العدد 4679 - الإثنين 29 يونيو 2015م الموافق 12 رمضان 1436هـ

كما كان متوقعاً... الضحايا صاروا هم الجناة!

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كما كان من متوقعاً تماماً أن يحاول البعض من النافخين في الفتنة الطائفية والمسترزقين من الكذب والتزوير، أن يبرّروا العمليات الإجرامية لقوى الظلام والتكفير، ليضعوا اللوم على الضحية ولو كان ذلك دون قصد، وليبرّءوا القاتل ولو عن طريق الزعم بأنه ليس إلا أداةً غبيةً و»قفازاً» في يد قوى أجنبية تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في دولنا الخليجية، حيث تتشارك هذه القوى وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في هدف محدد وهو إسقاط الأنظمة الخليجية.

كان هذا البعض يستخدم في السابق مصطلحات تصب في مجرى واحد توصيفاً للطائفة الشيعية ولكن دون ذكرها بالاسم، بهدف الإفلات من المساءلة القانونية. فتارةً يذكر «الرافضة»، وتارةً أخرى «الصفويين»، وأخرى «أتباع الولي الفقيه»، أما الآن فإنه يخصّص بالاسم «قيادات الطائفة الشيعية»، وكأن الطائفة الشيعية لا شأن لها بقياداتها، وكأن هذه القيادات تعيش منعزلة في السحاب ولا رابط بينها وبين قواعدها من أبناء الطائفة الشيعية. هذا البعض يعلم تماماً مدى التصاق الطائفة الشيعية في مجملها بعلمائها وقياداتها، وهو يدرك أن قوله هذا إنما يعني به الطائفة بمجملها، ولذلك فإنه يتهم القيادات الشيعية «أي مجمل الطائفة الشيعية» بالطابور الخامس لنظام الولي الفقيه في إيران، والذي هو بالأساس من استخدم «الدواعش» لتفجير المساجد الشيعية في المملكة العربية السعودية والكويت، ولذلك يمكن القول «هذا ما جنته على أهلها براقش»، ولا فارق هنا إن كان من تمّ تفجيرهم وقتلهم كانوا ضمن مسيرة سلمية للمطالبة بالإصلاحات السياسية أو كانوا مجرد مصلين في مسجد... فجميعهم من طائفةٍ محدّدةٍ متهمةٍ بالخيانة والعمالة للخارج.

هذا البعض يعرف تماماً لمن يوجّه خطابه، ويعرف أن هناك من سيصدّق هذه الخزعبلات التي ما أنزل الله بها من سلطان، وأن الكذب والتزوير يمكن أن ينطلي على البعض ولو لفترة من الزمن لحين أن «يحلها ألف حلال»، ولذلك فإنه لا يستحي من الكذب ثم الكذب ثم الكذب والإصرار على التزوير.

لمن له عقل يعرف تماماً أن «داعش» وأخواتها ما هي إلا صناعة محلية يتم تغذيتها بفكر متشدد ليس ببعيد عنا، وبأموال معروفة المصدر، وبشباب أكثرهم من دولنا الخليجية، فلا مجال هنا للتعامي عن الحقائق الساطعة، ولا مجال للتأويلات الخادعة.

إن أول العلاج لهذه الأزمة هو كشف الحقائق وليس تزويرها، فإن أردنا التخلص من هذا الداء المستشري لابد من وقفةٍ جادةٍ مع النفس لمعرفة أين يكمن الخلل فينا لا في الآخرين، وإصلاح هذا الخلل، لا التعلل بنظرية المؤامرة وإننا أمة مغلوبة على أمرها ليس بيدها ما تقوم به لدرء الأخطار والرد على الأعداء.

لو كانت لدينا من الإرادة الحقة للإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتوجه نحو الديمقراطية الصادقة وإشاعة مفاهيم حقوق الإنسان والتوزيع العادل للثروة كما هو معمول به في جميع المجتمعات المتقدمة، لما كان لنبتة الشيطان هذه أن تنمو وتزهر، أما ونحن نعيش في طور «عصور الظلمة» فلابد لنا أن نتحمل تبعات هذه العصور، وأن نمر بكل ما مرت به أوروبا في تلك العصور من محاكم تفتيش وحروب أهلية وطائفية وظلم واستبداد... إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4679 - الإثنين 29 يونيو 2015م الموافق 12 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 29 | 5:43 ص

      الشيعي بين نارين

      الشيعي وهو حي متهم بولائه لإيران، واذا مات اتهموا ايران بقتله..معادلة صعب حلها ...

    • زائر 25 | 10:10 ص

      جميع الديانات والمذاهب أتباعهم يوالون ويقدرون رجال دينهم ومذهبهم

      ويتبعونهم في الأمور الدينية ويتواصل معهم حتى لو كانوا بعيدا هذا أمور مباحة ويجب أن يحترمها الجميع لاكن في الوطن الشركاء يوالون بعضهم على أساس المواطنة في الأفراح والأحزان بغض النظر عن أي شئ آخر والتفرقة ممنوعة

    • زائر 22 | 6:25 ص

      امرك غريب

      اللي يقول انه الدوعش صناعه ايرانيه او في ارتباط بينهم هو من الدوعش مستحيل يكون في ارتباط من الاساس

    • زائر 20 | 6:16 ص

      زائر 8

      يقول أمير الموحدين ع السلام" حدث العاقل بما لا يليق فأن صدق فلا عقل له"

