خلال العام الماضي، تم إيلاء الكثير من الاهتمام لإنتاج النفط الصخري المتزايد وللتحدي الذي تشكّله هذه المصادر غير التقليدية للطاقة للمنتجين التقليديين في الخليج.
تواجه قطر، وهي المصدر الأكبر للغاز الطبيعي المسال في العالم، مخاوف متعلّقة بهذا القطاع، بما في ذلك تصاعد المنافسة من مصدري الغاز الطبيعي المسال الجدد وأسعار أكثر تنافسية في أسواق الغاز الآسيوية الرئيسية. كيف ستتجلى طفرة الغاز العالمية هذه؟ كيف يمكن للدوحة أن تطوّر رداً قوياً للتقلبات المتزايدة في أسعار الغاز والطلب عليه؟
"الإبحار في أجواء عدم اليقين: رد دولة قطر على طفرة الغاز العالمية"
في ورقة تحليلية جديدة يصدرها مركز بروكنجز الدوحة، يقوم ناصر التميمي بدراسة مكانة قطر على ساحة الغاز العالمية وبتقييم الاحتمالات لمنافسين جدد. وفي هذا الصدد، يقول إنّ إنتاج الغاز الطبيعي المسال وتصديره – من أستراليا والولايات المتحدة ودول أخرى – يشكّل تحدياً لمكانة قطر على خارطة أسواق الغاز العالمية، لا سيما في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. في نفس الوقت، إنّ تنويع النمو في الاقتصادات الكبرى في هذه المنطقة وتباطئه، مثل الصين وكوريا الجنوبية واليابان، قد يقلل من الطلب على الغاز الطبيعي المسال على جميع الأصعدة.
يقول التميمي إنّ آليات التسعير التي تعتمدها قطر وعائدات التصدير القطرية ستوضع تحت ضغط كبير نتيجةً لهذه التطورات، الأمر الذي سيشكّل تحدياً محتملاً للاقتصاد القطري. ويؤكّد أنّ ردّاً فعّالاً من المسؤولين القطريين يستوجب التركيز على مزيدٍ من الصادرات إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وممارسة قدراً قدر من المرونة في إبرام العقود لجذب مشترين جدد، بالإضافة إلى التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى لتحسين قدرة منطقة الخليج على المساومة في الأسواق الإقليمية الرئيسية.