أطلق ممثلو مختلف الديانات في البحرين نداءً من أجل الاحترام المتبادل والتسامح والحوار وثقافة السلام، للوقاية من التطرف العنيف، مشددين على رفضهم الإرهاب وسفك الدماء. ودعوا إلى استشراف المزيد من الحوار بين المعتقدات، والعمل على إشاعة الأمن واحترام الجميع.
وأعرب ممثلو الأديان عن رفضهم ما حصل خلال الأيام الماضية من عمليات تفجير واستهداف للآمنين في عدد من الدول الخليجية والعربية.
جاء ذلك خلال لقاء عقده المعهد الدولي للسلام للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك صباح أمس الأربعاء (1 يوليو/ تموز 2015)، بمقر المعهد في المرفأ المالي. وحضر اللقاء عدد من ممثلي الديانات المسلمة والمسيحية واليهودية والهندوسية.
وفي النداء الذي أطلقوه، قالوا: «نحن ممثلو مختلف المعتقدات، إذ نقدر ونثمن كثيراً مدى حرية المعتقد والأديان في مملكة البحرين، وإذ نجدد وحدتنا حول إيماننا المشترك بكرامة الفرد البشري، والسعي نحو السلام، نلتقي في منتصف شهر رمضان».
وأضافوا «نحن مروّعون ومصدومون بفظاعة سفك الدماء، وسقوط الأرواح جراء الأحداث العالمية الأخيرة، ناقشنا التحديين المزدوجين الحاليين، وهما الوقاية من ومجابهة التطرف العنيف الذي تجابهه مجموعاتنا والعالم بأسره».
ورأوا أن «الأطراف العنيفة تسعى إلى احتضان الاستياء وعدم الثقة والثأر، وتعمل على إسداء الظلامية على المبادئ الأساسية السمحة لأدياننا ونشر الرعب وزرع الانقسامات والحث على مزيد من العنف. وإذ تعاني مجموعات في مختلف أنحاء العالم من التجذر العنيف، لا ولن تنعم أي مجموعة بالمناعة أو بالاستثناء».
وأعلنوا رفضهم العنف، مؤكدين «آلينا على أنفسنا أن نثبت بالبرهان التزامنا بالاحترام المتبادل والتسامح والحوار وثقة السلام. وتبادلنا الآراء حول الآفاق المستقبلية وناقشنا الخطوات العملية لدعم الاحترام المتبادل والتسامح والحوار وثقافة السلام بين الشعوب بين الشعوب في مجموعاتنا.
وأكد ممثلو الأديان المختلفة على ضرورة «الدفع قدما ضمن مجموعاتنا بالممارسة الفعلية للاحترام المتبادل والتسامح والحوار وثقافة السلام، والجذب بحيوية للشباب في مجموعاتنا من أجل ممارسة الاحترام المتبادل والتسامح والحوار وثقافة السلامة».
وشددوا على «الشراكة مع المربين وباقي قادة ونشطاء المجتمع من أجل تطوير الاحترام المتبادل والتسامح والحوار وثقافة السلام، واستشراف الفرص لمزيد من الحوار بين المعتقدات ضمن مختلف مجموعاتنا مع التركيز على الاحترام المتبادل والتسامح والحوار وثقافة السلام».
اللقاء الذي أداره مدير المعهد الدولي للسلام للشرق الأوسط وشمال افريقيا، نجيب فريجي، أكد فيه رفض المعهد جميع أوجه العنف والإرهاب، مشدداً على ضرورة تكاتف وتعاون الجميع من أجل بث السلام والتسامح بين جميع أطياف المجتمع.
وأشاد بما تقوم به السلطات المعنية في البحرين من إجراءات في سبيل توفير الأمن لجميع المواطنين والمقيمين، بما في ذلك خطوة تدريب متطوعين لحماية دور العبادة.
