الصيام لمدة 8 إلى 10 ساعات، يقلل كمية الجلوكوجين في الكبد، وتقل كميته في العضلات بنحو 50 %، من دون أية علاقة بالنشاط الجسماني، هذا الانخفاض في كمية الجلوكوجين يؤدي إلى تحول الحوامض الأمينية إلى سكر، وممارسة الرياضة في شهر رمضان على معدة فارغة وبعد صيام 8 إلى 10 ساعات تزيد من استهلاك الدهن كمصدر للطاقة، ما يعني أنه من السهل على الإنسان أن يحرق الدهون المتراكمة في جسمه خلال شهر رمضان.

وقد أثبتت كثير من التجارب سهولة خسارة الوزن خلال الشهر الكريم ما إذا التزم الشخص بنظام غذائي صحي ومارس النشاط البدني المناسب.

فكيف يوازن الصائمون بين الصيام والرياضة، التقت الوسط الطبي برياضيين أخبرونا عن تجاربهم الآتية: آ

كل وأحرق بالـ «Argus»

يرى حسين الصفار أن شهر رمضان لا يؤثر على نشاطه البدني ولا على وزنه، فهو ثابت طوال السنة، فعلى رغم تناوله الأطعمة الدسمة إلا أنه يعوض بممارسته الرياضة يومياً قبل الإفطار بساعة ونصف، حيث إنه يمارس رياضة المشي والجري لمدة ساعة؛ لأنها رياضات سهلة لا تحتاج إلى أي معدات لممارستها.

ولتنظيم تمارينه اليومية يعتمد الصفار على تطبيق «Argus» في هاتفه الذكي، وهو برنامج يمكن الرياضي من احتساب الخطوات اليومية والسعرات الحرارية المحترقة والمسافة المقطوعة وغيرها، كما يؤرشف صور تمارينه وخرائط مساراته الرياضية على الهاتف، وبذلك فإنه يراقب نشاطه البدني من خلال البرنامج، كما يمكنه مشاركة نشاطه مع أصدقائه المشاركين في البرنامج نفسه، والاطلاع على أنشطتهم اليومية، حيث إنه يتحداهم من خلال هذا البرنامج، كما أن مدرسه للتربية البدنية في المدرسة يتابع نشاطه عن طريق التطبيق ويوجه له الإرشادات والنصائح للتمارين الرياضية المناسبة.

أما بالنسبة لغذائه في الشهر الكريم فهو لا يهتم بما يأكل طالما أنه يمارس الرياضة، فهو لا يحب أن يمنع نفسه عن أي صنف من المأكولات أو المشروبات من أجل نظام غذائي أو ما شابه، وفي اعتقاده أن التركيز على النظام الغذائي قد يجعله يبتعد عن ممارسة الرياضة، لذلك فإنه يتناول ما يشتهي مع استمراره بممارسة الرياضة اليومية، وبذلك يرى نفسه أنه متوازن يأكل ما يرغب ويحرق قدر ما يستطيع بالرياضة.

ويشير الصفار إلى أن الأنشطة والدورات الرياضية في شهر رمضان ممتازة جداً، إذ إن بعض الشباب يعتقدون بأن شهر رمضان هو شهر للكسل والخمول والراحة، ولا يعلمون أنه من أفضل الأوقات لممارسة الرياضة لكي يمتلك الشخص جسماً صحياً وسليماً بالرياضة والصيام، فهذه الفعاليات تنشطهم وتبعدهم عن الكسل والخمول.

الرياضة قبل الإفطار تخلصك من السموم

المدربة زهراء محمد تعمل مدربة لياقة وتخسيس في نادٍ رياضي نسائي، تلتتزم ببرنامج غذائي ورياضي خاص، ولكن لا يمكنها التكهن بمتغيرات وزنها فقد يتغير بالزيادة أو النقصان أو الثبوت ولكن بالمستوى المعقول. ولكن بالمجمل الرياضة مع الصيام تجعل الجسم يتخلص من السموم والدهون المتراكمة فيه، ما يجعل نقصان الوزن أمراً وارداً.

تمارس رياضات مختلفة لولعها الشديد بالرياضة في الماضي، لكن الآن تعتمد تمارين اللياقة العامة والحديد وتلعب لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات في اليوم، بوجود جدول لخطة التمرين والذي تعتبره ضرورياً للممارسة الجدية.

أما بالنسبة لوقت ممارسة الرياضة في شهر رمضان فإنها تعتمد على هدف الشخص من الرياضة نفسها، فمن يرغب في خسارة الوزن وحرق الدهون المتراكمة في جسمه فتنصح بممارسة الرياضة قبل الإفطار بمعدة خاوية، وذلك لكي يتمكن الجسم من حرق الدهون كمصدر للطاقة، أما من يرغب بالمحافظة على جسمه فعليه ممارسة الرياضة بعد وجبة الإفطار بوقت كافٍ.

