سؤال ممجوج فرضته الأزمة السورية عبر أطراف فيها: هل النظام السوري علوي؟ والإجابة على ذلك ليست صعبة، لكنها أيضاً تحتاج إلى إثباتات. قرأنا منذ زمن، أن معيار عنوان وهوية الدول وتصنيفها إن كانت إسلامية أو مسيحية هو أمران: إما أن يكون أكثر من نصف الشعب على مِلَّة واحدة، أو حين يكون النظام السياسي يتبع شرعة مُحدَّدة.
لو طبّقنا تلك النظرية على سورية، سنجد أنها دولة عربية، لأن نسبة العرب من السوريين هي 84 في المئة، بالإضافة إلى النظام السياسي الذي ينصّ دستور الدولة على أن سورية جزءٌ من الأمة العربية. وهي دولة إسلامية لأن نسبة مَنْ يدينون بالإسلام في سورية هو 88 في المئة.
نأتي الآن للهائمين في التِّيْه الطائفي، الذين ما فتئوا يتحدثون عن هوية النظام المذهبية، وما هي نسبة السُّنة والعلويين في ذلك النظام والتي نكره الخوض فيها، لكن الخطأ أحياناً يحتاج إلى رد وتصويب.
والحقيقة، أن هذا السؤال ليس بريئاً، لأن سائله والباحث عن إجابته يريد أن يصل إلى هذه النتيجة عنوةً، وهي أن الدولة/ النظام في سورية علوي. ولأن فورة الجنون في هذا الزمان هي تحديد الجذر الديني والمذهبي، فإننا سنجيب عن هذا السؤال بالأرقام التي تُغنينا عن أي هراء آخر. حيث سنأتي إلى تعداد الطوائف، ثم نقوم بعمليات حسابية مباشرة، كي نخلص إلى نتيجة نذكرها في الختام.
أولاً، تعداد السوريين هو 21 مليون و367 ألفاً و134 نسمة. تعداد السُّنة العرب منهم 13 مليون و461 ألفاً و294 نسمة، أي بنسبة 63 من المئة. أما تعداد العلويين العرب فهو مليونان و777 ألفاً و727 نسمة، أي بنسبة 13 في المئة. في حين يصل تعداد المسيحيين إلى مليونين و136 ألفاً و713 نسمة بمعدل 10 في المئة. بينما الأكراد يصل تعدادهم إلى مليون و923 ألفاً و42 نسمة، بمعدل 9 في المئة. ويبلغ عدد الدروز 641 ألفاً و14 نسمة، بمعدل 3 في المئة. والإسماعيليون 213 ألفاً و671 نسمة بمعدل 1 في المئة. و1 في المئة أخرى.
ما يعنينا من كل ذلك هو نسبة السُّنة والعلويين التي هي مثار جدل الطائفيين في زماننا، والذي يعنينهم ذلك أكثر من حياة السوريين واجتماعهم وسلمهم الأهلي.
هناك لازمة أساسية يجب أن نعرفها، وهي أن الشباب في سورية من عمر 15 ولغاية 45 يُشكلون 55 في المئة من كِلا الجنسين (إناث وذكور). وأمام هذا يكون لدينا 7 ملايين و403 ألفاً و711 من المكوِّن السُّني ممن ينتمون إلى تلك الفئة العمرية. ولدينا مليون و527 ألفاً و749 من المكوِّن العلوي ممن ينتمون إلى تلك الفئة. وإذا ما جعلنا فسطاطاً لفرز الذكور عن الإناث من تلك النسبة يكون لدينا 3 ملايين و701 و855 نسمة من المكوِّن السُّني، و763 ألفاً و874 نسمة من المكوِّن العلوي.
كما يمكننا ذكر توزيع خارطة العمل السورية وفق الإحصائيات الرسمية، وهي أنها تصل إلى أربعة ملايين و949 ألفاً و238 سورياً يشتغلون من بين الفئات العمرية من 15 ولغاية سن 65 سنة وأكثر.
وإذا ما علمنا أن تعداد الجيش السوري هو ما بين 300 ألف و500 ألف جندي (حسب تقديرات «رويترز»). وهناك 314 ألفاً من قوات الاحتياط، و100 ألف من قوات الحرس الجمهوري (حسب تقديرات «فرانس برس»). وهناك 60 ألفاً من قوات الدفاع الوطني و7000 من كتائب البعث. فنحن أمام قوة عسكرية تعدادها 981 ألف مسلح في كامل تشكيلات النظام.
ولو افترضنا أن نصف العلويين في سورية يخدمون في الجيش، فإن نسبتهم لن تزيد عن الـ 38.9 في المئة من عديده. بل حتى ولو افترضنا أن كل العلويين في سورية (وهو ضربٌ من الخيال) يعملون في الجيش فإنهم لن يُغطّوا كل القوات والتشكيلات، وبالتالي فإن الافتراض هو أن أكثر من 61 في المئة من الجيش السوري هم ليسوا علويين.
