قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارة مفاجئة لشمال سيناء وذلك بعد أيام قليلة من هجوم كبير شنه متشددون إسلاميون على مواقع للجيش واندلاع اشتباكات ضارية بين الجانبين في المنطقة المضطربة.
وقال الجيش إن 17 من جنوده قتلوا وقتل أكثر من 100 متشدد في الاشتباكات والعمليات العسكرية التي تلت هجمات شنتها جماعة ولاية سيناء التابعة لتنظيم «داعش» على كمائن عسكرية في مدينتي الشيخ زويد ورفح يوم الأربعاء.
كما قال إنه قتل عشرات المتشددين بعد معارك الأربعاء لكن قيودا على التغطية الصحفية في المنطقة تحول دون الحصول على معلومات من طرف مستقل.
وقالت رئاسة الجمهورية في بيان إن زيارة السيسي الذي كان يرتدي الزي العسكري تضمنت تفقده لمقر قيادة عناصر القوات المسلحة في شمال سيناء واستعراض أسلحة ضبطت مع المتشددين فضلاً عن زيارة كمين للجيش وآخر للشرطة.
وأظهرت صور ولقطات فيديو للزيارة مرافقة الفريق محمود حجازي رئيس أركان القوات المسلحة للسيسي.
ونقل المتحدث العسكري في بيان على صفحته على «فيسبوك» عن السيسي قوله في كلمة ألقاها أمام عدد من الجنود إن «الجيش المصرى يقوم بدور عظيم والتاريخ سيتوقف طويلاً لتسجيل ما قام به أبطال القوات المسلحة».
وأضاف «حتى الآن يتم العثور على جثث للعناصر الإرهابية ويتم دفنها جراء العملية الإرهابية الأخيرة».
وقالت مصادر أمنية إن 12 شخصاً يشتبه في أنهم متشددون قتلوا في غارات جوية شنها الجيش المصري على عدد من المناطق جنوب مدينة الشيخ زويد في وقت مبكر من صباح أمس (السبت).
وأضافت المصادر أن طائرات الجيش دمرت أيضاً عدداً من مخازن الأسلحة والمتفجرات وأماكن اختباء المتشددين.
وتابعت أن قوات حرس الحدود تمكنت من ضبط نحو نصف طن من المتفجرات داخل نفق على الحدود بين مصر وقطاع غزة.
وذكرت مصادر أمنية أمس الجمعة أن القوات التي تمشط المنطقة عثرت على رفات أربعة جنود و24 ممن يشتبه بأنهم متشددون قتلوا على ما يبدو في الاشتباكات السابقة.
ويمثل هجوم الأربعاء تصعيداً كبيراً للعنف في شبه جزيرة سيناء التي تتاخم إسرائيل وقطاع غزة وهو ثاني هجوم كبير تشهده مصر الأسبوع الماضي. وقتل النائب العام هشام بركات يوم الاثنين في انفجار سيارة ملغومة في القاهرة.
وأثار الهجوم تساؤلات عن قدرة الحكومة على التصدي للإسلاميين المتشددين الذين يسعون لإسقاط الحكومة وقتلوا مئات من أفراد الجيش والشرطة منذ إعلان الجيش عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو/ تموز 2013.
ولا تفرق الحكومة بين متشددي شمال سيناء وجماعة الإخوان المسلمين التي حظرتها وأعلنتها جماعة إرهابية بعد عزل مرسي إثر احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه. وتقول الجماعة إن نشاطها سلمي.
العدد 4684 - السبت 04 يوليو 2015م الموافق 17 رمضان 1436هـ