يتميز وزير المالية اليوناني الجديد اقليدس تساكالوتوس بهدوئه وندرة تصريحاته، بعكس سلفه يانيس فاروفاكيس الذي عرف عنه صراحته وحدته وميله للمواجهة.
وتساكالوتوس (55 عاما) هو خبير اقتصادي يساري لعب دورا مهما في المحادثات التي اجرتها اليونان مع دائنيها، وعين خلفا لفاروفاكيس بعد ساعات من استقالته الاثنين.
وتساكالوتوس بعيد جدا عن اثارة استياء الجهات الدائنة التي ارهقتها المحادثات مع اليونان.
وقد تولى دور المفاوض الرئيسي في المفاوضات التي بدأت في نيسان/ابريل قبل ان يصبح من الواضح ان فاروفاكيس يتسبب في ازعاج الجهات الدائنة وتعكير الاجواء معها.
وصرح مصدر اوروبي لوكالة فرانس برس ان تعيين وزير مالية يونانيا جديدا "كان خطوة ضرورية" موضحا ان المسؤولين الاوروبيين شعروا بالارتياح لتولي تساكالوتوس وزارة المالية.
وقال خبير اقتصادي يعمل في اثينا طلب عدم الكشف عن هويته "الجو بوجود فاروفاكيس كان شديد التوتر لدرجة انه اصبح من المستحيل احراز اي تقدم".
واضاف ان تساكالوتوس "اكثر هدوءا. وفي هذه المرحلة سيشكل ذلك تحسنا كبيرا".
ولكن لا احد ينظر الى تساكالوتوس بانه شخص سهل. فهو يشترك مع فاروفاكيس في بعض وجهات النظر، رغم انه يعبر عنها بطريقة مختلفة.
وكان قد صرح لصحيفة ليبراسيون الفرنسية الشهر الماضي في مقابلة نادرة ان الجهات الدائنة لليونان "لا تبدو مستعدة للتوصل الى تسوية" ويبدو انها مصممة على فرض مطالب "غير واقعية".
واضاف "محاورونا يصرون كل مرة على خفض المعاشات التقاعدية. من غير الواقعي طلب ذلك من بلد خفض المعاشات التقاعدية بشكل كبير خلال السنوات الخمس الماضية والذي يعيش فيه اثنان من بين كل ثلاثة اشخاص على التقاعد تحت خط الفقر".
واكد تساكالوتوس ان حكومة سيريزا "تريد البقاء في اوروبا".
وقال "نريد اتفاقا لبرنامج اقتصادي قابل للتطبيق داخل اليورو".
والوزير الجديد مولود في مدينة روتردام الهولندية، وتلقى تعليمه في جامعة اوكسفورد، وعمل استاذا في مادة الاقتصاد في جامعة كنت في بريطانيا بين الاعوام 1990 و1993 قبل ان يعود الى اثينا.
وهو متزوج وله ثلاثة ابناء.
ولدى عودته الى اثينا عمل في جامعة اثينا للاقتصاد من 1994 الى 2010 قبل ان ينتقل الى الجامعة الوطنية في اثينا.
وانتخب اول مرة في البرلمان مع حزب سيريزا اليساري المتشدد في 2012 واعيد انتخابه في كانون الثاني/يناير عندما تولى الحزب السلطة.
والف تساكالوتوس ستة كتب اخرها بعنوان "لا عودة: الازمات الراسمالية، الاحتياجات الاجتماعية، والاشتراكية".
ويواجه تساكالوتوس مهمة صعبة في دوره الجديد كوزير للمالية.
ويجب أن تتركز اولويته الرئيسية على دفع البنك المركزي الاوروبي على ضخ طارئ لمبالغ مالية في البنوك اليونانية قبل ان تنفد اموالها، وهو ما يخشى الكثيرون ان يحدث خلال ايام رغم فرض قيود على حركة الأموال.
وبعد ذلك اذا وافق الزعماء السياسيون لدول منطقة اليورو على منح اليونان فرصة اخرى في المفاوضات، فعليه ان يستأنف المحادثات بشان قضية صفقة الديون، وان يهدف الى تحقيق نجاح يفوق ما حققه فاروفاكيس او رئيس الوزراء الكسيس تسيبراس.
وفي النهاية فاذا استطاعت اليونان بطريقة ما ان تقنع الجهات الدائنة بمناقشة اعادة هيكلة ديونها الهائلة -- في مواجهة معارضة المانيا الشديدة -- عليه ان يدفع من اجل تحقيق امال اثينا في الحصول على تخفيف للديون وبرنامج لتاجيل السداد.
واذا كانت كل هذه السبل مغلقة، فان امام تساكالوتوس مهمة لا يحسد عليها بتاتا تتمثل في ايجاد طريقة لتسهيل عملية خروج اليونان من منطقة اليورو، رغم اصرار تسيبراس على ان ذلك لن يحدث ابدا.
ويعقد قادة منطقة اليورو قمة طارئة الثلاثاء.
ويعتبر العديد من الذين سيشاركون في تلك القمة ان الاستفتاء الذي اجرته اليونان الاحد ونتج عن التصويت ب"لا" على فرض مزيد من اجراءات التقشف مقابل الحصول على اموال من صفقة الانقاذ، هو في الحقيقة استفتاء على بقاء اليونان او خروجها من منطقة اليورو.
وقال رئيس مجموعة اليورو يورين ديسلبلوم الاثنين ان نتيجة الاستفتاء "لم يقرب اوروبا من حل" للوضع المالي في اليونان.
واضاف "في الحقيقة فان رفض المقترحات يجعل الوضع اكثر صعوبة".