العدد 4674 - الأربعاء 24 يونيو 2015م الموافق 07 رمضان 1436هـ

د. خوجة لـ «الوسط الطبي» (2-2): ترقبوا “سلامتك 5” قبل نهاية العام

أبحرنا بسفينة الصحة الخليجية في الفضاء الإلكتروني

في اتجاهين رئيسيين متوازيين عمل المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول الخليج العربي؛ الأول الرعاية الصحية، والثاني التثقيف الصحي الذي يُعد أول عوامل الوقاية.

مشاريع التثقيف الصحي التي عمل عليها المجلس كثيرة ومتنوعة والتي من ضمنها 130 إصداراً مطبوعاً، إلا أن أبرزها البرنامج التلفزيوني والإذاعي «سلامتك» الذي أطلقت منه أربع نسخ، وتوقف بثه قبل نحو 30 عاماً. ولقدرة البرنامج في إيصال الرسالة الصحية بسلاسة، فقد تقرر إطلاق النسخة الخامسة منه، والمتوقع أن تُبث حلقاتها مع نهاية العام، بحسب المدير العام للمكتب التنفيذي للمجلس، البرفسور توفيق بن أحمد خوجة.

الإعلام الجديد لم يغب عن صانعي السياسات الصحية في الخليج، فيقول د. خوجه إن المكتب وضع إحدى الاستراتيجيات التي يعمل عليها في المرحلة الحالية، ويسعى حالياً لتطوير عدد من المبادرات في هذا السياق.

ويؤكد د. خوجه أن المكتب التنفيذي اعتنى بالارتقاء بمفاهيم التثقيف الصحي فأصبح علماً من علوم المعرفة وأداة للارتقاء بالمستوى الصحي للفرد والمجتمع، وهو ما يترجم وعي القائمين عليها بأهمية وسائل الإعلام وتأثيراتها المباشرة.

اللقاء مع عرّاب الصحة الخليجية، في جزئه الثاني تناول موضوعات وتفاصيل أخرى. نتركك عزيزي القارئ للاطلاع عليها:

• الاستثمار في التثقيف الصحي أحد نشاطاتكم. فمتى سيبث برنامج «سلامتك 5»؟ وهل هناك برامج أخرى تعملون عليها؟

لقد تحققت الكثير من الإنجازات والعمل خلال مسيرة العطاء في هذا المكتب وبذلت الجهود على مدى أربعين عاماً، وطريق العمل الصحي طويل وشاق، وينمو مع الطموحات والمتغيرات، وأود هنا أن أؤكد أن دول مجلس التعاون في الوقت الذي تضع فيه التوعية والتثقيف وتعزيز الصحة في أعلى سلم أولوياتها، فإنها تبحث دائماً عن كل جديد ومفيد للارتقاء بهذا الموضوع وإنني أشير هنا إلى تطورات مهمة في هذا الخصوص، حيث إن المكتب التنفيذي قام من جانبه باستحداث جائزة خليجية للتميز في مجال الإعلام الصحي قيمتها 100 ألف دولار توزع في عدد من المجالات الممنوحة لهذه الجائزة، وتمت زيادة عدد مجالات الجائزة من خمسة مجالات إلى تسعة مجالات، إضافة إلى تدشين المكتبة الخليجية للتوعية الصحية «مختص».

أما بخصوص الإعداد والتنفيذ للمرحلة الخامسة من البرنامج الإذاعي والتلفزيوني «سلامتك»، فإن المرحلة الأولى وهي المرحلة التسويقية، قد أوشكت على نهايتها، وسيتم العمل سريعاً في تنفيذ المرحلة الثانية وهي تصوير وبث البرنامج، وأعتقد أنه على نهاية هذا العام سيتم بث هذا البرنامج.

ومع التطور الهائل في ثورة المعلومات ووسائل الاتصال ومع المستجدات المتلاحقة في الهندسة الوراثية وأدوات التشخيص والعلاج ومع تعاظم كُلَف الخدمات الصحية والأمراض التي كنا نعتقد أنها قد انتهت أو انخفضت معدلات الإصابة بها، بدأت تظهر بأشكال جديدة إلى جانب المتغيرات الصحية نتيجة التحول الحضاري والغذائي والبيئي والمهني، وهو ما ألقى بظلاله على المسئولين عن تقديم الخدمات الصحية، ما استوجب معه مراجعة الأولويات والتركيز على موضوع التوعية الصحية والتوجه الصحي للحياة مع أهمية تضافر الجهود بين القطاع الحكومي والأهلي وتنسيق أكثر بين القطاعات ذات العلاقة، لتقليل الازدواجية، ليشعر الجميع بأن الصحة هاجس كل إنسان ومسئولية كل فرد من أفراد المجتمع مركزين على مواكبة الواقع العالمي الذي يهتم بنظم المعلومات في عصر يعد عصر الثورة المعلوماتية و«عصر المعرفة».

