصرها في غياب الاستقرار الفني والإداري الذي عاشه المنتخب طوال السنوات الـ 6 الماضية إلى جانب غياب التخطيط الصحيح والسليم من قبل الاتحاد وخصوصا فيما يتعلق بعملية الإحلال والتغيير على قائمة المنتخب في ظل اعتزال أو ابتعاد الكثير من اللاعبين النجوم، وجميع المدربين الذين تعاقبوا على المنتخب في الفترة السابقة لم يعملوا لصالح المنتخب، إذ لم يمنحوا الفرصة للاعبين الشباب والمواهب الصغيرة على رغم تواجدها على الساحة.

من وجهة نظري الشخصية أرى أن التعاقد مع المدرب الإنجليزي الأصل هدسون خطوة كارثة وخصوصا أنه لا يملك خبرة تدريبية وعمره لم يكن مناسباً، إذ كان أصغر من بعض اللاعبين الذين كانوا متواجدين مع المنتخب في تلك الفترة، وما استفاد منه هدسون من المنتخب أكثر وأكبر بكثير مما استفدنا منه.

وما هي الحلول التي من شأنها المساهمة في عودة قوية للكرة البحرينية والمنتخب الوطني؟

- الحلول تتلخص في التخطيط وفق جدول زمني معروف، على أن تتلخص الخطة أو تتركز في الفئات العمرية ومنتخباتها بصورة أكثر من خلال زيادة الاهتمام بها سواء على صعيد المعسكرات أو استمرارية المنتخبات.

الجانب الثاني من الحلول يتركز في تواجد مدير فني يعمل وفق مخطط يضعه الاتحاد ضمن الخطة العامة، وتكون له صلاحيات كثيرة في هذا الجانب، والجانب الثالث من الحلول يتمثل في الأندية على أن يعمل الاتحاد في المساهمة في القضاء على الكثير من السلبيات المتعلقة بالجانب الفني، وعلى الاتحاد أن يعمد لمساعدة الأندية لوجستيا وفنيا وإداريا.

وما هي أبرز الجوانب التي يمكن للاتحاد أن يعمل عليها في مساعدته ومساهمته للأندية؟

- في الجانب الفني على الاتحاد أن يعيد تصنيف المدربين، فمثلاً أن يتم وضع المدرب الحاصل على الشهادة العليا «المحترفين» وشهادة الاتحاد الآسيوي «A» لفرق الأولى والشباب مع إمكانية الإشراف على بقية الفئات، فيما يكون المدرب الحاصل على شهادة الاتحاد الآسيوي «B» لفرق الناشئين وما دونها، وشهادة «C» لفئتي البراعم والأشبال.

على صعيد آخر يمكن للاتحاد أن يساهم في إيجاد نوعية مميزة من اللاعبين المحترفين عبر المساعدة المالية للأندية ووضع بعض القيود والضوابط للتعاقدات مع محترفين وغيرها من الأمور.

ما رأيك في نوعية اللاعبين المحترفين الذين تتعاقد معهم الأندية المحلية؟

- غالبية اللاعبين الذين تتعاقد معهم الأندية دون المستوى، ولا يمكن مقارنة مستوياتهم الفنية مع ما هو موجود على الساحة الخليجية، وهناك قلة من اللاعبين الذين استفادت منهم الأندية فنيّاً، والمفارقة أن الأندية نجحت في فترة الثمانينات والتسعينات في جلب لاعبين محترفين على أعلى مستوى، والجماهير الكروية مازالت تتذكر جيدا أسماء مثل كوارشي وبرونو وآدم وغيرهم من اللاعبين.

وتدني المستويات الفنية للاعبين المحترفين يأتي بسبب قلة الموازنات المرصودة من قبل الأندية، وعليه فإن المادة هي من تحدد نوعية المحترفين وليس الجانب الفني، ومن وجهة نظري لو يتم تقليص عدد المحترفين في الأندية بعيدًا عن ضوابط الاتحاد الآسيوي، فإن ذلك سيكون مفيدًا للأندية للتركيز على جلب لاعبين متميزين وخصوصا أن المواسم الأخيرة لم تشهد تواجد أي لاعب يمكن أن نطلق عليه لاعب سوبر.

