قالت مصادر عشائرية إن متشددي تنظيم «داعش» هاجموا قوات الأمن العراقية، أمس الجمعة (10 يوليو/ تموز 2015)، بالقرب من المدينتين الرئيسيتين في محافظة الأنبار اللتين تخطط السلطات لشن هجوم مضاد لاستعادتهما من قبضة التنظيم.
وأوضحت المصادر أن المتشددين شنوا هجومهم على جبهتين قريبتين من الخالدية. وتقع هذه البلدة على نهر الفرات قرب قاعدة عسكرية بين الرمادي عاصمة المحافظة التي سيطر عليها تنظيم «داعش» في مايو/ أيار والفلوجة معقله.
وتسعى فصائل شيعية مسلحة تقود الهجوم المضاد ضد «داعش» في الأنبار وقوات الأمن العراقية لتطويق الفلوجة كمرحلة أولى من حملة عسكرية لاسترداد المدينتين.
وأفادت المصادر بأن معارك شرسة دارت بالقرب من قرى الحصيبة الشرقية والمضيق والصديقية وكلها تطل على الضفة الجنوبية للنهر غربي الخالدية.
ونشر مؤيدو «داعش» صوراً على الإنترنت زعموا أنها للقتال في محيط الخالدية. وتظهر الصور أشلاء بشرية ملطخة بالدماء وسيارة «همفي» مدرعة سوداء قيل إن المتشددين استولوا عليها من قوات الأمن.
وقالت مصادر عشائرية في الأنبار إن المتشددين فجروا سيارة في معسكر للجيش يوجد به جنود ومقاتلون من قوات الحشد الشعبي التي يغلب عليها الشيعة بالقرب من الحبانية. وأضافت المصادر أن سيارة ملغومة أخرى انفجرت بالقرب من جسر الصديقية. ويصعب التحقق من الأعداد الحقيقية لقتلى المعارك لكن مصادر بمستشفى في بلد إلى الشمال من بغداد قالت أمس إنه استقبل جثث 30 من مقاتلي الحشد الشعبي بعد اشتباكات في منطقة إلى الشمال الشرقي من الفلوجة.
من جهة أخرى، قال المرجع الديني الأعلى في العراق السيدعلي السيستاني، أمس، إن دول المنطقة لا تبذل ما يكفي من الجهد لوقف تدفق المتشددين على العراق، وحذر من أن المقاتلين سيعودون يوماً ليهددوا بلدانهم الأصلية.
واجتذب تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) مقاتلين من جميع أنحاء العالم لدولته التي أعلنها في مناطق من العراق وسورية. وخاض عدد كبير من المقاتلين معارك في الصفوف الأمامية أو نفذوا تفجيرات انتحارية.
وأكد ممثل السيستاني الشيخ عبدالمهدي الكربلائي أن الدور البارز الذي يلعبه المقاتلون الأجانب هو علامة على التهاون الدولي. وقال في خطبة صلاة الجمعة: «هذا الأمر دليل على استمرار سياسة اللامبالاة وغض النظر عن تدفق هؤلاء المقاتلين إلى العراق. هذا الأمر سيفاقم من خطورة هذه العصابات على هذا البلد وعلى المنطقة بأسرها بل سيشكل تهديداً على الدول التي ينطلقون منها». وأضاف أن من المحتمل أن يعود هؤلاء المقاتلون إلى مواطنهم في المستقبل ليشكلوا خلايا «إرهابية» ستشارك في تهديد أمن وسلامة هذه الدول.
العدد 4690 - الجمعة 10 يوليو 2015م الموافق 23 رمضان 1436هـ