لقد حان الوقت لنعرف أن النار طالت ملابسنا منذ أن طفحت على السطح آثار الطائفية البغيضة بعد أحداث 14 فبراير - وإن خبت كثيراً بعد أن فهم العقلاء أنها داء يجب مقاومته. كان الوقت حينها كفيلاً بأن يشير لكل طائفي نسي التعايش في الزمن الجميل بين أبناء الشعب سنة وشيعة، إسلاميين وعلمانيين، مسلمين ومسيحاً ويهوداً وإن قل عددهم.
كانت البلاد جميلة بجمال قلوب أهلها، ولابد أن تبقى كذلك، خصوصاً اليوم حين اقترب خطر العدو المشترك الذي يريد الفتك بكل بلاد العرب الآمنة؛ فها هي العراق دُمِّرَت، وسورية تستغيث، واليمن تموت جوعاً وقتلاً، وتونس تعاني تفجيرات إرهابية بين فترة وأخرى، وليبيا تشهد تناحراً واقتتالاً شرساً بين أبناء والبلد الواحد. وفي كل يوم تضاف إلى القائمة بلاد جديدة يدخلها المسخ المسمى «داعش» ليفتك بأمنها وسلامها، حتى اقترب منا بتفجيرين في الجارة السعودية، وفي الكويت التي طالما ضُرب بها المثل في أمنها وسلام أهلها.
تفجيرات تطال بيوت الله والمصلين فيها، وكأن المفجّرين لا يملكون قلوباً أو ضمائر، وكأنهم أعداء الله الذين يحاربونه ويقتلون الساجدين له بخشوع، حتى في شهر الله الذي يهذّب الأنفس ويطهّر القلوب.
اليوم وكل هؤلاء المسوخ باتوا بيننا بعد أن أيقظ الوحوش بداخلهم من يغذّي عقولهم بأفكارٍ سامةٍ هدفها الأساسي هو تفكيك المجتمعات ونشر الفتن وإراقة الدماء البريئة على صفحات القرآن الكريم في مساجد الله وخارجها، صار لزاماً علينا الانتباه لأنفسنا ونحن نهيل التهم على الآخرين، ونوزّع صكوك دخول الجنة والنار وكأننا نصبنا أنفسنا مكان الواحد الأحد؛ فنكفّر هذا ونرفع ذاك درجات، وهو ما شهدناه واضحاً بعد أن انتشرت مواقع التواصل الاجتماعي فاختلطت الأفكار بالأفكار والمِلل بالمِلل، وصار من السهل قراءة أي فكر والنهل منه، إلى جانب أننا صرنا نقرأ نعيب بعض الغربان ومن يصطادون في المياه العكرة ويوزّعون سمومهم على البشرية.
ما يثير الاستغراب هو استمرار هؤلاء الناعبين والناعقين على المنابر وشبكة الإنترنت وفي الصحف والمجلات؛ فما يزالون وعلى رغم كل ما حدث ويحدث، يكفّرون ويحلون الدماء ويثيرون الفتن ويشمتون بالقتلى والشهداء، ومازال المسئولون يغضون الطرف عن هؤلاء وكأنهم أشباح رغم أنهم يفعلون كل هذا بأسمائهم الصريحة لا بأسماء مستعارة.
اليوم وقد أصبحت النار تطال أبوابنا، صار لزاماً علينا جميعاً التصدّي لها ولمضرميها، وإيقافهم عند حدودهم كي يعرفوا أنهم غير مرغوب بهم بيننا، ماداموا يحملون هذي الأفكار، وأن عليهم الصمت إن لم يكن لديهم جميلٌ يقال.
وصار لزاماً علينا جميعاً إن أردنا أن نصلح الحاضر ونبني للمستقبل... أن نسهم في تربية أبنائنا على أسس احترام الآخر المختلف، وأن الدين لله والأوطان للجميع.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4678 - الأحد 28 يونيو 2015م الموافق 11 رمضان 1436هـ
ا
نعم اشد على يدك يا اخت فبالاشارة للمحرضين وضع اليد على الجرع وبالتالي معالجته والشفاءمنه.
الدين لله والوطن للجميع
لو نطبق هذه الحكمة ويندمج جمعياتنا مع بعض على أساس المواطنة فقط لحلة أزمة الوطن وزال الخوف من بعضنا ونمحت الظنون السيئة تلقاءين وخصنا بلدنا وطردنا الطائفية في هذه الحالة لاتستطيع تجاهل مطالب الشعب كله