تجدر الإشارة هنا، أن مهنة العلوي الأولى تاريخياً ولغاية اليوم هي الزراعة والفلاحة، يعقبها خيار الانتماء للجيش وبقية المهن والوظائف الأخرى. يُضاف إلى ذلك إننا إذا افترضنا أن كل المكوِّن العلوي من أطفاله وكهوله ونسائه ورجاله وعاقله ومجنونه والمقيمين منه والمهاجرين يهيمنون على كافة الأعمال في سورية (وهو في افتراض خيالي) لن يُغطوا سوى 56.1 من القوة العاملة في سورية.
أما توزيع نسبة المكوّنيْن في النظام السياسي وكما أشرنا من قبل، فإن الغالبية الساحقة فيه لا تنتمي إلى الطائفة العلوية، بل إلى المكوِّن السُّني.
فكل نواب بشار الأسد سُنَّة. ورئيس المحكمة الدستورية العليا سُنِّي. ورئيس الحكومة ونوابه والغالبية العظمى منها سُنَّة، بما فيها الوزارات السيادية كالخارجية والداخلية والدفاع. ونائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة ووزير الدفاع سُنِّي، ونائب وزير الدفاع سُنِّي، ورئيس هيئة العمليات سُنِّي. ورئيس جهاز الأمن الوطني (أعلى هيئة مخابرات في سورية) سُنِّي. ومدير شعبة الأمن السياسي سُنِّي. ومفتى سورية سُنِّي، والأذان يُرفَع في دمشق والتلفزيون وكافة المحافظات السورية رسمياً على الطريقة السُّنية.
بل إن الطبقة التجارية الداعمة للنظام السوري في حلب ودمشق كلها تتكوَّن من التجار السُّنة. وأغلب القيادة القِطرية لحزب البعث في سورية هم سُنَّة. نقول هذا الكلام ونحن نعلم، أن مَنْ يمسك بالسلطة في سورية لا يعنيه التسنّن ولا الهوى العلوي، فهي طبقة أوليغارشية بعثية لا أكثر من ذلك ولا أقل. بل إن تصنيف السلطة هناك على أساس مذهبي هو ظلمٌ للطوائف هناك (بما فيهم السُّنة والعلويين) وتحميلها ما لا تحتمله. هذا ما يجب أن يُعلَم والسلام.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 4688 - الأربعاء 08 يوليو 2015م الموافق 21 رمضان 1436هـ
محرقي بحريني
أتفق مع الكاتب أن هناك مناصب كبيرة يعتليها السنة لو أخذنا مثلاً ملازم ثاني في الجيش السوري بسطارة يساوي رتبة فريق أول في الجيش النظامي أما باقي المناصب من يعتليها عبارة عن دمى مرتبطة مصالحهم بوجود النظام البعثي بالضبط مثل ماحصل في العراق عندما كان يحكمها صدام السني فان كل المناصب العليا كانت تحت سلطته ولسلطة المقربين له والباقي دمى شكل بلا روح
يستطيع طفل من عائلة معيوف أن يبصق في وجه وزير الخارجية وليد المعلم ولا يستطيع المعلم الرد عية وأنما يردد فقط شعار الحزب ويقبل يدة معيوف الصغير
مخلوف وليس معيوف
اتوقع تقصد مخلوف وليس معيوف
عايش وسط البحارنة
هذا الكلام اللي قلته عن سوريا طبقه على البحرين .... مو كل ساعة قلتوا انكم تتعرضون لهولوكوست و تطهير عرقي و إضطهاد طائفي ..... و منكم الوزير و رئيس مجلس الشورى و النائب و المليونير و الطبيب.
شوشو
إلى هذا الحد تفكيرك سطحي ؟
يا الله طبق على البحرين وخلينا نشوف
شي طبيعي يكون بينهم النائب و المليونير و الطبيب
بس أعطيني ضابط ....برتبة عالية !! ب...............
عايش وسط البحارنة ... رد على زائر 22 شوشو
و الله يا شوشو لازم تحدد أولوياتك أول شيء حتى تصير ضابط برتبة عالية ... انت هنا و لا هناك؟ بتعلق صور قادة عسكريين لدول أجنبية لا تتمنى الخير للبحرين أو الخليج و صور قادة لتنظيمات إرهابية حسب قوانين مجلس التعاون .. و بعدها تبي تصير ضابط برتبة عالية .... شكلك فاهم الموضوع غلط... الترقيات في السلك العسكري تتم حسب الولاء و هذا الشيء متعارف عليه في جميع أنحاء العالم حتى في سوريا و إيران.... في إيران حتى تحصل أبسط منصب حكومي لازم تؤمن بولاية الفقيه.
لان علاقته بايران
الموضوع يثار بين حين واخر بسبب ان النظام السوري الممانع له علاقة وطيدة بايران.
لو تفك هذه العلاقة لاوقفوا الحرب..