    • زائر 19 | 5:56 ص

      لو كانت داعش ايرانية

      لماذا لا نرى ولو فرد واحد من داعش من ذويي الجنسية الفارسية
      لماذا يكون جل انتحاريي داعش من جنسيات خليجية وعربية
      لماذا تمويل داعش المادي والعسكري والمعنوي يأتي من جهات معروفة وليست ايرانية
      لماذا عقيدة داعش تختلف عن العقيدة الإيرانية وتنبع من مصدر واحد معروف لدى الجميع
      اذا كانت داعش ايرانية فلماذا تحصل على الدعم والتأييد والحماية والرضا بأفعالها من فئات وجماعات محددة
      الإجابة على التساؤلات أعلاه يتبين لنا من هو داعش ومن أين أتى ومن يدعمه

    • زائر 23 زائر 19 | 7:55 ص

      لأن إيران تريد غيرها ليقوم بالأفعال

      سؤال نعيد طرحه عليكم ... تقولون أن من يقف وراء الإغتيالات في لبنان هي إسرائيل ... زين ليش كله الإغتيالات لا تطال إلا فريق معين و هو فريق 14 آذار و الفريق الإيراني كله في معزل عن ذلك؟ نظرية المؤامرة بس علينا يعني؟

    • زائر 10 | 3:47 ص

      لا فائده من ذلك

      الموضوع عين التقدير لكن الكلام ماعاد ينفع ولا اى شى ينفع لان هذا العمل الاجرامى صار سنين يعمل من فكر ظلامى وابواق اعلام كادبه واناس يقتتاون عليه وقد خرج الاف من اهل النفاق والكذب والمارقين وغيرهم من اتخدوا الدين وسيله الى مآربهم .

    • زائر 8 | 2:54 ص

      داعش صناعة

      داعش صناعة إيرانية فالإيرانيين هم المستفيد الوحيد من وجود داعش

    • زائر 12 زائر 8 | 4:02 ص

      من يردد هذه العبارة ان ايران تدعم داعش هي الأنظمة العربية

      كلما طالبها شعبها قالت إيران وكل ما صار تفجير قال الناعقون ايران وماداعش الا صناعة الدول العربية لوأد الشعوب الحرة

    • زائر 13 زائر 8 | 4:11 ص

      ههههههه

      أستاذ جميل اشلون اترد على هالناس اللي مو راضية اتفكر حتى...

    • زائر 14 زائر 8 | 4:23 ص

      عحل انت ايراني

      اكيد انت داعشي يعني انت ايراني يا داعشي لاحظ أسماء المفجرين كلهم يحملون أسماء إيرانية هههه هههه لا تضحك على نفسك ولا تخلي قهرك من إيران يهسترك وانت عارف المفجرين كلهم من طائفة وحدة ويمكن نسيت ايران من اي مذهب المفجرون حبايبك يا غبي حاقد

    • زائر 15 زائر 8 | 4:26 ص

      زائر 8

      بصراحة يعجبوني المحششين لأنهم دائما مقنعين ، خاصة اذا كان الحشيش من الصنف الفاخر يطلع هالأفكار اللي تنور الناس ( ايران المستفيدة حشيش فاخر ) من الزين . الله يعينكم على تخدير الحشيش .

    • زائر 17 زائر 8 | 5:46 ص

      لا حول ولا قوة إلا بالله

      صم بكم عمي فهم لا يفقهون ...

    • زائر 7 | 2:51 ص

      يفضحون أنفسهم قبل ان يفضحهم الآخرون

      يعرفون ان داعش واخواتها هي نتيجة المفارخ الدينية التي تغذي التطرّف الطائفي والشحن التكفيري الإرهابي وقنوات الفتنة الطائفية مثل القناة التي اغلقت في الكويت ولكن بعد خراب البصرة ، والذي عبر عنه بشكل مبسط في حلقتين من مسلسل سلفي الرمضاني ويعرفون من اطلق هذا الوحش ويحاول الآن إدخاله القفص بعد ان بدأ يهاجم من تربى في كنفه قبل ان يقطع رأسه ولكنه الكذب والتدليس الحقير الذي يخاطب صغار العقول ، ويستهبلون و يسترزقون وما هم الا الخبثاء والهبل

    • زائر 6 | 1:59 ص

      حتى في قتلنا قالوا ايران

      اصبح كل قبيح على ايران حتى قتلنا فعلوه ورموا به ايران لتكون جريمتين القتل والبهتان

    • زائر 5 | 1:02 ص

      كلامك صحيح

      بس ان شاءالله ما نمر نفس ما مرت به الدول المتقدمه مثل اوربا لانه مرت ببحور وانهار من الدم حتى وصلت الى ما هي عليه الان

    • زائر 4 | 12:13 ص

      لقد تشابه عليهم البقر...

      والله ثم والله لن يرضى الوهابية عن الشيعة حتى لو اتبعوا هواهم. هذا دين جدييييد، قصر الكلام.

    • زائر 2 | 10:36 م

      الجنون الوقح

      ان تتهم إيران بالفاعل..واستبعاد عبدة الشيطان في صحف الصفر ومنابر التكفير.

    • زائر 1 | 10:06 م

      ا

      اي والله وضعت ايدك على الجرح رمتني بدائها وانسلت

اقرأ ايضاً