تمكن المقاتلون الأكراد من طرد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) مجدداً من مدينة تل أبيض الإستراتيجية الحدودية مع تركيا، فيما يبدو أن أطراف النزاع الأخرى في سورية باتت تستلهم أساليب الرعب المعتمدة من المتشددين.
وأوقع النزاع المتشعب والمتعدد الجبهات وأعمال العنف المروعة التي تشهدها البلاد في يونيو/ حزيران الماضي أعلى حصيلة شهرية من القتلى المدنيين منذ بدء العام 2015. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» أمس الأربعاء (1 يوليو/ تموز 2015) «طرد المقاتلون الأكراد تنظيم الدولة الإسلامية من حي مشهور فوقاني الذي كان سيطر عليه أمس (أمس الأول)» في مدينة تل ابيض المختلطة العربية الكردية في محافظة الرقة. وتسببت الاشتباكات بين الطرفين بمقتل ثلاثة مقاتلين أكراد وأربعة عناصر من «داعش»، وفق المرصد. وأكد المتحدث الرسمي باسم «وحدات حماية الشعب الكردية» ريدور خليل «القضاء نهائياً على مجموعة داعش التي دخلت الحي» و»طردها من المنطقة».
ونجح التنظيم أمس الأول (الثلثاء) في اقتحام مدينة تل ابيض مجدداً بعد أسبوعين من طرده منها وسيطر على أحد أحيائها الشرقية. وتحدث الأكراد عن «عملية تسلل». وبالسيطرة على تل ابيض في 16 يونيو، تمكن الأكراد من قطع طريق إمداد مهم للتنظيم عبر تركيا ومن ريف الرقة إلى مدينة الرقة، مركز المحافظة.
وشن التنظيم الأسبوع الماضي هجوماً مفاجئاً على مدينة عين العرب (كوباني) التي كان انسحب منها في يناير/ كانون الثاني الماضي تحت وطأة المعارك مع الأكراد والغارات الجوية من الائتلاف الدولي بقيادة أميركية، وسيطر على عدد من الأبنية فيها في نقاط عدة. لكن الأكراد نجحوا في طرده منها مجدداً بعد يومين.
وفيما تراوح العمليات العسكرية مكانها من دون تحقيق انجازات تذكر لأي من الأطراف على الأرض، بات الرعب سيد الموقف من دون منازع على الساحة السورية بعد أربع سنوات من الحرب.
وخلال الأيام الماضية، نفذ «داعش» عمليات قتل مروعة جديدة بينها إعدام سيدتين بقطع الرأس للمرة الأولى في سورية أمام حشد من المواطنين.
وأعلن المرصد أمس صلب التنظيم ثمانية أشخاص وهم أحياء في مدينة الميادين في دير الزور (شرق) بسبب تناولهم الطعام في شهر رمضان. وعلق التنظيم في أعناق الرجال الثمانية لوحات صغيرة كتب على كل منها «يصلب يوماً كاملاً ويجلد سبعين جلدة لإفطاره في رمضان».
وسبق للتنظيم أن صلب عشرين شخصاً وهم أحياء بينهم قاصران، وبذلك يرتفع عدد الأشخاص الذين نفذ بهم التنظيم «هذا العقاب» منذ بدء شهر رمضان إلى 28، بحسب المرصد.
وردا على قتل «داعش» عناصر من ميليشيات «جيش الإسلام»، أبرز فصيل متشدد مقاتل في ريف دمشق، نشر الفصيل شريط فيديو أمس على الانترنت يتبنى فيه إعدام 18 عنصراً من «داعش». وكان «داعش» نشر الخميس الماضي شريطاً مصوراً يظهر إقدام عناصر منه على إعدام 12 من فصائل قاتلت ضده عبر قطع رؤوسهم، قائلاً إنهم اسروا خلال معارك في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وبينهم عناصر من «جيش الإسلام».
في محافظة درعا (جنوب)، قتل ثمانية أشخاص على الأقل جراء غارات جوية لقوات النظام استهدفت بلدة صيدا، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب «وجود جرحى في حالات خطرة».
ووثق المرصد السوري أمس مقتل 1502 مدنياً في سورية، بينهم 288 طفلاً دون الثامنة عشرة، خلال شهر يونيو الماضي، في أعلى حصيلة شهرية للقتلى المدنيين منذ بدء العام الجاري.
أما إجمالي القتلى من مدنيين وعسكريين خلال الشهر الماضي فقد بلغ 5247 شخصاً، وهي ثاني أعلى حصيلة شهرية للقتلى منذ بداية العام.
إنسانياً، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس إن نقص الأموال سيكون له أثره على حصص الغذاء التي تقدم للاجئين السوريين في لبنان هذا الشهر وربما يؤدي إلى خفض كل المساعدات التي تقدم إلى 440 ألف سوري في الأردن الشهر المقبل.
وقال المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا ووسط آسيا وشرق أوروبا مهند هادي في بيان «حين اعتقدنا أن الأمور لا يمكن أن تسوء أكثر اضطررنا مرة أخرى إلى إجراء مزيد من الخفض». وقال «اللاجئون يكافحون بالفعل للتعامل مع القليل الذي يمكننا تقديمه».
العدد 4681 - الأربعاء 01 يوليو 2015م الموافق 14 رمضان 1436هـ