لم تستطع رؤية نفسها في المرآة بعدما حل بها من تشوهات في جسمها جراء تعاطي المخدرات والإدمان، إحساسها بالتشوه والقبح جعلها ترى حياتها قبيحة بقدر ما حل بجسمها من قبح، ليكون ذلك الدافع للمدمنة المتعافية «ش.أ» (22 سنة) لمحاولة التوقف عن التعاطي.
وعلى غرار كل المتعافين ترى أن من رسالة المدمن المتعافي عدم التعرض للماضي بالحديث عن الكيفية والوسيلة التي حصل بها على المخدرات وإنما الحديث عن الطريقة التي خرج بها من تلك الحالة وذلك الطريق لحياة طبيعية، إذ قالت: «كانت البداية حينما كنت في الـ 15 من عمري والرفقة كانت إحدى أهم الأسباب لمعرفتي بهذا الطريق، والذي لم أكن أتخيل أنه بهذا السوء، كنت أتوقع أنه طريق للسعادة والاسترخاء والنشوة، إلى أن اكتشفني أهلي وعانيت كثيراً من ذلك، ومن ثم تشوه جسمي بسبب حروق التعاطي لدرجة كنت أكره النظر إلى نفسي وقررت في داخلي ضرورة التوقف، ومن هنا لجأت للزمالة».
«ش.أ» متعافية اليوم إلا أنها مازالت تخشى الانتكاسة كثيراً وتواظب على حضور اجتماعات الزمالة وتسمع من زملائها، وترى أن قصصهم أكبر دافع لها للتوقف والمواصلة والاستمرار.
وقالت: «أرى أملاً كبيراً حينما أسمع قصص مدمنين متعافين تعافوا من الإدمان لسنوات طويلة ولم يتعرضوا لانتكاسات، ومن تعرض منهم واجهها بقوة ويعيشون اليوم حياة طبيعية غير مشوهة وقبيحة وينقلون تجارب كأمل للمدمنين الراغبين في التعافي».
العدد 4675 - الخميس 25 يونيو 2015م الموافق 08 رمضان 1436هـ
الله يكفينا الشر
الله يفرج عنكم وينصركم على أنفسكم وشيطانها