في شهر رمضان الكريم تتغير ساعات العمل والنوم، واللقاءات الأسرية والاجتماعية، ونوعية الطعام وحجمه، وعدد ساعات المكوث أمام التلفاز، ويتغير كذلك بشكل كبير نمط استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي.
تشير دراسات حديثة إلى أن استخدام الموقع الأزرق «فيسبوك»، و «تويتر»، يرتفع في رمضان بنسبة 50 في المئة، ذلك أن هذين الموقعين يوفران منصة مناسبة جداً لنشر الصور والفيديو والنصوص التي تواكب أجواء شهر رمضان.
لكن ما هي القضايا التي تطغى على وسائل الإعلام الاجتماعي في رمضان؟ يمكن القول إنها بالترتيب البرامج التلفزيونية الأكثر شهرة، والمسابقات التي باتت تطرح على تلك الوسائل، وطبعاً المجالس الرمضانية والغبقات.
لقد باتت البرامج التلفزيونية أكثر مواكبة لوسائل الإعلام الاجتماعي، حتى أن أحد أكثر المسلسلات شهرة هذا العام يحمل اسم «سيلفي» ويسبقه الرمز هاشتاق ، وباتت الناس تدخل في حوارات تفاعلية مباشرة عبر الـ «الواتساب» أو تويتر بشأن البرنامج أو المسلسل التلفزيوني مستخدمة الهاشتاق الخاص به. وفي السياق ذاته بتنا أيضاً نرى معظم الإعلانات تستخدم «هاشتاق» خاصاً بها، مع إخراجها بطريقة تناسب عرضها ليس على التلفزيون فقط وإنما على وسائل الإعلام الاجتماعي وموقع اليوتيوب.
موضوع آخر، هل لاحظتم معي أن معظم المسابقات في الآونة الأخيرة باتت تجري على «إنستغرام» أو تويتر مقابل انحسار استخدام وسائل الإعلام التقليدية؟ ومن لديه وقت الآن ليقص «الكوبون» الخاص بالمسابقة ويملؤه بالإجابات الصحيحة ويرسله بالبريد إلى الجهة صاحبة المسابقة؟ فيما توفر وسائل الإعلام الاجتماعي خاصيات متميزة جداً في موضوع طرح المسابقات والوصول بها إلى أوسع شرائح ممكنة وإعلان أسماء الفائزين بشفافية كاملة.
أما بالنسبة للمجالس الرمضانية فمازلت أعتقد أن القائمين على هذه المجالس لم يتمكنوا بعد من استثمار وسائل الإعلام الاجتماعي كما يجب في الترويج لمجالسهم والقضايا التي تطرحها، ومازلنا نعرف عن المجالس من الكتيبات الصغيرة التي توزع مع الصحف، ونجد أن بعض المجالس اكتفى بإنشاء حساب له على إنستغرام ينشر من خلاله بعض الصور ومقاطع الفيديو، وعلى رغم وجود بعض المحاولات هنا وهناك لبناء جسور بين المجالس والشبكة العنكبوتية والإعلام الاجتماعي مثل بناء تطبيقات متخصصة أو مجموعات عبر الواتساب، فإنه من المفيد هنا التفكير بمشروع إلكتروني جامع للمجالس البحرينية يقدم الحراك الفكري والاجتماعي الدائر في هذه المجالس بشكل مهني ويوزعه على أوسع نطاق ممكن.
وليس المقصود هنا النشر لمجرد النشر، بل النشر بقصد الوصول إلى الشرائح المستهدفة وتحقيق الأثر المطلوب، وهذا يدفعنا لإدراك أن استثمار وسائل الإعلام الاجتماعي ليس بالسهولة التي يبدو عليها للوهلة الأولى، بل إنه يعتمد على دراسات وتحليلات وأدوات تتطور باستمرار.
ويجب أن نعرف بدقة اتجاهات استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي في رمضان، ومستويات المشاركة وأوقات استخدام هذه الوسائل، بغية تحقيق أهدافنا من استخدام هذه الوسائل كأفراد أو كمؤسسات.
ومن الناحية التجارية يدرك الجميع أن إنفاق المستهلكين يصل إلى أعلى مستوياته خلال شهر رمضان، وهذا ما يشكل عاملاً محفزاً للشركات العاملة في البحرين والدول الإسلامية بشكل عام لزيادة إنفاقها الإعلاني بنسبة 20 في المئة خلال الشهر الفضيل. ويدرك مسئولو التسويق في المؤسسات ضرورة إطلاق الحملات الترويجية خلال هذا الشهر، وأهمية الاستفادة من الوسائل الإعلامية الاجتماعية بأقصى قدر ممكن لكونها منصات تمكن من الوصول إلى أكبر فئة من الجمهور، وخصوصاً خلال هذه الفترة التي تشهد فيها نشاطاً مكثفاً أكثر من أي فترة خلال العام.
ويجب هنا معرفة متى ينشط المستخدمون؟ وبالتالي متى أنشر، كما يجب الأخذ بعين الاعتبار تضمين محتوى متخصص يلبي احتياجات فئات الجمهور المستهدفة، بحيث يكون فيها نوع من التسلية والترفيه والقيمة المضافة، ومن ذلك صور مخصصة للشهر الكريم مكتوب عليها «رمضان كريم، كل عام وأنتم بخير».
إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"العدد 4675 - الخميس 25 يونيو 2015م الموافق 08 رمضان 1436هـ