هناك في هذا العالم من ينتظر بحسرة رؤيته، إنهم يرتعشون في خوف بعدما ضاعوا في الظلام عن الطريق، إنهم ينتظرونه لينير قلوبهم مرة أخرى، فالظلام في هذا العالم حتما سيزول عندما يتوهج نورالحب الذي هو من المصدر، الحب هو الأصل وهو الجوهرلكل شيء.
لكن لماذا تنتظره وهو منذ البدايه كان ومازال موجودا في ذلك المكان الذي هو في صدرك، المكان الذي يبدأ منه كل شي، أولئك الذين يستطيعون حب الآخرين هم أولئك الذين لهم القدرة على حب أنفسهم، أولئك الذين يستطيعون قبول الآخرين هم أولئك الذين له مقدرة على قبول أنفسهم. فأنت لاتستطيع أن ترى الآخر إلا إذا استطعت أن ترى نفسك، إن الطيبة واللطف في حياتك لن تأتي إليك من شخص آخر، كما هو ليس هناك سبب ولا حاجة لأن تحاول الإبقاء على ما قد يهبه لك الآخر من طيبة ولطف، بل تكلم وعبر عن حقيقتك بدون أن تغلق أبواب قلبك عندما ترى النور وسيجعل لك أجنحة تحلق بك للأعلى.
عليك أن تسعى إلى الفهم، أسعى لفهم ماهو أنت عليه أولا والبحث سينتهي عندما تجد بداية الطريق، فأنت سترى فقط الجمال والكمال والمعنى الحقيقي لكل شيء، وتدرك بأن الأوهام كلها لن تستطع أن تضلك مرة أخرى، إن كنت تعرف كيف ينفذ نورالحقيقة من خلال كل شيء لنتعرف اليأس او المحدودية في رحلتك، وستشعر بأنك كالفراشه الجميله التي خرجت للتو من الشرنقه. ليكن لديك الشجاعة لتفتح أبواب قلبك.
علي العرادي
حكايتي ببساطة أنني معلم أو كما يصنِّفني رجال الاقتصاد (من متوسطي الدخل) عملت على الادخار طوال السنوات الماضية منذ أول يوم لي في وظيفتي؛ حتى أتمكن من شراء قطعة أرض صغيرة أستعين بعدها ببنك الإسكان لأتمكن من بنائها، حلم مثله مثل أحلام بقية هذا الشعب الصبور، إلا أني في الواقع ضيّعت عمري وأنا أجري وراء اسعار العقار المجنونة، ففي البداية كنتُ أسعى لتوفر 40 ألف دينار من خلال الادخار وقرض البنك الشخصي، وما أن قارب حلمي على التحقق بعد سنوات عجاف من التقطير على نفسي وأهلي، تصاعدت أسعار الأراضي، لتصل الأرض التي كان سعرها 40 ألف دينار إلى 50 ألف دينار، فعدت للادخار من جديد وقصة التقطير والحرمان تعود هي أيضاً، وما أن يقارب حلمي على التحقق مرة أخرى أتفاجأ أن نفس الأرض التي كان سعرها 40 ألف دينار والتي أرتفع سعرها إلى 50 ألف دينار، أصبح سعرها الجديد 60 ألف دينار، وهكذا تتكرر القصة ليصل سعر نفس الأرض حالياً إلى 70 ألف دينار، والله أعلم إلى أي حد ستصل أسعار الأراضي في السنوات المقبلة، وكأني أجري وراء سراب.
سؤالي: إذا كنت أنا الذي أصنف من أصحاب الدخل المتوسط، لا أستطيع شراء قطعة أرض صغيرة! فكيف بمحدودي الدخل؟!
- من وراء هذا الجنون؟
بدأت البحث عن السبب الذي يؤدي إلى هذا الارتفاع المجنون في الأسعار المطرد، وتبين لي وجد مجموعة من الناس الجشعة التي لا تجد من يوقفها ولا يحاسبها، تحتكر الأراضي والقسائم مستغلة وضع الناس الاقتصادي ومعتمدة على الثروة التي تمتلكها لاستغلال الناس والعمل على سرقتهم دون أي وازع أخلاقي أو وطني.
