قالت أخصائية تغذية علاجية فاطمة المسترشد إنه من المهم الاهتمام بنوعية الغذاء الذي يتناوله كل شخص وتصبح المسألة أكثر أهمية بالنسبة لمريض فقر الدم المنجلي، حيث أن احتياجات مريض فقر الدم المنجلي للغذاء الصحي هي نفس الاحتياجات الغذائية للآخرين مع وجود بعض الفروقات البسيطة.
وأشارت المسترشد إلى أنه حين نتحدث عن الغذاء الصحي فنحن نتحدث عن غذاء متوازن ومتكامل يضمن للإنسان جميع احتياجاته من العناصر الغذائية كالفيتامينات، والمعادن، والبروتينات، والكربوهيدرات وغيرها والذي يساعده في المحافظة على وزنه الطبيعي ويقلل من نسبة تعرضه للأمراض و التمتع بالصحة و العافية، لافتةً إلى أن استخدام طبق الأكل الصحي يساعد على تحقيق التوازن المطلوب، لأنه يساعد على معرفة ما الذي يجب تناوله من كل مجموعة غذائية.
وقدمت المسترشد نصائح غذائية لمرضى فقر الدم المنجلي ( السكلر) خلال فترة صيام شهر رمضان المبارك، حيث أفادت بأن السوائل تقلل من حدوث نوبات الألم وأفضلها الماء، لذلك ينبغي الحرص على تناول 8-10 أكواب في اليوم من السوائل و التركيز على الماء (للأشخاص البالغين)، في الفترة بين الفطور والسحور، وذلك لتعويض ما تم فقدانه في فترات الصيام وكذلك للوقاية من أزمات الألم و الجفاف، وتجنب أو التقليل قدر المستطاع من استهلاك المشروبات المحتوية على الكافيين (المشروبات الغازية، والشاي، والقهوة ومشروبات الطاقة)، لأن مادة الكافيين تعمل كمادة مدرة للبول وقد يسبب ذلك نقص السوائل في الجسم، مما قد يؤدي إلى زيادة تمنجل خلايا الدم الحمراء، كما يجب تناول كميات كافية من الخضراوات و الفواكه بشكل يومي، ما لا يقل عن خمس حصص في اليوم، وذلك لاحتوائها على الفيتامينات والمعادن الضرورية لإنتاج كريات دم حمراء جديدة، كما تُساعد الجسم في مقاومة الإصابة بالالتهابات وتعزيز مناعة الجسم.
كما ركزت المسترشد على أهمية تناول الأطعمة الغنية بحمض الفوليك ( فيتامين B9)، وذلك من أجل انتاج كريات الدم الحمراء لتعويض كريات الدم التي تتحلل بسرعة، مشيرةً إلى أن (المكسرات – البقوليات - الفواكه - الخضراوات الورقية الخضراء – الحبوب الكاملة مثل القمح والشوفان) تعتبر من الأطعمة الغنية بحمض الفوليك، كما حثت على تناول وجبات خفيفة صحية بين وجبتي الإفطار والسحور بدلاً من تناول الأطعمة الدسمة والغنية بالسكريات كالفواكه ( طازجة أو مجففة)، المكسرات النيئة و غير المقلية أو مملحة، ومنتجات الألبان (اللبن، والروب)، كما نصحت بتجنب التعرض للشمس لمدة طويلة من الزمن خلال فترة الصيام، لأنه يؤدي لفقد السوائل في الجسم، والحرص على تناول وجبة السحور في موعدها لتزويد الجسم بالمغذيات الضرورية ، لتفادي الشعور بالجوع أو العطش في وقت مبكر من فترة الصيام، وليكن غنياً بالفواكه و الحبوب الكاملة، لافتةً إلى أنه إذا كان مريض السكلر معتاداً على ممارسة التمارين الرياضية، يمكنه أن يقوم بممارسة رياضته بعد وجبة الإفطار بساعتين إلى ثلاث ساعات.
وتطرقت المسترشد إلى كيفية تجنب بعض المشاكل الصحية الشائعة خلال شهر رمضان، منها الشعور بالعطش من خلال تفادي تناول الأطعمة المملحة (عالية الصوديوم) مثل المعلبات، والأغذية المصنعة، والأجبان المالحة، والمكسرات المملحة، والجبس والمخللات، وتجنب التوابل و البهارات وخاصة عند السحور لأنها قد تزيد شعورك بالعطش خلال فترة الصيام، وشرب كميات كافية من السوائل خاصةً الماء خلال ساعات الإفطار وعدم الاقتصار على تناولها أثناء وجبة السحور فقط. ولتجنب الإمساك، نصحت المسترشد بتناول الأغذية الغنية بالألياف كالحبوب الكاملة (الشوفان، الخبز الأسمر)، البقول (العدس، الفاصوليا، الحمص)، والفواكه الطازجة أو المجففة) والخضراوات، وتناول كميات كافية من السوائل. أما مع مشكلة عسر الهضم فنصحت بتجنب تناول كميات كبيرة من الطعام في وجبة الفطور لأنها تسبب التخمة و إرهاق الجهاز الهضمي، وكذلك تجنب تناول كميات كبيرة من السوائل أثناء تناول الوجبة الرئيسية لأنها تؤدي للإصابة بعسر الهضم.