• هل يوجد لديكم خطة لإنتاج مطبوعات دورية كالمجلات، موجهة لتثقيف العامة صحياً؟

يقوم المكتب التنفيذي بدور محوري في مجال الإعلام والتوعية الصحية وبرامج تعزيز الصحة، ومن ضمنها إصدار الدوريات والمطبوعات التي تعنى بالتثقيف الصحي من جانب، وبعض الكتب العلمية الأخرى التي تتناول جوانب متعلقة بالبرامج الصحية، حيث يقوم المكتب بإصدار مجلة «صحة الخليج» وهي مجلة دورية تصدر كل شهرين، كما يقوم بإصدار كتيب تحت عنوان «المؤشرات الصحية الديموغرافية بدول المجلس» يتم إصداره كل عام، علاوة على الإصدارات الطبية الأخرى المنبثقة عن المكتب والتي بلغت أكثر من 130 إصداراً.

إضافة إلى أنه قد تم إنشاء موقع إلكتروني تحت مسمى المكتبة الخليجية للتوعية الصحية «مختص»، تشتمل على قاعدة معلومات وبيانات لكافة المواد التوعوية والتثقيفية الصحية الصادرة عن دول مجلس التعاون الخليجي تساهم في رفع الوعي لدى المجتمع الخليجي.

• ماذا بشأن الإعلام الإلكتروني، ألا تفكرون في استغلال الفضاء الإلكتروني في التوعية الصحية؟

أصبحت وسائل الإعلام الجديد بأشكالها وتطبيقاتها كافة، إحدى أهم الطرق التي تساعد في إيصال المعرفة والوعي ودحض الشائعات في المجتمع، وقد أسهم الإعلام الجديد حديثاً في تطوير وسائل التوعية الصحية وتعزيز الصحة وأصبح من السهل على الهيئات والمراكز الطبية الوصول لشرائح واسعة من المجتمع من خلال هذه التطبيقات، ولكن يبقى دور هذه القطاعات في توفير إعلام صحي متخصص يعمل مع الوسائل الإعلامية و يساعد في نشر الثقافة الصحية في المجتمع.

من هذا المنطلق تم تنظيم ندوة تهدف إلى التعريف بالإعلام الجديد وكيفية استثماره بطرق علمية في برامج وأنشطة التوعية الصحية وتعزيز الصحة، كما تهدف الندوة إلى تبادل الخبرات والتجارب في هذا المجال، كما نتمنى أن تعكس محاور النقاش في هذه الندوة ما يعود بالنفع على برامج التوعية الصحية وتطويرها بما يتماشى مع وسائل الإعلام الحديثة.

العقود الماضية شهدت تغيراً جذرياً في أنماط الأمراض وانتشارها بين أفراد المجتمع من الأمراض المعدية، إلى الأمراض المزمنة، لاسيما الأمراض التي يعبر عنها بأمراض النمط المعيشي كأمراض الضغط والقلب والسكري وكثير من هذه الأمراض إنما هي نتيجة لسلوك خاطئ والمملكة كجزء لا يتجزأ من العالم تشهد هذا التطور.

من هنا تأتي أهمية هذا الموضوع، حيث يعتبر التثقيف الصحي حجر الزاوية للوقاية من هذه الأمراض، بل هو أول مناشط تعزيز الصحة، فمن خلاله يتم الارتقاء بالمعارف والمعلومات وبناء التوجهات وتغيير السلوكيات الصحية، خلال السنوات الأخيرة اهتم المكتب التنفيذي بالارتقاء بمفاهيم التثقيف الصحي، فأصبح علماً من علوم المعرفة يستخدم النظريات السلوكية والتربوية وأساليب الاتصال ووسائل التعليم ومبادئ الإعلام للارتقاء بالمستوى الصحي للفرد والمجتمع.

وترجم وعي القائمين بأهمية وسائل الإعلام وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة في استخدامها في توجيه سلوكيات الفرد والمجتمع، وذلك من خلال وسائله التي تتمكن بفضل ما تتميز به من قدرات من الوصول إلى أكبر شريحة من المجتمع وبأسرع وقت ممكن وفي أماكن تواجدهم من خلال تقنيات الاتصال الحديث، ولقد أضحى الفرد منا بمثابة وسيلة اتصال متكاملة، أو بمعنى آخر نموذج اتصال، فهو من يقوم بإعداد الرسالة ويخرجها ويشرف عليها، بل وأحياناً هو الشخص المستهدف بهذه الرسالة.