بالنسبة للنظام الغذائي في شهر رمضان، فإنه من الصعب على الصائم أن يحرم نفسه من وجبات رمضان الشهية، ولكن عليه الاختيار، إلى جانب طهو الطعام بأساليب صحية قدر الإمكان.

وترى أن الأنشطة الرياضية الصيفية كالدورات والمسابقات الرياضية ضرورية ومهمة لمساعدة الجسم على التخلص من الخمول في فترة الصيام وبعد الإفطار، وفي الوقت نفسه فيها متعة وإعداد بدني.

حر ما ألعب!

بالنسبة لجعفر القصاب فإن ممارسته للنشاط الرياضي في شهر رمضان قليلة، خصوصاً هذه السنة والسنوات القليلة الماضية بسبب حرارة الجو، حيث إنه كان يلعب كرة القدم قبل الإفطار بساعة حينما كان الجو بارداً، أما الآن فلا يستطيع.

ويعترف بأنه لا يستطيع السيطرة على نظامه الغذائي في شهر رمضان، ويرى أنه في هذا الشهر كل الطعام مباح بسبب التجمعات العائلية والزيارات وكثرة تفنن النساء بصنع الحلويات التي لا يستطيع مقاومتها.

ويقر بأن وزنه يزيد في شهر رمضان، ولكنه في العام الماضي حاول التخفيف من تناول الحلويات وحافظ على وزنه، ويتمنى ألا تغريه الحلويات هذه السنة أيضاً، لكن لن يستطيع ممارسة الرياضة بسبب الارتباطات العائلية مع أنه يقوم بالمشي يومياً لمدة نصف ساعة في غير شهر رمضان.

خطة ذهنية للتحدي

يجد أيوب الخباز أن النشاط البدني في شهر رمضان يكون بطبيعة الحال أقل خلال فترة الصيام، خصوصاً أن الصيام في البحرين هذه الأيام طويل ومتعب.

ومع ذلك فإنه يعوّض بممارسة الرياضة بعد تناول الإفطار بـ 45 دقيقة على الأقل.

وليحافظ على وزنه من الارتفاع يقوم بشرب الكثير من السوائل مع تجنب شرب المشروبات الغازية، إضافة إلى الاعتدال في تناول الطعام خلال وجبتي الإفطار والسحور، وبذلك فإن وزنه يبقى ثابتاً ولا يتغير.

يحب الخباز ممارسة الجري لمدة نصف ساعة يومياً، ولعب كرة القدم لساعة ونصف مرة كل أسبوع تقريباً، لكنه لا يضع جدولاً رياضياً خاصاً به على الورق، ولكن تبقى الخطط الرياضية موجودة في ذهنه دائماً، كما أنه يقوم مع مجموعة من أصدقائه بتحدٍ يومي للوصول إلى أعلى عدد من الخطوات المسجلة عبر برنامج «Argus» الرياضي الموجود على الهواتف الذكية، ما يجعله متحفزاً دائماً للحركة وممارسة الرياضة.

ويرى أن الأنشطة الرياضية في شهر رمضان لا بأس بها إذا كانت لا تتعارض مع الأنشطة الدينية خلال هذا الشهر الفضيل.

فرصة ذهبية لخسارة الوزن

يقول عادل رجب صاحب حساب دايتيون الصحي: نشاطي الرياضي في شهر رمضان يكون ثابتاً، وأحياناً أقل من الأيام العادية حسب قدرتي في هذا الشهر الفضيل، وأنا مشترك في نادٍ صحي وأحب أن أمارس رياضة المشي والهرولة قبل الإفطار بساعة واحدة، حيث إنني لا أحبذ ممارسة رياضة المقاومة (الحديد) أثناء الصيام.

نظامي الغذائي الصحي في رمضان لا يختلف عن بقية أشهر السنة الأخرى، ولكن هناك بعض الوجبات يفضل تناولها على الإفطار وهي وجبات تمد الجسم بالطاقة بشكل سريع، وعلى العكس في السحور تكون الوجبات بطيئة الهضم لكي تمد الجسم بالطاقة أكبر فترة ممكنة أثناء الصيام، ومع هذا لا ننسى الماء بين هاتين الوجبتين.

وشهر رمضان يعتبرفرصة ذهبية للأشخاص الذين يرغبون بخسارة الوزن والتخلص من السمنة أو المحافظة على أوزانهم المثالية. ومن تجربتي الشخصية أنا تمكنت بسهولة من التخلص من وزني الزائد في شهر رمضان.

كما أجد أن مستوى الأنشطة الرياضية في شهر رمضان جيد، ولكنه بحاجة إلى توعية ودعم أكبر، خصوصاً للشباب، فمسابقات كرة القدم وحدها غير كافية.