شهدت دور العبادة في البحرين أمس الجمعة (3 يوليو/ تموز 2015) ومنذ الساعة العاشرة صباحاً التواجد الرسمي الأول للمتطوعين الأمنيين برفقة رجال الأمن لتوفير الأمن للمصلين وحمايتهم. وتواجد أغلب المتطوعين في جوامع ومساجد تقع في مناطق سكنهم، بينما تواجد البعض الآخر في غير مناطق سكنهم كما في جامع الشيخ محمد بن سلمان آل خليفة بمنطقة البديع الذي كان يشارك في حمايته متطوعون من مناطق الدراز وبني جمرة وباربار.

فعامر الشهابي متطوع من سكنة منطقة الدراز لكنه كان يساهم في توفير الأمن بجامع الشيخ محمد بالبديع. بهذا الخصوص تحدث لـ «الوسط» قائلاً: «المتطوعون هنا ثلاثة فقط، فيوجد معي شاب ثاني من بني جمرة وثالث من منطقة باربار. ولانجد في هذا الأمر أي صعوبة، ذلك لأن أهالي هذه القرى متعايشون منذ القدم مع أهالي قرية البديع. يوجد بيننا تواصل وجمعتنا معهم المدارس والنوادي والفعاليات الاجتماعية. نحن نعرف بعضنا جيداً، ولا توجد بيننا حاواجز سوى الشوارع الفاصلة بين القرى».

معتبراً وجودهم في البديع «صورة من صور الترابط بين مكونات شعب البحرين، ولن أتردد في تقديم ما يمكنني تقديمه في حال حدث هنا أي مكروه».

أما المتطوع في نفس الجامع، الشاب حسين عبدالعال فأشار بالقول: «لم أختر من نفسي التواجد للحماية في منطقة البديع لكنني لم أتردد بالقبول عندما طلب مني ذلك».

وفي حال مصادفته أي مشتبه به أوضح سبت وهو من سكنة قرية بني جمرة أن «التعليمات تفيد بتبليغ رجال الأمن المتواجدين معنا عن أي مشتبه به». مشيراً أنهم معنيون بالتدخل وإبعاد المشتبه به بالقوة «في حال اضطررنا لذلك».

وفي سؤال عما إذا كان يشعر بالخوف أجاب حازماً «لا. كانت زوجتي خائفة علي أثناء خروجي. أما أنا فلا وجود للخوف في نفسي».

هذا وأبدى زميله هاني سبت استعداده للتضحية وأن ذلك «هو سبب تواجدي هنا». وعن توقعه حدوث شيء قال: «لا أعلم. ما أعرفه هو أننا هنا كي لا يحدث شيء».

وأشار سبت بايجابية التعاون الذي يلاقونه من قبل المصلين في البديع. وأن عملية التفتيش ودخول الجامع تجري بانسيابية وبدون أي مشاكل تذكر.

أما في جامع كانو بمدينة حمد فيوجد متطوعان اثنان فقط. فأمام البوابة الرئيسية كان يتواجد صلاح راشد مبارك، يشارك رجال الأمن عملية التنظيم وتوجيه المصلين حسب ما أفاد لـ «الوسط». مبارك الذي يسكن نفس المنطقة يؤكد أن «الجميع يخضع للتفتيش. أهالي المنطقة والقادمون من خارجها. لا نستثني أحداً سواء كنا نعرفه أو لا نعرفه».

وأبدى مبارك استعداده للتضحية في سبيل الوطن. مؤكداً أنه سيستمر في هذا العمل التطوعي «سأحرص على الحضور كل أسبوع وسأستمر بدورة التدريب المخصصة للمتطوعين حتى يستقر الوضع ويتخطى الوطن هذه المحنة».

ولم يقتصر دور المتطوعين في جامع كانو على الوقوف أمام الباب. فالمتطوع محمد حاتم كان دوره تنظيم ومراقبة حركة السيارات بجانب رجال المرور. عن طبيعة دوره قال «دوري مساعدة رجال المرور في تنظيم حركة السيارات وتفادي الازدحامات والوقوف الخاطئ».

مبيناً أنه «توجد توجيهات لإخبار رجال الأمن في حال الاشتباه في إحدى السيارات». وعن كيفية تحديد السيارة المشتبه بها أفاد حاتم «نميز ذلك حسب تصرفات سائق السيارة وعلامات الارتباك التي تبدو عليه. وكذلك المكان الذي يريد إيقاف سيارته به ومستوى تجاوبه مع توجيهاتنا».

وجود المتطوعين لم يخصص فقط لحماية المصلين في المساجد التي تقام بها صلوات الجمعة، بل حتى صلوات الجماعة كما في مسجد الأمير زيد بمنطقة المالكية، فهناك «أغلب الحضور هم من أهالي المنطقة ومع هذا لم يستثنَ أحد من التفتيش» كما أفاد المتطوع عبدالمحسن حبيب الذي كان برفقته عبدالعزيز محمد الذي أراد لفت الانتباه لضرورة «توفير صيدليات في دور العبادة تحسباً لوقوع أي مكروه ولمساعدة المتطوعين في عمل الإسعافات الأولية».

أما في كرزكان فلم تشهد «الوسط» تواجداً للمتطوعين بجانب رجال الأمن أمام جامع كرزكان الكبير. ولكن وبحسب مجموعة من أهالي كرزكان فإن عيون الشباب مفتوحة ولن يتوانوا عن تقديم المساعدة في حال حدث أي مكروه. مشيرين إلى أن تواجد رجال الأمن في الجامع يعود لأربعة أسابيع وما تغير هذا الأسبوع هو وضع حواجز حديدية وتعزيز التواجد الأمني بأفراد مسلحين.

كما لم تشهد «الوسط» أثناء جولتها وجوداً للمتطوعات. ففي المساجد التي سمح فيها بدخول النساء كان أفراد من الشرطة النسائية هن من يتكفلن بعملية المراقبة والتفتيش عند مداخل الأقسام المخصصة للنساء، كما في جامع البديع ومدينة حمد.