أعلنت الأمم المتحدة أمس الخميس (9 يوليو/ تموز 2015) «هدنة إنسانية غير مشروطة» في اليمن بدءاً من منتصف ليل اليوم (الجمعة) وحتى نهاية شهر رمضان المرجحة في 17 يوليو الجاري، فيما تواصلت المعارك والغارات الجوية في جنوب اليمن.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي «أبلغ موافقته على هذه الهدنة إلى التحالف» العسكري الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن «بهدف ضمان دعمه وتعاونه».

يأتي ذلك فيما كشفت وزارة الدفاع اليمنية أنها مازالت تحقق في غارة بالخطأ لطائرات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية قتلت عن «طريق الخطأ» أكثر من ثمانين من الجنود والضباط الموالين للرئيس هادي في معسكر بحضرموت.

نيران «صديقة» تقتل عشرات الجنود اليمنيين بحضرموت

الأمم المتحدة: وقف إطلاق النار في اليمن يبدأ اليوم

عواصم - وكالات

قالت الأمم المتحدة أمس الخميس (9 يوليو/ تموز 2015) إنها تتوقع أن يبدأ وقف غير مشروط لإطلاق النار لأغراض إنسانية في اليمن اليوم (الجمعة) ولمدة أسبوع حتى يتسنى توصيل المساعدات الإنسانية لنحو 21 مليون يمني بحاجة إليها.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة أمس إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «أشار إلى أن الرئيس أبلغ التحالف (الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين) بموافقته على الهدنة لضمان دعمه وتعاونه». وأضاف أن الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي وغيره من الأحزاب أكدوا للمبعوث الخاص للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن الهدنة ستحترم تماماً وأنه لن تكون هناك أي انتهاكات من جانب المقاتلين الخاضعين لسيطرتهم.

وقال دوجاريك «نشعر أن لدينا التصريحات اللازمة من كل الأطراف لنعلن بدء هذه الهدنة يوم الجمعة». وأضاف «يتطلع الأمين العام إلى التزامات من جميع أطراف الصراع باليمن بهدنة إنسانية غير مشروطة تبدأ الجمعة... وتستمر حتى نهاية رمضان».

كان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أجرى محادثات مع مسئولين من حكومة الرئيس اليمني التي تعمل من السعودية ومن جماعة الحوثي التي تهيمن على اليمن في مسعى لإنهاء الاشتباكات والضربات الجوية التي يشنها تحالف تقوده السعودية.

من جانب آخر، كشفت وزارة الدفاع اليمنية أنها مازالت تحقق في غارة بالخطأ لطائرات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية قتلت عن «طريق الخطأ» أكثر من ثمانين من الجنود والضباط الموالين للرئيس هادي في معسكر بحضرموت.

وقال بيان صادر عن وزارة الدفاع اليمنية الأربعاء (8 يوليو/ تموز 2015) إن التحقيق لايزال مستمراً لاكتشاف «الخطأ» الذي تسبب في مقتل وإصابة عدد من الجنود والضباط في قصف معسكر موال للرئيس عبد ربه منصور هادي. وأفادت مصادر صحافية في محافظة حضرموت شرقي اليمن الأربعاء، أن الغارات الجوية التي تعرض لها معسكر اللواء 23 ميكا الموالي للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في منطقة العبر، في محافظة حضرموت، أسفرت عن مقتل أكثر من 80 من الجنود والضباط، وإصابة مئات آخرين. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن عملية انتشال جثث الجنود من تحت أنقاض المباني لا تزال مستمرة حتى الآن، وإن العدد مرشح للزيادة. وأرجعت المصادر الحصيلة الكبيرة للقتلى والجرحى إلى تواجد مئات الجنود في المعسكر لحظة تعرضه لقصف قوات التحالف العربي. لكن من جهة أخرى قال مصدر عسكري يمني إن 30 جندياً قُتلوا في غارات شنها التحالف العربي الذي تقوده السعودية وفي مواجهات على الأرض بعد إعلان قوات في قاعدة عسكرية يمنية مؤيدة للرئيس عبد ربه منصور هادي بالقرب مع الحدود السعودية، التحاقها بالمتمردين الحوثيين. وقال المصدر إن طيران التحالف تدخل «عندما انشق عشرات الجنود وأعلنوا التحاقهم» بالمتمردين الحوثيين الثلثاء. وقد تسبب هذا الانشقاق بمواجهات على الأرض مع القوات الموالية للرئيس هادي.

من جانب آخر، أكد قائد قوات الحرس الوطني السعودي بنجران اللواء محمد بن علي الشهراني، رصد ومتابعة التحركات على جبل أبو مخروق، بشكل يمنع الحوثيين وأنصارهم بأي حال من الأحوال من التجرؤ على الاقتراب منه أو استغلاله كما كان في السابق لإرسال المقذوفات بشكل عشوائي إلى داخل الأراضي السعودية، مشيراً إلى أن الوضع على الحدود مع اليمن آمن وسكان القرى الحدودية يمارسون حياتهم اليومية بشكل طبيعي.

وقال اللواء محمد بن علي الشهراني لصحيفة «عكاظ « نشرته في عددها أمس (الخميس) إن قوات الحرس الوطني تعمل ضمن القوات المشتركة بكامل قدراتها المتمثلة في قوات المناورة (المشاة بكافة فنونها)، وقوات الإسناد الناري (المدفعية التي تضرب على مسافات بعيدة تحقق أهدافها في العمق اليمني).

وأضاف: «ضيقنا الآن الخناق على الحوثيين وأنصار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ولم يعد لديهم القدرة على إرسال الأعداد التي كانت ترسل في السابق، بعد أن نجحنا في اعتراض خططهم داخل العمق اليمني».