بدأ العد التنازلي لصدور كتاب ملامح في جزئه الخامس والذي خصص هذا العام لاستذكار أجمل ليالي العمر قبل ثلاثين سنة، حيث عكف ناشطو جمعية العاصمة للثقافة الإسلامية بعد إصدارهم الرابع من موسوعتهم الصورية على إنجازٍ لا يخلو من الطرافة والإمتاع هذه المرة، إذ خصصوا إصدارهم الجديد ملامح 5 لتوثيق لحظات ملؤها الأفراح والسعادة التي تتجلى في ليلة العمر «ليلة الزواج» بتقاليدها وأعرافها ذات النكهة البحرينية الخاصة من خلال مجموعة من الصور يعود أقدمها لسني الأربعينيات وأحدثها للثمانينيات من القرن الماضي.

ملامح ليلة العمر

وفي تصريحه لـ «الوسط» أشار مدير مشروع ملامح السيد فاضل آل شرف إلى أن الإصدار الخامس يحمل عنوان «ملامح ليلة العمر» ويقع في 200 صفحة من القطع الكبير ويضم بين دفتيه صوراً لليالي مناسبات الأعراس لأهالي المنامة، حيث يحتوي على صور لمئة ليلة عمر كلها قبل سنة 1985 أي قبل 30 سنة. اشتغل على إنجاز الكتاب الصوري فريق خاص من المتابعين والمخرجين والمراجعين، وما إن ابتدأنا بالإعلان عنه في وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بأهل المنطقة حتى لقيت فكرته صدى كبيراً من المتابعة والاستحسان وإقبالاً واسعاً من أهل المنامة.

المأذونون الشرعيون

وبشأن الجديد في هذا الإصدار أشار آل شرف إلى أنه يضم صوراً لمجموعة من الوثائق الخطية المتمثلة في عقود الزواج القديمة وأقدمها يعود لسنة 1949 للحاج عبدالرسول العرادي، ومعظم هذه العقود مكتوبة باليد، وممهورة بتواقيع مجموعة من المأذونين الشرعيين السابقين ومنهم الشيح عبدالله بن محمد آل طعان، والشيخ محمد علي الحميدان، والشيخ باقر العصفور، والذين عقبهم السيدجواد الوداعي، والشيخ أحمد العصفور والسيدعلوي الغريفي، والشيخ ميرزا العرادي، وتؤرخ الصور والنسخ المتعددة من العقود حركة انتقالها من الصيغة السابقة الموقعة بيد المأذونين الشرعيين، إلى الصيغة الموثقة في المحاكم على يد القضاة الرسميين.

ركوب الخيل

ويضيف آل شرف أن كتاب ملامح 5 يوثق بالصور لأهم تقاليد وعادات الزواج في البحرين من خلال صور أهل المنامة والتي تشتمل على عرف ركوب الخيل للمعرس وحمله للسيف في حفل الزفاف، وصور لأجواء الطبخ الجماعي والولائم في اليوم الثاني من الزواج، وقراءة المولد النبوي من كبار السن، وأخذ المعرس للاستحمام في عين عذاري أو عين أم شعوم أو عين قصاري، وزفاف العريس الذي يتميز بحضور العدد الكبير من المعازيم والأهل والأحباب والأصدقاء كباراً وصغاراً.

الأربعينيات صور نادرة

ويتابع آل شرف أن الكتاب يعكس من خلال صوره طبيعة التحولات الاجتماعية والثقافية للناس في عاداتهم وتقاليدهم وملابسهم، وتمتد الصور التي ضمها الكتاب على المستوى الزمني على صور لليالي الزواج فترة الخمسينيات وهي نادرة وتكون عادة صورة واحدة وغير ملونة، ثم فترة الستينيات وهي عادة صور قليلة وغير ملونة أيضاً، ثم فترة السبعينيات والثمانينيات، حيث سهل اقتناء الكاميرات وكثر التصوير في الأعراس بصور ملونة، وكانت حفلات الأعراس تعقد في النهار ويبدو عليها البساطة وعدم التكلف.

أجواء ليلة العمر

يلحظ أن الجزء الثالث والرابع من كتاب ملامح أهل المنامة الذي تصدره جمعية العاصمة للثقافة الإسلامية خصص لتوثيق السير الذاتية لأبرز شخصيات المنامة بينما هذا العدد وهو الإصدار الخامس فيتناول المناسبات الاجتماعية في المنامة بالتحديد ما سمي بليلة العمر ليلة الزواج وهو ما يمنحه مسحة من الظرافة والتشويق والحرص على ترقبه وانتظار صدوره واقتنائه والاستمتاع باستذكار تلك الأجواء الجميلة التي سيضمها بين دفتيه، ولذلك دائماً ما نراه ينفد من الليلة الأولى لإصداره وتدشينه وتكون هناك مطالبات بزيادة عدد نسخه أو بطباعته طبعة ثانية وثالثة.

التلاحم والتراحم

وفي الوقت الذي ستحتوي هذه الموسوعة الصورية ملامح 5 هذه المرة على توثيق للحظات حافلة بالسعادة والفرح برصدها لمناسبات الأعراس وليالي العمر لأهل المنامة، فإنها كذلك تبرز أواصر التلاحم والترابط المجتمعي لأهل العاصمة وتأخذهم إلى الذاكرة المشتركة التي تجمعهم بمختلف توجهاتهم وأطيافهم بما يعكس طبيعة التجربة المجتمعية المشتركة لأهل البحرين، والتي تشملهم في أواصر من علاقات القربى والتزاوج والمعايشة وإحساس من التراحم والتلاحم يشمل سكان هذه المنطقة بشتى أطيافهم وتوجهاتهم وأعراقهم ومذاهبهم المختلفة.

رحلة 100 عام

يذكر أن جمعية العاصمة للثقافة الإسلامية التي تصدر هذه المرة جزءها الخامس من كتاب ملامح، كانت قد «أصدرت في شهر رمضان العام الماضي الجزء الرابع، متمماً للثالث، من هذه الموسوعة الصورية وحظيت باهتمام واسع من مختلف الشرائح، حيث تأخذ متصفحها في رحلة 100 عام من خلال قراءة سيرة نخبة من رجالات المنامة المخلصين، وتستعرض أهم المحطات في حياتهم الشخصية والعملية وأروع التجارب والخبرات التي من خلالها استطاعت هذه الأسماء العريقة بناء هذا الوطن العزيز، وعادة تنفذ جميع نسخ الكتاب خلال ساعات قليلة من إصداره لما يشكله من مادة حية قصصية ومرجع تاريخي يوثق تاريخ العاصمة ومجدها التليد».