تبين لي أن الجميع يعرف عن وجود مجموعة من الأفراد الذي يسمون أنفسهم بالمستثمرين، يقومون بشراء كل الأراضي في منطقة معينة ولا يتركون للأفراد فرصة للشراء (تكون هذه الأراضي رخيصة نسبياً) ويعملون على احتكارها حتى تنضب الأراضي من هذه المنطقة، وبعد فترة طويلة من خلو المنطقة من الأرضي، وازدياد الطلب عليها، يفتحون المجال لشراء أرض أو أرضين، وبالسعر الجديد الذي يريدون فرضه، هكذا في كل مرة يعرضون بعض هذه الأراضي، حتى يتعود الناس على السعر الجديد، ثم يوقفون عملية البيع من جديد، لتنضب الأراضي من هذه المنطقة، ويكررون نفس العملية السابقة، حتى يفرضون السعر الجديد، وهكذا يستمرون في مخططاتهم الجشعة لنهب الناس وسرقتهم.
إلى متى سيبقى هؤلاء دون رقيب ولا حسيب؟
إلى متى يا مسئولي الدولة؟
إلى متى يا نواب الوطن؟
لا حول ولا قوة إلا بالله
هادي
يا سبحان الله، كلنا سنذوق ريب المنون، وسيفنى العالم بأسره البشر والدواب والحيوانات والطيور، والبحر أيضاً سينشف، ولا تبقى هنالك أية حياة في الكون، ويبقى الله هو الواحد القهار وإليه مرجع العباد، وسيمتثل كل فرد أمام البارئ عز وجل وستبدأ المساءلة الإلهية، والعدل الحق، ومن أحيد وخرج عن المنهاج الإلهي الذي رسمه الله تعالى وأمر نبيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بنشره على المسلمين عامة واتباع التعاليم الإسلامية والطاعة الإلهية من قبل الدستور الإسلامي وهو القرآن الكريم والسنة النبوية السمحة، سيطول وقوفه أمام الله جل وعلا ويُسأل عن كل شيء تبعاً لما قاله الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: «هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها « (الكهف: 49). تلك المحكمة الإلهية والعدل الحق الذي سينتظرنا عند يوم الحساب الأكبر.
وأما ما يجري من حولنا في زمننا العليل هذا لهو شيء عجيب غريب حقاً ويشيب له رأس الرضيع ويندى له الجبين من أهوال هذه الأرزاء وكثرة الحروب واتساع رقعتها وتفشي الفتن على منابر الضلال، ومع الأسف الشديد سخرت تلك المنابر وأخذت منحى خطيراً جداً وهو قيام بعض الخطباء بنشر سموم الفتنه علناً من على المنابر للمصلين والتأليب طائفة مسلمة على طائفة أخرى مسلمة أيضاً واتهامها بالشرك والعياذ بالله وهذا لا يرضى عنه الله ولا رسوله حيث قال الله سبحانه في قرآنه: «أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا» (المائدة: 32).
نحن مسلمون جميعاً وديننا الإسلام ورسولنا محمد صلى الله عليه وآله والكعبة قبلتنا جميعا والقرآن الكريم كتابنا فلا ينبغي أن تتهم طائفة من المسلمين بالشرك قال الله تعالى: «إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون» (الأنبياء: 92). هذه الآيات كفيلة بتوحيد المسلمين وحقن دمائهم وتبعد شبح الفتن عنهم وغيرها آيات كثيرة.
نحن في البحرين أمة واحدة ومجتمع واعٍ ومثقف متعايشين جميعاً ويجمعنا بذلك النسب والأهلية تظلل علينا مظلة الإسلام وسنة النبي محمد صلى الله عليه وآله ومتحابين في الله وذائبين في حبه ورسوله، طائفة واحدة سنة وشيعة ولا يوجد هنالك ما يفرقنا ويكسر لحامنا. الله يحفظ البحرين وأهلها ويبعد عنا شيطان الفتن وسمومه ونعيش شعباً واحداً على هذه الأرض الغالية علينا جميعاً.
مصطفى الخوخي
العدد 4682 - الخميس 02 يوليو 2015م الموافق 15 رمضان 1436هـ