هي لحظات سريعة... بأصوات غريبة... وبمشاهد غير مألوفة في بلد الأمن والأمان مرت على مسمع ومرأى الوجيه جواد بوخمسين الذي كان متواجداً في مسجد الإمام الصادق أثناء صلاة الجمعة.
ولم يكن «بوعماد» في حاجة إلى وقت لاسترجاع ذاكرته فيما حدث فجميع التفاصيل كانت راسخة... وجميع المشاهد المأساوية التي أحدثها العمل الإرهابي الجبان كانت موثقة من خلال شهادات المئات الذين تواجدوا أثناء الانفجار والذي كان جواد بوخمسين أحدهم فروى التفاصيل لـ «النهار» بقلب يعتصر ألماً على ما آلت إليه الأمور من سقوط شهداء وجرحى بسبب تصرف أهوج لا يمت للإسلام ولا للإنسانية بصلة.
جواد بوخمسين بدأ حديثه وروايته للحدث لصحيفة «النهار» بالقول: «اللهم ارحم الشهداء الأبرار واشف المصابين واحفظ اللهم الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه ورد كيد من يريد بها السوء إلى نحره».
ويضيف: «كان يوماً عادياً من أيام الجمعة التي يستعد فيها المؤمنون إلى الذهاب للصلاة في المسجد وكانت الأجواء اعتيادية بوجود رجلي أمن خارج سور المسجد ودورية أمن وهو إجراء طبق على جميع المساجد قبل أسابيع عدة نظراً لما شهدته المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية من أحداث إرهابية مؤسفة».
ويستكمل بوخمسين حديثه قائلاً: «قمنا بأداء صلاة الظهر واستمعنا إلى الخطبة ومن ثم قام الإمام بصلاة العصر وأدينا ركعاتها في جو إيماني لم يعكره شيء حتى جاءت الركعة الأخيرة وأثناء عدول الإمام من سجوده استعداداً للتشهد وعندما همّ المصلون خلفه بالعدول عن سجودهم صرخ أحدهم الله أكبر.. الله أكبر وحدث الانفجار».
وزاد بوخمسين: عندها حدث الهلع بين المصلين، وخاصة أن أجزاء من المسجد تساقطت على المصلين وأسهمنا في إخراج عدد من المصابين إلى خارج المسجد وعندها لمحت رجلي الأمن اللذين كانا مشرفين على حماية المسجد يقفان عند باب المدرسة المقابلة للمسجد».
ويقول: «ذهبت إليهما وسألتهما عمن دخل إلى المسجد أثناء الصلاة فكانت إجابتهما بأنهما لا يعلمان شيئاً ولم يشاهدا أحداً يدخل وأكدا أن التعليمات الصادرة لهما بمراقبة الوضع فقط من دون تفتيش الداخلين إلى المسجد».
ويستكمل بوخمسين حديثه قائلاً: «وصلت آليات الإطفاء إلى موقع الانفجار سريعاً بينما تأخرت سيارات الإسعاف ولم تصل إلا بعد 20 دقيقة، ثم حضر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد ووكيل الوزارة الفريق سليمان الفهد وقيادات الأمن للاطلاع على الوضع».
ويضيف بوخمسين «ثم كان لحضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد إلى موقع الحادث بالغ الأثر على الجميع، حيث أكد للجميع أنه أبو الجميع، وأنه القائد الذي يقف مع شعبه في السراء والضراء».
ويقول بوخمسين: «أجهش سمو الأمير بالبكاء حين رأى الشهداء والمصابين وكان التأثر بادياً عليه وأعطى توجيهاته إلى الوزير الخالد والقيادات الأمنية بمتابعة الأمر وبمعالجة المصابين، وتبادل سموه الحديث مع الحضور الذين أكدوا أنهم يقفون صفاً واحداً وراء قيادته في مواجهة الارهاب والإرهابيين».
وأكد بوخمسين أن مثل هذا العمل الجبان يجب ألا يمر مرور الكرام ويجب أن يساهم في إعادة الحسابات مع الجهات التكفيرية والتكفيريين والمتآمرين على الدين والذين أطلوا برؤوسهم أمس في انفجار مسجد الإمام الصادق وكذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
ودعا بوخمسين وزارة الداخلية إلى اليقظة من الخلايا النائمة التي يجب رصدها والتعامل معها أمنياً حفظاً لأمن وأمان الكويت. وقال بوخمسين في ختام حديثه: «ما شهدته الكويت أمس يدعونا إلى مزيد من التمسك بوحدتنا الوطنية والمحافظة عليها فيوم الجمعة التاسع من شهر رمضان المبارك سيكون يوم الاستشهاد ويوم النضال فداء للكويت وأميرها وشعبها، وآخر دعوانا أن يرحم الله الشهداء وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان، وأن يعجل بالشفاء للجرحى، وأن يحفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه».
العدد 4677 - السبت 27 يونيو 2015م الموافق 10 رمضان 1436هـ