وما هو رأيك فيما يحدث في سوق الانتقالات المحلية، وارتفاع الأسعار بصورة مبالغ فيها؟

- هي ظاهرة يحددها الطلب والعرض، والأسعار التي نسمع بها مبالغ فيها والأندية، هي سبب ارتفاعها بسبب الاعتماد على اللاعب الجاهز وعدم الاهتمام بلاعبي الفئات.

وهل ترى أن الانتماء غائب حاليا عن اللاعبين؟

- بالتأكيد، عامل الانتماء غائب لدى شريحة واسعة من اللاعبين، وربما السبب هو تردي الأوضاع المعيشية للكثير من اللاعبين، ما يجعلهم يلجأون لتحسين ظروفهم وخصوصاً أن الكرة في هذا الوقت صارت بمثابة دخل إضافي لهم.

لكن هذا جزء من الاحتراف الذي يطالب به الجميع؟

- ليس بالضبط، فهذا الجانب هو جزء بسيط من عملية الاحتراف وليس بمفهومه العام.

هل ترى أن الاحتراف هو العصا السحرية التي ستنقل كرتنا من «الحضيض» والقاع إلى مصاف الدول المتقدمة؟

- بالتأكيد لا، والمشروع لا يمكن تطبيقه وتنفيذه في البحرين لأسباب كثيرة نلخصها في: البنية التحتية من ملاعب وغياب الكفاءات الإدارية القادرة على تقديم الأفكار الجيدة إلى جانب غياب الموازنات المالية القادرة على تلبية احتياجات الأندية.

شاهدنا صراعا واضحا قبل نحو عامين نتيجة انتخابات بيت الكرة والمنافسة في دخول عضوية مجلس إدارة اتحاد الكرة، كيف تفسر التكالب على العمل في المجال الرياضي عموماً؟

- ما شاهدناه من صراعات أفرز وصول «البعض» الذي لا يستحق التواجد في موقع المسئولية، وكما هو معروف فإن الانتخابات لا تفرز دائما وصول الأفضل، وكرة القدم البحرينية تحتاج إلى تواجد كفاءات وطاقات شبابية يمكن لها أن تحدث التغيير، وأعتقد الأندية هي سبب وصول من لا يستحق في بيت الكرة البحرينية.

كونك من أبناء النادي الأهلي، كيف ترى حظوظ ناديك الأم في الموسم المقبل في دوري الدرجة الأولى بعد صعوده؟، وهل تتوقع عودة قوية له؟

- هبوط الفريق كان كارثة لم يتوقعها الكثيرون؛ نظرا إلى عراقة وتاريخ النادي الكبير والطويل في كرة القدم، لكن أسبابه كانت واضحة، منها عدم الاهتمام باللعبة والتركيز على ألعاب الصالات، وهو خطأ بدأت الإدارة في الانتباه إليه في الموسم الأخير.

وفيما يتعلق بالموسم الجديد بعد الصعود فأنا لا أتوقع عودة قوية للفريق وخصوصاً مع التطور النوعي في بقية الأندية ودخول وظهور أندية جديدة في عملية المنافسة، وعلى إدارة النادي أن تضغط على الفريق في موسمه الأول وأن يكون التركيز أولا في عملية تثبيت أقدام الفريق ومواصلة العمل لإعادته إلى سابق عهده.

وأقدم مقترحاً للإدارة بضرورة الاستفادة من الطاقات الفنية الموجودة بين أبنائه، إذ يتواجد 5 مدربين يحملون أعلى الشهادات، هم: خضير عبدالنبي وفهد المخرق وجاسم محمد وأنا إلى جانب عدنان إبراهيم وهناك أيضاً خالد تاج وغيرهم من المدربين والإداريين، وعلى الإدارة أن تستفيد من آرائهم وأفكارهم عبر تشكيل لجنة خاصة تقيم الوضع الكروي وتستفيد منهم في التعاقدات سواء مع محترفين أو محليين.