الوسط - يونس منصور
يعتبر المدرب الوطني خالد تاج واحداً من المدربين الشباب الذين نجحوا في رسم صورة مضيئة للمدرب البحريني خصوصاً مع التجربة التدريبية التي قضاها مع النادي الأهلي القطري واستمرت لـ3 مواسم، وتاج هو من الشخصيات المحبوبة التي تخرجت من النادي الأهلي كلاعب قبل أن يشق طريقه لعالم التدريب.
وسبق للمدرب الوطني أن عمل في محطات محلية بدأها من ناديه ومن ثم المنامة والحد والمنتخب الوطني الأول ضمن الجهاز الفني الذي قاده المدرب التشيكي ميلان ماتشالا والذي انتقل فيما بعد للدوري القطري، ونتيجة للثقة الكبيرة التي حصل عليها تاج من ماتشالا تواجد معه طوال المواسم الثلاثة الماضية عاد بها لوطنه. «الوسط الرياضي» التقى تاج لنقل بعض من صور تجربته.
بعد تجربة خارجية قضيت خلالها 3 سنوات في مشوارك التدريبي مع النادي الأهلي القطري، ما هي أبرز الايجابيات التي خرجتَ بها؟
- الفترة التي قضيتها بالعمل في الجهاز الفني في النادي الأهلي القطري كانت جداً ايجابية ومن جميع الجوانب، أبرزها الثقة الكبيرة من المدرب الكبير ميلان ماتشالا في إمكانياتي التدريبية بعد تجربة العمل معه ضمن الجهاز الفني المشرف على منتخبنا الوطني في فترة سابقة.
ومن ايجابيات العمل بالدوحة أيضاً الأجواء الاحترافية التي تدار فيها مسابقات دوري نجوم قطر من حيث الالتزام التام بجميع المعايير الدولية والتنظيمية والفنية لهذه المسابقة، كما أن الحصص التدريبية تدار بمستوى عال من الأجهزة الفنية وبمراقبة دقيقة من القائمين على دوري نجوم قطر، ويتم تزويد اللجنة الفنية في الاتحاد وبشكل دوري بالبرنامج التدريبي وبشكل مفصل، بالإضافة إلى انه يتم تقييم الأداء الفني للفريق وفي كل مرحلة مع تقييم أداء اللاعبين بشكل شهري لوجود كوكبة من المدربين العالمين ووجود العديد من اللاعبين المحترفين ومن عدة جنسيات، ولهذا فإن تجربتي بالعمل في النادي الأهلي أكسبتني الكثير من الخبرات.
كيف ترى الفوارق الفنية بين الكرة القطرية ونظيرتها البحرينية، وخصوصاً على مستوى الملاعب والإمكانات المالية والتنظيمية؟
- الفوارق الفنية كبيرة بين الكرة البحرينية والقطرية وخصوصا قوة دوري نجوم قطر من حيث الإمكانات المتوفرة للأندية القطرية سواء من حيث المنشآت أو الملاعب ونوعيتها وجودتها، بالإضافة إلى وجود الكثير من الخبراء والمستشارين الذين يشرفون على إدارة دوري نجوم قطر، كما أن الإمكانيات المادية التي تملكها الأندية القطرية ساهمت في رفع المستوى العام للدوري من حيث جلب أبرز المدربين واللاعبين العالميين.
هل هناك أسباب لعدم استمرارك في التجربة الخارجية على رغم تمسك إدارة النادي القطري بخدماتك؟
- تجربة العمل في النادي الأهلي من أفضل مراحل مشواري التدريبي، وكانت تجربة ايجابية من جميع الجوانب، وكانت هناك رغبة مشتركة فيما بين إدارة النادي ممثلة بالجهاز الإداري المشرف على الفريق الأول وبيني لمواصلة عملي ضمن الجهاز الفني للفريق الأول، ولكن نظراً لبعض الظروف الأسرية القاهرة التي تتطلب تواجدي في ربوع البحرين بعد 3 سنوات عمل بالخارج وهو ما حال لاستمراري لموسم رابع.
هل كانت مهمتك الأساسية في النادي الأهلي القطري هي العمل على برنامج الدارت فش لتحليل المباريات واكتشاف الأخطاء؟
- مهمتي الأساسية كانت ضمن الطاقم التدريبي بقيادة المدرب الكبير ميلان ماتشالا هي وظيفة مساعد مدرب الفريق الأول، ونظراً لثقة المدرب في إمكانياتي فقد كان يوكل إلي الكثير من المهام سواء في الحصص التدريبية أو أثناء المباريات الرسمية أو جلسات التحليل الفنية وكذلك حضور المؤتمرات الصحافية والاجتماعات والندوات وورش العمل الخاصة بمدربي الفرق، ونظراً إلى كوني محاضراً دولياً في التحليل والإحصاء تمت الاستعانة بي للعمل ضمن اللجنة المشرفة على اختيار أفضل لاعب في مباريات مسابقة كأس قطر في الموسم الأخير.
هل حصلت على عروض محلية من أندية محلية في الوقت الحالي؟
- تلقيت اتصالاً من أحد أندية الدرجة الأولى يستفسر عن وضعي وهل سأستمر بالعمل في دولة قطر أم لا، ولم أتلقَّ أي عرض رسمي حتى الآن بسبب عودتي قبل فترة بسيطة من الدوحة، وفي حال تلقي أي عرض سوف أقوم بدراسته في حينه.