إن الإعلام الجديد بأنواعه وتطبيقاته كافة، يعتبر من مصادر المعرفة الصحية التي تعنى بدعم القرار الطبي بالأدلة بواسطة آراء الخبراء والمتخصصين في الشأن الصحي عالمياً، ولقد فرض الإعلام الجديد واقعاً جديداً، كما يعد وسيلة احتوت بما سبقه من وسائل، فهناك الإعلام الإلكتروني المقروء والمسموع والمرئي، كما أنه أتاح مساحة واسعة من الحرية الفكرية وفرض تغيير على عناصر الاتصال ككل، وأصبح هناك نوع من التداخل واختفاء الحدود بين المرسل والمستقبل. وهو ما يعزز فرص النجاح لها ولأهدافها المعلنة والمتمثلة في تعزيز الصحة، والتخطيط لحملات وبرامج التوعية الصحية باستخدام وسائط الإعلام الجديد، وكذلك بناء القدرات والتدريب في توظيف الإعلام الجديد، وأولى المكتب اهتماماً بالإعلام الجديد، ووضع ذلك في إحدى الاستراتيجيات التي يعمل عليها في المرحلة الحالية، ونسعى حالياً لتطوير عدد من المبادرات.

• حدثنا عن مشروع المرصد الصحي. ما وظيفته؟ ومتى سيبدأ العمل؟

المرصد الصحي الوطني هو البوابة إلى البيانات والإحصاءات الصحية الخاصة بكل دولة، وتشمل بيانات عن معدلات حدوث الأمراض والوفيات والمرافق الصحية والقوى العاملة البشرية من أطباء وممرضين وصيادلة وفئات مساعدة والسياسات المالية في الإنفاق على الصحة وغيرها.

وتقسم هذه البيانات حسب المناطق الصحية أو الإدارية، إضافة إلى خرائط توضيحية لتحليل الاتجاهات للمؤشرات الأساسية ومرتسمات الصحة كاملة مع التقارير الإحصائية.

وأنشئ المركز بغرض تيسير الوصول إلى هذه البيانات والإحصاءات التي يتم تحديثها أولاً بأول، ما يمكن من التخطيط السليم واستصدار القرارات المنبثقة على البراهين، وهناك المرصد الصحي الإقليمي على مستوى دول إقليم شرق المتوسط، وهذا يتضمن المؤشرات الصحية لدول الإقليم كافة.

أما المرصد الصحي العالمي، فتتجمع فيه الإحصاءات الصحية الواردة من جميع أنحاء العالم بغرض توفير المعلومات حول:

البيانات والإحصاءات القطرية مع التركيز على التقديرات التي يمكن مقارنتها.

تحليلات منظمة الصحة العالمية من أجل رصد الأوضاع والاتجاهات العالمية والإقليمية والقطرية.

معلومات حسب الموضوعات الصحية.

وتغطي صفحات المرصد موضوعات الأولويات الصحية العالمية، مثل المرامي (الأهداف) الإنمائية للألفية، ومعدل الوفيات، وعبء المرض، والنظم الصحية، والصحة البيئية، والأمراض غير السارية، والأمراض المعدية، والإنصاف في مجال الصحة، والعنف والإصابات.

وتعرض الصفحات كما يلي:

أضواء تسلط على الأوضاع والاتجاهات العالمية، باستخدام مؤشرات أساسية يتم تحديثها بانتظام.

عرض للبيانات يتم تصميمها حسب كل موضوع، بما في ذلك مرتسمات البلدان ومجموعة من الخرائط.

وتتيح قاعدة بيانات المرصد الصحي العالمي إمكانية الوصول إلى مستودع تفاعلي من الإحصاءات الصحية. ويمكن للمستخدمين عرض بيانات وفق المؤشرات والموضوعات الصحية والبلدان والأقاليم المختارة، وتنزيل الجداول الخاصة بكل منها بنسق «Excel».

تشمل البيانات القطرية التي يتيحها المرصد الصحي العالمي جميع الإحصاءات والمرتسمات الصحية المتوافرة داخل منظمة الصحة العالمية.

يصدر المرصد الصحي العالمي تقارير تحليلية بشأن القضايا الصحية ذات الأولوية، بما في ذلك المطبوع السنوي المعنون «الإحصاءات الصحية العالمية»، والذي يجمع الإحصاءات وفق المؤشرات الصحية الرئيسية. وتتناول التقارير التحليلية موضوعات شاملة، مثل المرأة والصحة.

• هل هناك من كلمة أخيرة تود ختم اللقاء بها؟

إن مجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون يمثل إحدى الصور الناجحة للعمل الخليجي المشترك، حيث أصبح وساهم - ولله الحمد - كأهم دعائم حماية الأمن من جوانبه الصحية والاجتماعية كافة، بل شكّل جزءاً كبيراً في حياتنا الخليجية لوحة عظيمة رسمها بكل كفاءة وفعالية وجدارة قيادات الدول حفظهم الله، وشارك فيها معالي وزراء الصحة وكافة القيادات الصحية بهذه الدول ومنسوبيها ضمن التنمية الاجتماعية والصحية التي ينشدها كل مواطن خليجي في تلاحم وتآخي منقطع النظير ولله الفضل والمنة.

العدد 4674 - الأربعاء 24 يونيو 2015م الموافق 07 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً