يتجدد إحياء التراث البحريني في كل ليلة خامس عشر من شهر رمضان مع احتفالية " القرقاعون " ، موروث شعبي اعتاد أطفال البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي على التغني به "عساكم من عوادة.. لا تقطعون العادة"، ابتهاجاً بما جنوه في أكياسهم المزينة من حلويات ونقود حصيلة تجوالهم بين البيوت والفرجان.
وقد أكد تجار حلويات وأغذية ان مناسبة "القرقاعون" تنعش معدلات الطلب على المكسرات والحلوى وغيرها من أصناف الشوكولا والتمور والفواكه، لتصل ذروتها ليلة الرابع عشر من الشهر الفضيل.
كما أكدوا في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا) ان ناصفة رمضان تعتبر بالنسبة لتجار الحلويات والمكسرات هذه الأيام موسما مربحا، خاصة وان الأسر البحرينية بدأت تتفنن في التحضير لهذه الليلة، والبحث عن التميز في إعداد ما لذ وطاب للأطفال والشباب لإدخال الفرحة الى قلوبهم في هذه المناسبة الشعبية.
وقال عبدالجليل الحمدان، المدير العام لمصانع حلويات ومخللات الجزيرة، ان منتصف شهر رمضان المبارك له خصوصية لدى الأسر البحرينية وعند الكبار قبل الصغار، ليشمل الملابس والمنسوجات ولا يقتصر فقط على الحلويات.
وأوضح الحمدان أن الاقبال على الحلويات تحضيرا للناصفة لم يعد مقتصرا على المكسرات الشعبية كالنخي والنغل والفستق والتين المجفف، بل تعداه ليشمل المكسرات "الراقية" على حد تعبيره، لتشمل الكاجو والجوز والبندق.
وبين الحمدان أن القرقاعون يرفع الطلب كذلك على القهوة ومختلف انواع الشوكولا للأطفال، إضافة الى زيادة الإقبال على الحلويات المصنوعة من الزنجبيل وتمر الهند.
وقدر الحمدان نسبة الزيادة على الطلب تحضيرا للقرقاعون بـ 10% الى 20%، لافتا في نفس الوقت الى ان المدارس كانت في السابق تنعش الطلب أكثر على مستلزمات القرقاعون.
بدوره، قال تاجر الخضروات والفواكه في سوق المنامة المركزي رضا البستاني، ان مناسبة القرقاعون ترفع الطلب على الفواكه بصورة كبيرة، لتشمل كافة أصنافها، لافتا الى ان ناصفة رمضان تعتبر نقطة التحول من الخضار الى الفواكه خلال الشهر الفضيل.
وبين البستاني ان الإقبال تحضيراً للقرقاعون يتركز حاليا على الموز والبرتقال والنكترين والتفاح، اضافة الى العنب والشمام والبطيخ الأحمر والخوخ.
وجدد البستاني التأكيد على وفرة المعروض من الفواكه طوال شهر رمضان المبارك، والتي تفوق معدلات الطلب الحالية.
من جانبه، قال فؤاد شويطر مالك متجر حلويات حسين محمد شويطر، ان حلول موسم قرقاعون هو مناسبة لإسعاد الأطفال في الدرجة الأولى، وبالتالي يزيد الإقبال بشكل لافت على ما يسرهم من حلويات بكافة أنواعها.
ويرى شويطر ان الاقبال هذه السنة على الحلويات زاد بنسبة 65%، ابتداء من انتهاء العشر الاوائل من الشهر الفضيل، لتبدأ بالصعود تدريجيا لغاية حلول عيد الفطر المبارك.
وبين شويطر ان ابرز الانواع المرغوبة حاليا هي الزلابية والقيمات والسمبوسة الحلوة والمعمول، اضافة الى الحلوى البحرينية الشهيرة بكافة أصنافها.
ولفت شويطر الى ان اقبال الناس والعوائل البحرينية يتركز في قرقاعون هذه السنة على الحلويات الشعبية، حيث تصدرت الزلابية معدلات الطلب، متفوقة بذلك على كل من الحلوى البحرينية والبقلاوة.