شهر رمضان أيام زمان
ما إن يهل هلال شهر شعبان إلا ويستعد الجميع لاستقبال شهر رمضان المبارك شهر الصيام والقيام وقراءة القرآن شهر الذكر وليلة القدر والأجواء الروحانية، ويستعد الناس لهذا الشهر الكريم، فتدب في الأسواق حركة بيع وشراء غير عادية لجلب مستلزمات رمضان من طعام وحلويات ومشهيات، ولقد كان من المألوف أن يرى الواحد منا منظر دقاقي الحب، وهو يتجول في أزقة سوق المنامة حيث يضرب في (مناخير) كبيرة من الخشب لتجهيز حب الهريس، تلك الوجبة الرئيسية في شهر رمضان المبارك، كما تعمل النساء على تجهيز خبز الرقاق داخل البيوت استعداداً لاعداد وجبة الثريد، وفي الليلة التي يتوقع الناس فيها ظهور هلال رمضان يخرج الجميع الى الشواطئ والأماكن المرتفعة للتحقق من رؤية الهلال، وتسمى هذه الليلة بليلة الاستهلال حيث كان القضاء ورجال الدين ومازلوا يجلسون في المساجد ودور العبادة؛ لاستقبال من يرى الهلال والتحقق من صدق الرؤية، وما أن تثبت الرؤية حتى تطلق عدة طلقات.
وتبدأ ليالي رمضان بطابعها المميز فهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن وتبدأ صلاة التراويح والقيام، ويظهر المسحر لإيقاظ الناس للسحور، ويتميز رمضان بأكلاته الخاصة المنوعة من هريس وثريد والمحلبية والزلابية والبلاليط والخبيص والقيمات وحلوى الساقو وغيرها من الحلويات، والأطعمة التى تقدم على موائد رمضان والتي يكون للجار نصيب يومي منها، فيظهر الصبيان قبيل الأذان بالتوزيع على الأهل والجيران، عند الاذان تطلق المدافع معلنة وقت الإفطار فيجتمع كل من في المنزل حول مائدة الإفطار في جو مفعم بالمحبة والود، ومن ثم يستعد الجميع لأداء صلاة التراويح، وتعلو الأصوات الشجية بقراءة القرآن، ويقوم الأثرياء بتوزيع الأطعمة على الفقراء، كما تكثر الغبقات حيث يقضي الحاضرون جزءا من الليل في الحديث والسمر حتى ساعة متأخرة من الليل، ومن أهم أحداث شهر رمضان ليلة القرقاعون وهي الليلة التي تصادف ليلة الخامس عشر من شهر رمضان وهي الليلة التي يخرج فيها الاطفال على شكل جماعات وكل طفل يحمل كيسا من قماش (خريطة) لجمع القرقاعون وهي عبارة عن مكسرات ونقل ونخي وبيدان، كما توزع الزلابية حيث يجوب الاطفال الأزقة والسكك ويرددون الاهازيج:
قرقاعون
عادت عليكم... يالصيام
والليل اقصير...
في شهر رمضان... ياالله... وياالله... ياالله
عطونا الله يعطيكم... بيت مكة يوديكم
عطونا من مال الله... سلم لكم عبدالله
الله يخلي ولدكم ولدكم يالحباب وسيفه يرقع الباب...
وقد كان الأطفال يشاركون في الصيام حيث يتم تدريبهم، وفي العشر الأواخر من رمضان يجتهد الناس في الذكر ويحيون ليلة القدر، والكل يحاول عمل الختمة حيث يجتمع الجميع للاستماع لختمة القرآن حتى تصل الأيام الثلاثة الأخيرة، فيبدأ المسحر بتوديع رمضان، وكذلك الجمع الذي يرافقه وهم يطوفون في الأزقة والسكك ويرددون يالوداع... يالوداع يارمضان
عليك السلام ياشهر الصيام.
وفي الليلة التي يتوقع فيها رؤية هلال شوال يخرجون ليتحروه حتى تثبت الرؤية فيخرج الأطفال الى الشوارع مرددين.
باجر العيد بنذبح بقرة... نادوا خلفان كبير الخنفرة.
هذا ومازالت أيام رمضان ببساطتها وبناسها الطيبين. اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وصلاتنا وسائر أعمالنا.
صالح بن علي
ابحثوا عن الجهات السرية التي دربت هؤلاء الممسوخين كيف وصلوا إلى هذا الحد من الإجرام ولازالوا متواجدين ويعيثون في الأرض فساداً. لماذا بإمكانهم أن يتواجدوا في أية بقعة دارت فيها معارك ضارية ثم تجدهم بعد أن تخف المعارك يدخلون بسهولة ليقوموا بقتل وتعذيب وتسخير من بقي فيها ويقومون بتصوير جرائمهم، وقد خلت لهم الساحة تماماً، كيف يمكنهم أن ينقلوا العتاد الثقيل والمؤن والأجهزة مئات الأميال وكأننا في عصر لم يتم فيه اختراع أبسط أجهزة المراقبة أو أبسط وسائل اتصال أو أية طائرة استطلاعية أو أن القواعد المحيطة بنا «ترقص حافية القدمين» ولم تكتشف تلك المناطق حتى الآن!
