شدد الأمين العام المساعد للشئون الأمنية في الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية العميد هزاع مبارك الهاجري، على دور التعاون الأمني الخليجي في مواجهة الإرهاب وتنظيماته، مؤكداً استمرايته.
وقال في تصريح لصحيفة الحياة: «إن أمن الدول الأعضاء هو المطلب الأساسي، وصيانته والحفاظ عليه هو الهدف الأسمى».
وأضاف الهاجري: «إن الإرهاب قضية عالمية مشتركة، وهو بلا موطن، ويتخطى الحدود من دون استئذان، وابتلي به العالم أجمع»، مشدداً على أن «التعاون قائم بين دول المجلس في المجالات كافة، وبخاصة الأمني، من خلال الاتفاق الأمني، واتفاق مكافحة الإرهاب، واستراتيجية التطرف المصحوب بالإرهاب، فأمن الخليج كل لا يتجزأ».
بدوره، اعتبر رئيس مؤسسة الخليج للأبحاث والتنمية ناصر العبدلي ما جرى أول من أمس في مسجد الإمام الصادق بالكويت «متوقعاً»، لافتاً إلى قرب المنطقة من شرق المملكة التي شهدت ثلاث حوادث متتالية. وقال العبدلي لـ «الحياة»: «ما جرى في البلاد مأساة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، والمستهدف النموذج الكويتي القائم على التعايش بين مكونات المجتمع وشرائحه بتصنيفاتها وطوائفها كافة».
وأضاف العبدلي: «كان هناك توقع لمثل تلك الحوادث وبخاصة أنها ضربت في المرحلة الأولى مناطق قريبة من الكويت في شرق السعودية، والمفترض أن تواجه باستنفار أمني وإعلامي وتوعوي، حتى نمنع حدوثها. أما اليوم وقد قدر الله أن تحدث، فلا بد من محاصرة التداعيات المتوقعة لها». وتابع: «بادر الشيخ صباح الأحمد بالحضور إلى موقع الحدث والجريمة، وهي اللبنة الأولى في تفويت الفرصة على ما يريده هذا التنظيم المتطرف، من محاولة لضرب الوحدة الوطنية. كما أن وجود المسؤولين في الحكومة رئيس الوزراء ووزير الداخلية ورئيس مجلس الأمة أيضاً كان له دور كبير في منع تداعيات الفتنة». وتمنى أن تكون قرارات مجلس الوزراء الذي التأم أمس «تصب في مسار منع الجناة من حصد ما يريدون من هذا الجرم».
وابتداءً من شرق المملكة، ووصولاً إلى شرق الكويت، تفجيرات انتحارية متتالية، هكذا أعلن ما يسمى بـ «ولاية نجد» ولاءه وانتماءه لتنظيم «داعش» الإرهابي. ثلاثة مساجد، وعشرات الضحايا المدنيين، وعدد من رجال الأمن هي حصيلة مبايعة هذه الجماعة للتنظيم الإرهابي، إذ أعلن التنظيم في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي المسؤولية عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف المصلين خلال صلاة الجمعة أول من أمس في مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر في العاصمة الكويت. البيان وبالصياغة ذاتها ومن المكتب ذاته مع تغيير طفيف في التاريخ والأسماء، صدر في حادثتي مسجد الإمام علي بن أبي طالب بالقطيف، وحادثة مسجد الإمام الحسين في الدمام أيار (مايو) الماضي.
وانتهجت ولاية نجد التي بايعت أبا بكر البغدادي مع جماعات إرهابية أخرى قبل أشهر، مستبدلة اسمها من «ولاية الحرمين» إلى «ولاية نجد»، نهج الانتحاري القاعدي محمد شظاف الشهري، الذي فجر نفسه في مجمع الحمراء السكني شرق الرياض في عملية إرهابية ضمن ثلاث عمليات تفجيرية، استهدفت ثلاثة مجمعات سكنية شرق الرياض في كانون الأول (ديسمبر) من 2003، إذ ظهرت في مقطع مرئي واحد فقط تبرر فيه جرائمها المتتالية بعنوان «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب» العنوان ذاته الذي سُجل كمقطع مرئي أيضاً للشهري قبل تفجيره نفسه في العاصمة السعودية.
وتقدم ولاية نجد بعناصرها، الذين يعتقد بأنهم صغار في السن فروض الولاء والطاعة لـ «داعش»، ونفذت عمليات عدة بعد أوامر القادة في التنظيم، كان أولها ما أسموه بـ»النفير» والانضمام لصفوف المقاتلين في مناطق الصراع وتنفيذ العمليات الإرهابية داخل بلدانهم. وجاءت عملية القطيف التي استهدفت مسجد القديح كأول الهجمات الانتحارية لهم، وذلك عقب خطاب البغدادي بأيام معدودة، والذي حمل إشارات متنوعة لاستهداف الشيعة ورجال الأمن، واصفاً ذلك بـ «تطهير أرض الجزيرة».
فيما جاءت عملية الكويت أول من أمس بعد يومين من البيان الصوتي الذي أصدره العدناني، محرضاً على القيام بهجمات في رمضان. ولم يختلف الجمعة، عن اللذين سبقاه، إذ أضحى هذا اليوم الذي يُعد شرعاً «عيداً»، هدفاً لانتحاريي التنظيمات الإرهابية. وفي الوقت الذي يقضي فيه الخليجيون باختلاف توقيتهم الزمني، في المساجد لأداء صلاة الجمعة، يحتفل عناصر «داعش» على مواقع التواصل الاجتماعي بما قدمه أحد زملائهم من عملية انتحارية بشعة، متجاهلين حرمة اليوم والشهر الكريم.
وبث عدد من المغردين الدواعش أول من أمس، وقبل إعلان التفجير تغريدات، تضمنت «وعوداً بمفاجآت كبيرة هذا اليوم». كما بث عدد منهم صور التفجير داخل المسجد، واصفين ذلك بـ»المناظر الخلابة». فيما توعد آخرون بـ «مفاجآت في كل يوم جمعة في مختلف دول الخليج»، لافتين إلى أن ما تدعى «ولاية نجد»، «متخصصة في المفاجآت الخليجية».