ربما وصل بعض القراء الأعزاء لدرجة من الضجر والملل جراء تكرار موضوع المقارنات مابين رياضتنا ورياضة الدول الخليجية الشقيقة والقريبة منا؛ لأن هذا الموضوع أصبح مكرراً، لكن هذا ليس مبرراً لعدم تكرار الحديث عنه، فرياضتنا يجب أن تتطور بالشكل الملموس، وأن تجاري في الركب ماوصلت إليه الدول الشقيقة، أو حتى لنسبة معينة مما وصلت إليه، وحبذا لو كان النصف على أقل تقدير.

المناقشات في أروقة اتحاداتنا هذه الأيام عن أمور يجب أن تكون مُعتمدة منذ سنوات عن طريق مايُعرف بالتخطيط القبلي الذي يجب أن يتم السير عليه مهما تغير الأعضاء أو تبدلوا، فالخطط يجب أن تكون قائمة مع بعض الإضافات والتحسينات إن تطلب الأمر ذلك، ولكن ماهو موجود لدينا الآن مثلاً في اتحاد كرة القدم مناقشة ووضع روزنامة الموسم الجديد الذي بقي على انطلاقته مايقارب الشهرين، ولكم أن تتخيلوا، أن الانطلاقة اقتربت لكن المناقشات مازالت مستمرة وهي من المفترض قد أُقرت منذ مدة، وأضف إلى ذلك أن معسكر المنتخب في الصيف من المقرر أن يُقام بعد شهر أو أقل، ولكن إلى الآن لم يتم الاستقرار على الزمان أو المكان المخصصين له، ونحن الآن في فترة الصيف وموسم السفر والإجازات، وهو مايعني أن الحجوزات إن حصلت في الفترة المقبلة بالنسبة للطيران والإقامة فسعرها سيكون مضاعفاً عما لو كان هنالك تخطيط سابق واعتماد لمكان وموعد المعسكر، وإن كان العذر بوجود بعض المعوقات والصعوبات؛ فهذا لأننا نفتقد للتخطيط وحسن التدبير في مثل هذه الأمور، وبالتالي فالوقت يُضايقنا وتُصبح التكلفة مضاعفة ودون حسيب أو رقيب.

وليس بالبعيد موقعنا الجغرافي، نرى ما يحصل في الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية من تطور على صعيد المسابقات لديهم، فبعد شهر من الآن سيُقام كأس السوبر بين بطل الدوري الموسم الماضي العالمي النصراوي وبطل كأس الملك الزعيم الهلالي، ولكن ليس في الرياض معقل الفريقين، وليس في جدة معقل ملعب «الجوهرة» الرائع، إنما في بلاد الإنجليز وتحديداً في عاصمتهم لندن، وفي الملعب الخاص بنادي كوينز بارك رينجرز.

وربما يتحدث البعض بأنها خطوة عادية وبإمكان أي دولة استئجار ملعب في دولة أخرى وإخراج التراخيص لإقامة هذه المباراة، لكنها ليست كذلك، فهذا الأمر مدروس تماماً، ولن أدخل كثيراً في تفاصيله، فقط سأذكر نقطة واحدة وأترك لكم التعليق، وهي إن إقامة كأس السوبر السعودي في لندن ستجني أرباحاً قدرها 13 مليون ريال سعودي، أي مليون و300 ألف دينار بحريني، وهي تصل لموازنة أكثر من 20 نادياً لدينا في السنة، إن لم يكن أكثر.