كيف ترى الكرة البحرينية في الوقت الراهن بعد سلسلة من الإخفاقات على مستوى المنتخب الأول؟
- المنتخب البحريني يمر بمرحلة إعادة بناء بعد الطفرة التي حدثت في العقد الأول من الألفية الجديدة، وعلى القائمين على شئون المنتخب إدراك أن عملية بناء منتخب قوي تتطلب الكثير من العمل الممنهج والمدروس والصبر، بدءاً من الاهتمام بالمسابقات المحلية وخصوصاً دوري الدرجة الأولى الذي أصبح مستواه باهتاً مقارنة بالمواسم السابقة، وعلى الاتحاد ومن خلال اللجنة الفنية المتابعة الدقيقة لعمل الأندية إذ أنها الأساس لبناء وإعداد اللاعب وليس المنتخبات التي يتم تجميعها في فترات بسيطة ولبطولة معينه فقط، وهبوط المستوى العام للمنتخب البحريني متوقع لقلة خبرات اللاعبين ولعدم وجود النجوم البارزين، إضافة إلى أن عدم الاستقرار الفني في الأجهزة الفنية سبب مباشر فيما وصلت إليه الكره البحرينية من مستوى ضعيف في الفترة الحالية على أقل تقدير.
عملتَ سابقاً مع الأحمر، ما هي الفوارق الفنية بين اللاعبين في تلك الفترة والفترة الحالية؟
- الفوارق الفنية كبيرة بين الجيل الحالي وجيل اللاعبين الموهوبين خلال الفترة الذهبية للمنتخب الأول من العام «2000 وحتى 2010»، والكرة البحرينية كانت تزخر بالعديد من اللاعبين الموهوبين أصحاب الإمكانات الفردية والجماعية الهائلة، وكان المنتخب يملك الكثير من اللاعبين لدرجة أن المدربين كانوا يواجهون مشكلة كبيرة في اختيار التشكيلة الأساسية، ولك أن تتصور أن المنتخب كان يتفوق في مرات كثيرة على منتخبات قوية في القارة الآسيوية وكان قريباً من التأهل لكأس العالم.
...وكيف ترى التعاقد مع المدرب الأرجنتيني باتيستا لقيادة المنتخب الأول؟
- المدرب باتسيتا مدرب جيد يمتلك خبرة طويلة تصل لنحو 15 سنة تدريبية ودرّب عدة أندية أرجنتينية بالإضافة إلى قيادته لمنتخبات بلده الأولمبي والأول لعام واحد، والمدرب يحتاج إلى وقت أكثر للحُكم عليه خصوصاً أنه لم يشرف على المنتخب إلا منذ فترة بسيطة ويحتاج إلى الوقت للتعرف على اللاعبين وتقييم مستوياتهم والتعرف أكثر على عقلية اللاعب المحلي.
على صعيد المسابقات المحلية ومن خلال متابعتك لها في المواسم الثلاثة الماضية سواء عن طريق الحضور الشخصي أو شاشة التلفاز... ما هي أبرز الايجابيات التي سجلتها؟
- أبرز إيجابيات المواسم الأخيرة هي دخول أندية المنامة والحد والبسيتين في صلب المنافسة على البطولات، وإحراز نادي الحد مسابقة كأس الملك إلى جانب خطف البسيتين للقب الدوري قبل موسمين.
...وما هي أبرز السلبيات التي ضربت مسابقاتنا؟
- أبرز السلبيات ضعف المستوى العام لدوري الدرجة الأولى، وقلة النجوم البارزة، والحضور الجماهيري الضعيف، إلى جانب هبوط النادي الأهلي لدوري الدرجة الثانية.
...وكيف رأيت عودة فريقك وناديك الأهلي لمصاف أندية الدرجة الأولى بعد غياب استمر ثلاثة مواسم؟
- هبوط النادي الأهلي نقطه سوداء في تاريخ هذا النادي العتيد، والجماهير البحرينية بشتى ميولها كانت في حالة صدمة جراء هذا الهبوط، وعودة «الأصفر» لمصاف أندية دوري الدرجة الأولى أسعدت كل المتابعين الرياضيين قبل الأهلاوية، وتحية تقدير وعرفان لربان القلعة الصفراء الرئيس الذهبي طلال كانو على ما يقدمه للنادي من مجهودات والتحية موصولة أيضاً للإخوان أعضاء مجلس الإدارة، مع تمنياتي أن تكون عودة النسر الأهلاوي قوية بقيادة أخي العزيز المدرب الكبير عدنان إبراهيم.
ما هي نظرتك للمدرب المواطن وهل أخذ حقه سواء مع أنديتنا أو منتخباتنا؟
- البحرين زاخرة بالمدربين المواطنين المميزين سواء من الرعيل الأول أو من الجيل الحالي، ومن الايجابيات الحالية أن معظم الأندية تعتمد على المدربين الوطنيين وحققوا نتائج وبطولات كثيرة على المستوى المحلي، أما على مستوى المنتخبات في الاستعانة بالمدرب المواطن تكون خجولة نوعاً ما على رغم الخطوة الايجابية للاتحاد البحريني لكرة القدم في تعيين مدربين وطنيين للإشراف على المنتخبات الوطنية للفئات السنية.
كلمة أخيرة؟
- أتمنى أن أشاهد في الموسم المقبل شكلاً مغايراً للكرة البحرينية سواء على صعيد المسابقات المحلية أو المنتخبات الوطنية من أجل رسم البهجة والفرحة على محيّا الجماهير البحرينية.
العدد 4684 - السبت 04 يوليو 2015م الموافق 17 رمضان 1436هـ