يدّعون الاسلام وهو براء منهم ومن افتراءاتهم عليه ومن اعمالهم الوحشية الدنيئة بحق المئات من الابرياء، ترينا كفرهم وعهرهم وبُعدهم عن ذلك الدين العظيم والذي مجرداً باسمه الكريم (الاسلام) يوحي بالسلام والصدق والمحبة، ولكنهم قلبوه الى شيطان رجيم لم نره أو نسمع به حتى في حروبنا الغابرة الهمجية، فالرعب والخوف والفحش بخلق الله الابرياء بالنحر والحرق والاغراق اساليب لما كانت الرسالات لتنتشر وتصمد ليومنا، لو انها اتت بتلك الهمجية!

ولن تكفيني الصفحات الطوال للكتابة عن الخسة والدناءة لهؤلاء الشرذمة، ولقد ابدع الممثل القدير ناصر القصبي مع الكاتب خلف الحربي بإبراز جزء صغير مما يمارسونه من شرور وظلم اثناء مهاجمتهم لقتل اهالي المناطق الآمنة، والعهر في قتل عائلات بأكملها أو تشريدها وتدمير المدن والبيوت للسيطرة عليها! كما ابدع المسلسل في ابراز طريقة سبي النساء اللاانسانية في خلق الرذيلة وبأسماء لم نسمعها قبلاً (بنكاح الجهاد) وعودة لزمن السبايا وبيع العبيد في سوق النخاسة بعد قتل رجالهن، وتعريتهن من اهاليهن وقبل ان تنشف دماء نحرهن حيث يقومون بتكبيلهن، ليتناوبوهن بالجنس كالكلاب! ثم يرمونهن بالمطبخ ومع الاشغال القذرة! بثمن لقمة مسمومة بكرامتهن المهدورة ودموعهن مع وحوش غابرة. هؤلاء المجرمون الذين انضموا للتنظيم الذي قام بغسل ادمغتهم ولبيع اوطانهم، وتدريبهم على القتل والتفجير واكل اللحوم البشرية وبأنهم بذلك سيدخلون الجنات بعد الشهادة (الاستشهاد) وشرب الخمرة والكاس هناك والتلذذ بفتيات ذات الحور العين وغلمان بأعمار غضة وبحجة ان المجاهد من حقه فعل الرذيلة مع الكفار كيفما يراه في الدنيا (والكفار هم كل من لم يكن منضماً تحت لوائهم).

هؤلاء اشترتهم المخابرات لـ «داعش» الاسرائيلي والاميركي وبعض الدول الغربية لاستغلالهم للسيطرة على مناطق النفط ونهب ثرواتها وتنفيذ المخطط الاستعماري بالتقسيم الطائفي، والذي تغذيه مادياً مع الاسف بعض الانظمة في المنطقة!

كل هذا ونحن نسمع ونشاهد المسلسلات التي تدق اجراس الخطر لإيقاظ النائمين في العسل! ولكنني ارى الحكام مقيدي اللسان والايادي من اية مقاومة لايقاف ذلك الغزو الشيطاني لتهديد امننا وحضارتنا، والذي يهدف لتقسيمنا الى دويلات ضعيفة كي تمرح وتسرح في امتصاص البقية الباقية من ثرواتنا ولإسقاط مقاومتنا بعدها وللابد!

لقد لمس المسلسل «سيلفي» شغاف قلوبنا في فضح طرائق ومعيشة هذه الشرذمة، الاانسانية، معبراً تماماً عن الفشل العربي في التوحد والعجز والفشل عن ايجاد الدفاعات لحماية شعوبنا والقضاء عليهم. رغم ما نمتلكه من الاسلحة الحربية المتطوره المستوردة والتي تستهلك موازنتنا، من المليارات التي نصرفها لتدريب جيوشينا، هل هم معجزة العصر الشيطانية!؟ ام اننا لا نعرف السبيل لمحاربتهم حقيقةً؟

ولكن رغم كل ذلك الاداء الجيد والمعبر للمسلسل ارى وللأسف انهم قد وقعوا في تجاوز باتهامهم لإحدى الدول العربية الشقيقة بترؤس وتحريك هذا النظام الساقط والتي كنت اتمنى لو انهم ترفعوا عنه كي لا يصبوا المزيد من الزيت على النار في تقسيم هذه الأمة المنكوبة ولكانت الرسالة اكثر صدقاً وامانةً.