وذكر أن اللقاء الذي يجمع ممثلي مختلف الأديان هدفه بث رسالة سلام وتسامح، وأن جميع الأديان ترفض العنف والتطرف.
إلى ذلك، قال الشيخ صلاح الجودر: «نحن متألمون لما حدث في المنطقة من أعمال الإرهاب والتطرف وإشاعة الفوضى، سواءً أكان في الكويت وهي الجارة العزيزة على قلوبنا، أومصر أوتونس أوفرنسا، وجميعها أعمال إرهابية تسعى إلى نشر الخراب في كل مناطق العالم».
وأكد على «الدعوة إلى التعايش والتسامح، والمجتمع البحريني متنوع ومتعدد في أطيافه، والمشروع الإصلاحي لجلالة الملك أكد على هذه الصورة. ونحن نعيش في ظل قيادة سياسية سليمة، ونحتاج إلى وقفة مع كل شعوب العالم للتصدي إلى آفة الإرهاب».
وقال إن الهدف من اللقاء ليس الالتقاء فقط وإصدار بيانات، بل للتأكيد على دور رجال الدين، سواءً المسلمين أو المسيحيين أو الهندوسيين، لأنهم المعنيون بنشر الأمن والسلام.
واعتبر أن رجال الدين يتحملون مسئولية الأمن والاستقرار في المنطقة، لأن ما يحدث في المنطقة من إرهاب وقتل يأتي بغطاء ديني. وشدد على ضرورة ألا ينشر رجال الدين الشائعات، بل نشر السلام والأمن.
إلى ذلك، قال راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية في البحرين، القس هاني عزيز: «نحن نعمل هنا من أجل السلام، ورسالتنا في كل مكان هي السلام، ونقبل الآخرين ونتعايش معهم، وهذه رسالتنا وحياتنا. ويمكننا أن ندفع ثمناً من أجل السلام، وأحياناً تكون الحياة هي ثمن السلام». ونوّه بعاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، واصفاً إياه بـ «صانع السلام».
هذا، وأكد ممثلو الأديان على ضرورة التفكير في كيفية الخروج مما يحصل في العالم من خراب ودمار.
وأكدوا أنهم يحبون المسلمين، وأن «علينا أن نعيد النظر في الأمور التي نعلمها الشباب، وعلينا النظر إلى ما يحصل في العراق ومصر وتونس وبقية الدول في العام».
وقال رئيس الطائفة الهندوسية في البحرين، فيجي كومار شاستري، إن البحرين التي تعتبر دولة صغيرة، هي مكان للتعايش والمحبة والسلام، مشيراً إلى أن عائلته عاشت في البحرين منذ أعوام طويلة، ورأيت تعايش البحرينيين ومحبتهم.
وأضاف «المجتمع البحريني يعيش بمختلف دياناته وكأنه عائلة واحدة. المسلم والمسيحي والهندوسي. نعيش كعائلة واحدة في البحرين، ونمضي في العمل كإخوان».
وخلال اللقاء غنّى شاستري أغنية بلغته، وأعاد ترجمة كلماتها باللغة الإنجليزية، ولخصها في أن «السلام من أجلنا جميعاً... والسلام ثم السلام ثم السلام من أجل كل واحد منا».
وأكد أنه «عندما نتحد ونتعايش فإننا سنكون قادرين على محاربة أي شكل من أشكال العنف والإرهاب».
وتحدث ملجي مال وهو ممثل آخر عن الطائفة الهندوسية، قائلا: «في كل يوم نقرأ في الصحف عن أحداث غير طبيعية، وكلها تسير في الطرق الخطأ».
وذكر أنه «في كل يوم نسمع عن الانفجارات، ولا نعرف ما هو الهدف منها، إذا كان هناك أمر يريدونه فليجلسوا الى الطاولة، ويقدموا ما يريدنه، بدلاً من القيام بأعمال إرهابية وقتل الأبرياء».
العدد 4681 - الأربعاء 01 يوليو 2015م الموافق 14 رمضان 1436هـ