انظروا إلى هؤلاء الممسوخين جيداً. ملثمون ويظهرون في كل مرة بنفس القياسات في الهياكل والطول، والأذرع الفخمة وطريقة الوقوف إنهم هم قبل سنوات ومازالوا وزادت أعدادهم على رغم كل المعارك التي كانوا حينها في جحورهم المجهزة بكل ما يحتاجونه ثم يتم إرسالهم إلى مناطق معينة قد تم رصدها بوسائل عالية الدقة حتى يتم التأكد من أنها ممهدة لهؤلاء المجرمين ليقتلوا ويدمروا ثم يرجعون إلى جحورهم حتى يتم إرسالهم ليقتلوا ويدمروا في بلاد العرب والمسلمين بلا استثناء.
مادام أن محاربة أولئك الممسوخين أصبح مصيراً مشتركاً لا مناص منه فابحثوا بكل حزم عن هويات أفراد تلك الفرق ومن وراءهم، وإلا فإن الحرب مع الدواعش سوف تطول لأن الثعابين سوف تلد دواعش آخرين «ولا تأخذكم في الله لومة لائم».
جعفر شمس
حينما أتناول مواضيع عبادية كليلة القدر وغيرها أحب أن أركز على الجانب العملي والواقعي بلحاظ «الدين المعاملة»، هي ليلة خير من ألف شهر، قمرية ساحرة ساخنة، ليلة سميت بأكثر من اسم وعنوان، فالرغائب وخير من ألف شهر وليلة الحساب والفرج من أشهرها أسماء، كنا نسترق النظر للسماء وإلى هلالها الناصع الجميل، ننتظرها بأحر من الجمر، عشنا سحرها وجمالها قبلاً حينما جمعتنا حسينية كبيرة واسعة في السنابس لكنها اكتظت وامتلأت بالعباد من كل البلاد رجالاً ونساء صغارا وكبارا الذين جاءوا من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم، ويذكروا اسم الله جاءوا ليشكوا ربهم مما اكترثت أيديهم وأسماعهم وأبصارهم وألسنتهم، كظلم الآخرين مثل الجار، عاق للوالدين، مخاصم الأقارب والأهم جاءوا ليشكوا تكالب الزمان وقسوة البحر والظلم، وما فعلوا فيهم من حرمان وسلب ونهب خيراتهم.
فرغم حرارة الليلة وسخونتها شهدت المآتم ازدحاما كبيرا والصور رائعة تحاكي نفسها إذ رأيت ثم رأيت شبابا وأطفالا يتسابقون لإحياء الليلة فيلتحمون في صفوف المصلين التحاما، قبل أن يدخل إمام الجماعة والمكلف بإحياء هذه الشعيرة الكبيرة «ليلة القدر»الذي وقف خطيباً مبيناً المراد بالقدر؛ أي التقدير، أي اللّيلة الّتي يقدّر الله فيها كلّ أحداث وأعمال وأفعال العباد والجاه والسلطان في السنة، من حياةٍ وموتٍ، وبؤسٍ وشقاءٍ، وحربٍ وسلمٍ وغير ذلك، كما جاء في قوله «فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» السلطان والحاكم والوزير حاله في هذه الليلة وأفعاله كأفعال الناس لا فرق بينه وبينهم إلا ما جاء به من عمل ينقذه من اكبر الجبابرة والسلاطين، فلا سلطان ولا حاكم جائر من بعده، وليس الناس والعوام بأحسن حال فالمديون عن دفع مستحقاته لله في العبادات والمعاملات هو كالهارب من سطوة الله وغير المبالي عن أدائها هو كالمستخف بالله لن تنفعه دموعه التي يذرفها والمؤتمن على أموال الناس المتلاعب بها عليه وعلى أقاربه وأهله هو كالخائن الذي لن تنفعه استغاثاته بالحجة ولو وضع عشرات المصاحف فوق رأسه، والجاسوس ناقل الخبر الكاذب والكلمة المزورة على الناس والعباد ظلماً وزورا لن يفلت من حر نارها ولو قرأ دعاء الجوشن عشر مرات وأما قاتل النفس المحرمة ظلماً وعدوانا فلا وجه بل كره الله لقاءه، وأما القاسي والمعنف زوجته ضرباً وعنفاً فليتصالح ويتوب إلى الله قبل التراق، وأما قاطع الرحم والنسب فليذهب اولاً إلى رحمه ويعتذر سبعين مرة فبشره في هذه الليلة ولا يذهب ويتعب نفسه فلن يشم ريح الجنة، وإلا لما سميت ليلة خير من ألف شهر.
مهدي خليل
العدد 4689 - الخميس 09 يوليو 2015م الموافق 22 رمضان 1436هـ