بعد مضي ثلاثة أعوام على تدمير أضرحة تمبكتو من قبل المتطرفين، أوشكت أعمال إعادة بنائها على الانتهاء، وذلك بفضل العمل الرائع الذي اضطلع بها الحرفيون المحليون، فضلاً عن الدعم الدولي. وقد أُعلن هذا النبأ خلال حدث أُقيم في بون كجزء من دورة لجنة التراث العالمي المنعقدة حالياً في هذه المدينة الألمانية، حسبما أفادت منظمة اليونسكو.
وفي هذه المناسبة، قالت رئيسة لجنة التراث العالمي ماريا بوهمر "إن إعادة بناء أضرحة تمبكتو إنما هي مثال رائع للتنفيذ الناجح لقرارات لجنة التراث العالمي. ومنذ إدراج الموقع في قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر في عام 2012، تناولت لجنة التراث العالمي دراسة هذه الحالة. ولا يسعنا إلا أن نعبر عن إعجابنا الشديد بما تم إنجازه في ما يتعلق بصون ممتلكات التراث العالمي هذه التي لا مثيل لها. وفي الوقت الذي يتعرض فيه التراث لهجمات الجماعات المسلحة، فإن إعادة بناء أضرحة تمبكتو توفر ما يدعونا إلى التفاؤل".
ومن جانبه، قال مساعد المديرة العامة لليونسكو للثقافة الفريدو بيريز دي أرمينيان "إن تمبكتو هي رمز لبلد يتعافى ويستعيد ثقته بنفسه. وما تم إنجازه إنما يمثل أفضل استجابة يمكن لنا القيام بها في مواجهة المتطرفين الذين يمارسون العنف، فضلاً عن كونه نجاحاً بارزاً أنجزه المجتمع الدولي".
أما وزيرة الثقافة والحرف اليدوية والسياحة في مالي انجاي رحمة الله ديالو، فقد أشادت بالعمل الذي اضطلع به عمال البناء في تمبكتو وأشارت إلى الظروف الصعبة التي تكتنف التراث في المناطق التي تشهد أوضاع النزاع. وقالت في هذا الصدد "إن مجتمعات التراث شهدت، ومازالت تشهد، صعاباً كبيرة. أما طبيعة بعض الحروب الإيديولوجية فقد حوّلت التراث العالمي وآثار الماضي إلى أهداف مفضلة، وذلك لإحداث صدمة لدى الرأي العام ونشر المعارك المسلحة المزعومة في وسائل الإعلام".
وخلال الحدث، قدمت بوهمر، نيابةً عن المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، ميدالية اليونسكو إلى الحسن حاسي، رئيس نقابة عمال البناء في تمبكتو، وهم الذين يحافظون على المهارات التقليدية في ما يتعلق بصون العمارة الطينية. وقد مُنح هذه الميدالية اعترافاً بالعمل الذي نفذته النقابة التي يترأسها.
وجدير بالذكر أن أضرحة تمبكتو إنما تمثل أماكن للزيارة منذ أمد طويل يرتادها أفراد الشعب في مالي وشعوب البلدان المجاورة. وساد الاعتقاد على نطاق واسع أن هذه الأضرحة تحمي المدينة من المخاطر. أما أقدم هذه الأبنية فقد أُنشئت في القرن الثالث عشر. كما أُدرج ستة عشر منها في قائمة التراث العالمي، وتم تدمير 14 ضريحاً في عام 2012، وهو ما يمثل خسارة فادحة للمجتمعات المحلية. وتبعاً لذلك، طلبت حكومة مالي في عام 2013 مساعدة الشركاء في الخارج، ومن بينهم اليونسكو.