الوسط - محرر براحة
قالت الاستشارية مهيبة عبدالله أن الجهاز الهضمي بشكل مستمر وهذا النشاط يتضمن انقباضات وانبساطات لعضلات المعدة والأمعاء الدقيقة والغليظة وإفرازاً للعصارة الهاضمة وبعض أنواع الهرمونات الداخلية ومن ثم القيام بعملية هضم وامتصاص الغذاء، ويعتبر الصيام نوعاً من التنظيم لغذاء الشخص توقيتاً وكماً وكيفاً وتدريباً للجسم للتكيف مع الجوع والعطش، وفيه تقل العمليات الحيوية؛ بسبب عدم امتصاص الطعام أو حرق مكونات الغذاء مما يعطي فرصة ذهبية للجهاز الهضمي لترميم أنسجته. من جهتها قالت استشارية الجهاز الهضمي والمناظير مهيبة عبدالله بالمركز الطبي الجامعي -الذي تشغله مجموعة سليمان الحبيب: أنه «قد ثبت علمياً أن الصوم مفيد لمرضى ارتجاع المريء والقولون العصبي ومشكلات عسر الهضم، ولكنه غير مفيد لمرضى القرحة وبعض حالات الالتهاب الكبدي والمراري».
قرحة المعدة
وأوضحت أن بقاء المعدة خاوية لمدة طويلة يؤدي لزيادة تأثير الحامض المعدي على الغشاء المخاطي للمعدة حيث أن الطعام أهم معادل للحامض، وفي عدم وجوده يكون تأثير الحامض شديداً على الجزء المفقود من المخاطية المعدية والإثنى عشرية، لهذا فإن الصيام غير مستحب لمريض قرحة المعدة والاثنى عشر (عند وجود أعراض للقرحة) ويفضل تناول المريض علاجه أولاً، أما إذا أثارت آلاماً خلال شهر رمضان فلابد من الإفطار لمدة أسبوع يتم خلالها علاج القرحة مع تناول الأدوية المثبطة لإفراز الحامض حتى يقل ويحمي الغشاء المخاطي أثناء الصوم، ولكن في حالة ما إذا كانت القرحة عرضية، وكان المريض لايتناول الأدوية قبل الصيام، فله أن يأخذ مثبطات الحامض قبل السحور؛ وذلك للحذر والوقاية من النشاط المفاجئ للقرحة.
مرضى القولون العصبي
فيما أشارت مهيبة أن «الصيام مفيد لمرضى القولون العصبي، وغالباً ما نشاهد هؤلاء المرضى وقد تحسنت حالتهم وقلت أعراض مرضهم؛ وذلك للأجواء الإيمانية والهدوء والسكينة التي يعيشها المسلمون أثناء رمضان، ولكن يجب مراعاة الحمية الخاصة المسموحة لهم عند الإفطار والسحور، أما الذين يعانون من مرض التهاب القولون المتقرح (أو داء كرون) فمن الأفضل عدم الصيام في حالة نشاط المرض؛ نظراً لأن المريض يعاني في هذه الحالة إسهالاً متكرراً وقد يكون إسهالاً مدمّى (مختلطا بالدم)، مما يلزم تعويضه بكميات مناسبة من السوائل وتناول جرعات الدواء على فترات متقاربة، أما إذا كان المرض غير نشط فمن الممكن الصيام بسهولة».
السوائل لمرضى الحصوات المرارية
أما مرضى الحصيات المرارية الصامتة وغير العرضية، فأكدت الطبيبة مهيبة أن الصيام غير مضر لهم مع مراعاة تناول السوائل بكثرة وعدم الإكثار من الدهون خلال وجبة الإفطار، أما في حالة حدوث نوبات ألم متكررة فمن الأفضل عدم الصيام حتى تنتهي النوبات، حيث تحتاج إلى علاج خاص على فترات متقاربة، كما أن المصابين بالالتهاب المراري الحاد يحتاجون إلى مضادات حيوية وسوائل كثيرة لهذا من الصعب على هؤلاء الصيام.
ونوّهت استشارية الجهاز الهضمي إلى أن «أمر الصيام لمرضى الالتهاب الكبدي يتوقف على حالة الكبد، فإذا كانت حالة الكبد جيدة (وهذا يقدره الطبيب طبعاً) فهؤلاء المرضى يمكنهم الصيام، حيث ينظر إليهم كمرضى شبه طبيعيين وليس لديهم أية مشكلات حادة، ولكن يفضل لهم تأخير السحور حتى لا تزيد الأعباء على الكبد، حيث أنه يقوم بتخزين السكريات ويعيد إفرازها، أما في حالة الكبد المتعب بدرجاته المتوسطة والشديدة فلا ينصح بالصيام لهؤلاء المرضى، بل وأحياناً يمثل ذلك خطورة على حياتهم في بعض الحالات لمرضى الكبد المتقدم».
أما مرضى المراحل المتقدمة للأمراض الكبدية وبغض النظر عن سببها فينصحون بعدم الصوم مطلقاً، لأن لديهم جملة من الأدوية التي يجب أن تؤخذ بتواتر معين خلال اليوم، مع ضرورة مراقبة الشوارد والسوائل الداخلة والخارجة للمريض مع التقييم المستمر.
العدد 4675 - الخميس 25 يونيو 2015م الموافق 08 رمضان 1436هـ