هذا مثله مثل الجنرال عون في لبنان.
هو الشخص المؤهل للرءاسة لكنهم يمانعون بسبب علاقة الجنرال و الحزب...
..........
و الله ما عرفنا لكم
تحبون البعث السوري و تكرهون البعث العراقي ... يعني هم كلاهما ولدوا من أفكار ميشيل عفلق ..... لكن البعث العراقي سني و البعث السوري علوي (حليف إيران) .... فإذا عرف السبب بطل العجب. أولاد البارحة تفكرون بتقصون علينه.
قمة التناقص بين العراق وسوريا
تذكروا حكم البعث في العراق حيث لم يكن أحد حينها يقول بأن نظام صدام سني لكن مع بشار الأسد يقولون بأن النظام علوي . قمة التناقض
سوريا ليست علوية
سوريا ليست علوية انما العلوي يسيطر عليها من خلف وزراء سنة السنة ليسوا اقلية لكنهم جهلة
وألف أسف
ما يضحك في الموضوع أن يصبح منصب...... بالنسبة للبعض منصب شرفي ، هذا حتى يكمل الصورة المذهبية .
قناة إعلامية قامت بإجراء مقابلة مع طيار علوي مأسور ، طبعا هو بملأ إرادته يتكلم كما تدعي القناة، لأن داعش المرخصة " النصرة" تتمتع بحس ديمقراطي. الطيار كان عليه أن يقول أن العلويين مجرمين ويرمون البراميل المتفجرة، وذلك بكامل حريته للتعبير .
سلام
كل نواب بشار سُنَّة. ورئيس المحكمة الدستورية العليا سُنِّي. ورئيس الحكومة ونوابه وغالبيتها سُنَّة، الوزارات السيادية كالخارجية والداخلية والدفاع. ونائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة سُنِّي، ونائب وزير الدفاع سُنِّي، ورئيس هيئة العمليات سُنِّي. ورئيس جهاز الأمن الوطني (أعلى هيئة مخابرات) سُنِّي. ومدير شعبة الأمن السياسي سُنِّي. ومفتى سورية سُنِّي، والأذان في دمشق والتلفزيون وكافة المحافظات على الطريقة السُّنية
--
قارن هذا بالوضع في جزيرة الواق واق لتعرف من هو الطائفي. بشار أم واقواق
احسنت وابدعت
معلومات قيمة.
اسمعت
اسمعت لو ناديت حيا
لكن لا حياة.....
والله اللي ما يشوف
وش سوى الاسد في السوريين اعمى واعور
كلام جميل وتحليل رائع
احسنت ابو عبد الله هؤلاء يعلمون علم اليقين هوية النظام العلمانية لكن كان لا بد من استخدام الدين والمذهب للتحريض على قتال النظام وتجنيد الشباب المغرر بهم لاستخدامهم في هذه الحرب المجنونة والتي سيكون لها تداعيات كبيرة على مستقبل المنطقة وخصوصا القضية الفلسطينية التي تراجعت لتكون في ذيل الاهتمامات العربية شعوبا بعد أن كانت حكومات فقط
مقال موضوعي
جميل و موضوعي
أين هم الطائفيون؟
مقالة جميلة ولكن يا أستاذي العزيز لن يجيب أحد من الهمج الرعاع الذين ينعقون وراء كل ناعق على مقالتك
كثير منهم لم يذهب إلى سوريا حتى، ويعمل نفسه أنه ابنها ولا يعرف مكوناتها
هم أتباع إلى إعلام مضلل يعكس الحقائق
لو لم يستخدموا البوق الطائفي ماذا سيقولون
هل سيقولون أن الجيش السوري في غالبيته السنية والحكومة السورية ذات الغالبية السنة هي التي تقوم ما قامت به فتذهب أعذارهم
هم يريدون شماعة التكفير والطائفية وإيران لتفتيت الدول وإضعافها
عنزة ولو طارت
شكرا على هذا الموضوع الشيق. المشكلة يا عزيزي أن أمة إقرأ لا تقرأ وتعتمد فقط على ما يرسخه في عقولهم شيوخ الدين من كل المذاهب. طبعا شيخ الدين ولن أقول عالم الدين لأن غالبيتهم جهلة حتى في الدين ولا يصح إطلاق كلمة علماء عليهم هم أيضا لا يفقهون شيئا في السياسة. وإن تدخلوا في السياسة فهو من أجل منافعهم الشخصية أو السيطرة أكثر على الناس بحجة تطبيق الشريعة. أما بالنسبة لسورية فبالرغم من الحقائق التي خطها قلمك ستبقى عند من تحاول أن تقنعهم أنها علوية. يعني مثل ما يقول المثل الشعبي عنزة ولو طارت!
وكذلك المناهج التعليمية
ومواد التربية الاسلامية في المناهج التعليمية السورية كلها تدرس العلوم والتعليمات الشرعية والروايات على طريقة ...