بعد الانتهاء من مراسم الدفن في تلك الساعة المتأخرة من ليلة الحادي والعشرين من رمضان 40 هـ (27 يناير 661م)، وقف الصحابي الجليل صعصعة بن صوحان العبدي، على قبره قائلاً: «لا حرمنا الله أجرك، ولا أذلنا بعدك. فوالله لقد كانت حياتك مفاتح للخير ومغالق للشر، وإن يومك هذا مفتاح كل شر ومغلاق كل خير. ولو أن الناس قبلوا منك لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، ولكنهم آثروا الحياة الدنيا على الآخرة».
كان صعصعة (رض) يعبّر عن لحظة غروب الحلم الإسلامي بإقامة نظام عادل مستدام، لا فضل فيه لعربي على أعجمي إلا بالتقوى. نظام يعامل البشر وفق معادلة: «إما أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق». وهي تجربةٌ تكالبت عليها عدة أطرافٍ لإجهاضها، لمصالح دنيوية بحتة.
التجربة القصيرة من أجل إعادة الأمل لم تنجح في التغلب على ما اعترضها، من فلول المارقين والناكثين والقاسطين، حسبما تصنفهم كتب التاريخ الإسلامي. لكنها ظلت تجربةً موحيةً للأجيال، تتطلع إليها بشغاف قلوبها، خصوصاً حينما يشتد الجور وتنتشر المظالم الاجتماعية.
كانت التجربة يلفها الكثير من البهاء والنقاء والجلال، خصوصاً أنها مورست على الأرض، ورآى المسلمون العدل مجسّداً في حاكمٍ يعيش معهم، دون حجّاب. وحين أراد خصمه النيل منه بعد غيابه بسنوات، وأراد أن يستدرج ضرار بن ضمرة الكناني بالحديث عنه، أجابه: أو تعفيني؟ فرفض، فقال: «كان واللهِ بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلاً، ويحكم عدلاً، يتفجّر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها ويستأنس بالليل وظلمته. وكان والله غزير العبرة طويل الفكرة، يقلّب كفّه ويخاطب نفسه».
ويصل بالمقارنة الضمنية إلى سر الجاذبية في شخصية علي: «كان والله كأحدنا، يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا إذا سألناه، وكان مع تقرّبه إلينا وقربه منا، لا نكلّمه هيبةً له، فإن تبسّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم. يعظّم أهل الدين، ويقرّب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله».
كانت عاصمته الكوفة تضمّ حينها ما لا يقلّ عن مليون نسمة، خليطٌ من القبائل والألسن والأجناس، وكثيراً ما شاهدوه يمرّ بالأسواق ينصح الباعة بالعدل وعدم الغش وتطفيف المكاييل. وحين يخطب كان يتحلّق حول منبره الآلاف، عرباً وأعاجم، هؤلاء ينهلون من معين بلاغته العالية فيحفظون خطبه ويدوّنون مواعظه، وأولئك يتشرّبون القيم والمبادئ التي بشّر بها المعلم الأول محمد (ص).
كان نوراً يمشي بين الناس، كثيرون يقولون إنه سبق عصره بقرونٍ، فعاش في الزمان الخطأ، حيث لم يقدّره معاصروه، فكان يخاطبهم بقوله: «إسألوني قبل أن تفقدوني». أرادهم لدينه وأرادوه لأنفسهم، وكانت تلك هي قمة المأساة. وحين فقدوه ظلوا يستعيدون ذكراه، أنيناً وحنيناً دائماً. فهم يذكرون كيف حمل الدقيق على ظهره إلى بيت الأرملة، وتولّى عجن الخبز للأيتام الجياع، وقرّب وجهه للنار وهو يدعو: اللهم اغفر لعلي. كما كانوا يذكرون كيف غضب عليهم حين مرّ بنصراني عجوز يتسوّل، قائلاً: «ويحكم! استخدمتموه حتى إذا كبر تركتموه يتكفف الناس»، وأمر له بالعطاء من بيت مال «المسلمين». هذا هو الإسلام الذي أضعناه، وهذا هو جوهر الشريعة وروح القوانين.
أضاعه جيلُه، فقوّض تلك التجربة الرائدة في العدالة الإنسانية، واستبدلها بتجربةٍ هِرَقلِيةٍ أعادت فيها الثورة المضادة إنتاج الجاهلية بثوب إسلامي مموّه. ومن حسن حظ الأجيال التالية أنه ترك تراثاً جمّاً من الخطب والرسائل السياسية، التي تسجّل تلك السيرة العطرة، وتؤرخ لتلك الحقبة العاصفة من فجر التاريخ الإسلامي، إلى جانب تلك الباقة الرائعة من الحكم القصار... فيها تقرأ الفكر والاستقامة ونفحات الحكمة ومبادئ الحكم الرشيد.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4688 - الأربعاء 08 يوليو 2015م الموافق 21 رمضان 1436هـ
لافض فوك يا سيد
علي لا يعرف مقامه إلا الله ورسوله
حب علي من الايمان
السلام عليك يا ابا الحسن ورحمة الله وبركاته
حقيقة
اذا كان الامام علي بحكمته لم يستطع ان يلين تلك العقول الصدئه فمن يستطيع؟
علي
علي حبه جنه قسيم النار والجنه هؤلاء القوم لم يعرفوا قيمه رسول الله والذي كان نبيا مرسل وكانوا يسالونه عندما يحكم في قضيه ما هل هو رايك ام امر من السماء فكيف يعرفون قيمه الامام علي الذي هو بمنزله هارون من موسى سلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا
وما أدراك ما علي
عظيم فقدته الأمه، أراد أن يصنعها عظيمة ولكن أرادوا الذلة والهوان
السلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا
الحب علي عليه السلام
أوجزت ياسيد فأبلغت، وكتبت في علي عليه السلام فبكت العيون وحلق الخيال لعالم يحكمه علي عليه السلام فكان الحب حقا هو علي عليه السلام لا سواه.
في الصميم
بارك الله فيك يا أستاذ نعم القلم الحر، كلام جميل جدا، وكل ما قيل في إمامنا علي بن أبي طالب(ع) قليل في حق هذا العملاق الذي قام الاسلام على سَيفه، وعلى مال خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها.
لنكن كلنا صوره صغيره لامام علي (ع)
بان نقول الحق ونحكم بالعدل ونقرب المسكين ونحترم العالم الجليل وسلام الله عليه يوم ولد ويوم عاش شجاعا ابيا ويوم استشهد ولو عرف قدره في امه الاسلاميه لما انحرف البعض وكفر بعضهم البعض واستحال دم الاخرين
سلامي الي امامي
سلامي الي امامي امام العدل امام الحق امام الانسانيه التي نتطلع اليه ونحن في امس الحاجه اليه في عصر لايعرف لا انسانيه ولا غيرها