وها قد عاد شهر رمضان، شهر اليُمن والبركات أعاده الله علينا وعلى سائر المسلمين بالخير والمسرات.

ولأن شهر رمضان شهر الصحة استناداً للحديث الشريف للرسول (ص): «صوموا تصحوا»، فهذا لا يستثى به صحة الفم والأسنان عن باقي الجسم.

مع بداية أيام الصيام يعاني العديد من الأشخاص من صعوبة في استخدام فرشاة الأسنان والمعجون، ويعزون ذلك إلى خوفهم من ابتلاع الماء أو بقايا المعجون. وهذا الإهمال يؤدي إلى ازدياد تراكم بقايا الطعام بين الأسنان، وأول نتائجه يكون بانبعاث روائح منفرة غير محببة من الفم، تليها العديد من آلام والتهابات اللثة والأسنان.

لا يختلف شهر رمضان عن باقي أشهر السنة من حيث العناية والاهتمام بصحة الفم والأسنان، بل يفضل فيه زيادة العناية، وذلك بسبب ساعات الصيام التي تؤدي إلى جفاف الفم بسبب قلة إفراز اللعاب الناتج عن قلة الماء، وارتفاع أحماض المعدة، كذلك نوعية الأكل في هذا الشهر، والذي يتسم بزيادة نسبة السكر، والذي يعتبر المسبب الرئيسي لتسوسات الأسنان، إضافة إلى العوامل الأخرى.

الاهتمام اليومي بنظافة الأسنان باستخدام الفرشاة والكمية المناسبة من المعجون، كذلك استخدام الخيط الطبي بشكل منتظم، غسول الفم، والمحافظة على نظافة اللسان عن طريق تنظيفه بالفرشاة للتخلص من أية عوالق أو بقايا طعام، إضافة إلى أن ترطيب الفم عن طريق المضمضة بالماء عند الإحساس بالجفاف، يساعد إلى حد ما في تقليل رائحة الفم الكريهة أثناء الصيام ويجنب الصائم الآلام، وكذلك الإحراج.

السواك أيضاً يعتبر أفضل وسيلة طبيعية للمحافظة على الفم والأسنان، وخصوصاً في شهر رمضان خلال ساعات الصيام، نظراً لاحتوائه على 25 عنصراً، أهمها الفلورايد المانع للتسوس، والكلورايد الذي يمنع تشكل البلاك، ويقي من تصبغات الأسنان، ومواد محفزة لإنتاج اللعاب ومانعة للنزيف، كذلك مضادات البكتيريا والفطريات.

محافظتك على طعام صحي، متجنباً زيادة السكريات، والشاي والقهوة، والتي تعتبر من المنبهات المصبغات للأسنان، واستبدالهما بالشاي الأخضر الذي أثبت فعاليته في المحافظة على الأسنان، عوامل تقيك وتجنبك مشكلات الفم والأسنان.

أخيراً، تعتبر الزيارة الدورية لطبيب الأسنان، خصوصاً في شهر رمضان ذات أهمية كبيرة، ولا تعتبر من مفسدات الصيام، حيث إنها تجنب الصائم تفاقم الآلام والمشكلات.

اهتمامك بنظافة فمك وأسنانك إنما يعكس نظافتك الشخصية، وشهر رمضان فرصتك لإثبات ذلك.