من حسن حظّ مجلس الشورى أن أتيحت له الفرصة لتأجيل إقرار مشروع سحب الوحدات السكنية من المواطنين الذين سحبت جنسياتهم، ليصحّح مواقفه ويراجع ضميره في مثل هذه القضية المسيئة للبحرين.
دعونا نختلف سياسياً وفكرياً وثقافياً وحتى دينياً، إلى درجة النقيض، لكن لنبقِ لأنفسنا على الأقل مقدار شعرة معاوية، فلا نذهب في الخصومة إلى ما بعد الفجور.
إسقاط الجنسيات عن مواطنين أصلاء بحدّ ذاته أمرٌ مخالفٌ لشرعة حقوق الإنسان، ولا تصلح هذه السياسة خصوصاً في هذه الحقبة من التطور البشري. فالعالم اليوم يحاول أن يعالج القضايا العالقة في مجال الجنسية، وحلّ مشاكل البدون، بينما نحن بسياستنا هذه نخلق لبلدنا مشكلة «عديمي الجنسية» التي يناهضها العالم الحر.
في العرف القانوني: «العقوبة شخصية»، وهو أمرٌ متفقٌ عليه في الديانات السماوية والقوانين الوضعية معاً. ومن مساوئ سياسة إسقاط الجنسية أنها تصطدم بصريح القرآن الكريم: «ولا تزر وازرةٌ وزرَ أخرى»؛ وتتعدّى روح القوانين حيث تتجاوز «المذنب» إلى أهله وذويه، من زوجة وأطفال ومن يعولهم، سيكون مصيرهم الشارع في حال بَصَمَ الشوريون على هذا القانون المسيء للبحرين.
إسقاط الجنسية لم يكن جديداً في البحرين، فقد عانى منه مئات المعارضين السياسيين خلال العقود الماضية، لكن وتيرته ازدادت في السنوات الأخيرة، حتى أصبح عدد من تم إسقاط جنسيتهم منذ 2012 حتى الأسبوع الماضي 186 مواطناً. وهو رقمٌ كبيرٌ جداً في بلدٍ لا يتجاوز مواطنوه حاجز الـ 650 ألفاً. وهو ما يشير إلى مزيدٍ من التدهور في الوضع الحقوقي والإنساني في هذا البلد الصغير.
مناقشة مثل هذا الموضوع في مجلس الشورى في حدّ ذاتها مأساة، لكن الجانب المضيء في هذه الجنبة المظلمة أنها تكشف عن وجود عقليات تحرّكها الأحقاد والضغائن ضد الآخر في الوطن. فهي مستعدةٌ إلى مخالفة الشرع والدين والأعراف، واستباحة كل القيم والقوانين، من أجل إيقاع أكبر ضررٍ وأذى بمن يعتبرونه خصماً لا شريكاً في الوطن. مثل هذه العقليات مستعدةٌ للذهاب إلى بلدٍ آخر لمساعدة شعوبٍ أخرى بالمال والسلاح من أجل حقوقها، وترفض أن يحصل جارها على أبسط حقوقه وأكثرها بديهية. هذا الانفصام يجعلها تقف مع الظلم وتبرّره، وتناهض العدل وترفض مطلقاً المساواة.
لكي يشعر الإنسان بانحراف موقفه وانفصام شخصيته وبعده عن الجادة، تنصحه الأديان وفلاسفة الأخلاق بأن يضع نفسه مكان غيره، ليفكّر هل يقبل بالظلم الذي يتعرّض له سواه. ويكون العار مضاعفاً حين يكون الاصطفاف من أشخاص يُعتبرون رموزاً لتيارات دينية، تدّعي النزاهة وتزايد على خلق الله في دينهم كما تزايد على وطنيتهم. مثل هذه المواقف الرديئة لم تعد تُصرف في أسواق هذه الأيام، بعد أن انكشف المستور وبانت الحقائق، وأصبحت «داعش» على الأبواب تطرق بعنفٍ بوابات الخليج.
بعض الشوريين المتحمّسين جداً للبصم على هذا «القانون الذي يخالف القانون»، هل يقبل أحدهم لو ارتكب جنايةً أو ذنباً، أن تُسحب جنسيته ويُعامل في بلده كالأجنبي؟ ولو قبل ذلك على نفسه فهل يقبل أن يلقى بزوجته في الشارع مع أطفاله دون سقفٍ يظلهم أو بيتٍ يؤويهم؟ وهل يقبل بهذا الظلم المضاعف شريفٌ أو من له مسكةٌ من ضمير؟
من حسن حظّ مجلس الشورى أن أتيحت له في هذا الشهر المبارك، شهر التوبة والمغفرة، فرصةٌ لتصحيح هذه السقطة الأخلاقية الكبيرة... قبل أن تكون سقطة سياسية وسقوطاً مدوياً للضمير.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4674 - الأربعاء 24 يونيو 2015م الموافق 07 رمضان 1436هـ
احسنتم كثيراً وفيت وكفيت
دعونا نختلف سياسياً وفكرياً وثقافياً وحتى دينياً، إلى درجة النقيض، لكن لنبقِ لأنفسنا على الأقل مقدار شعرة .......، فلا نذهب في الخصومة إلى ما بعد ا......
يا سيد الجماعة حاطين مجلسين لتشريع امور خارجة عن المنطق الانساني والعقلاني
ولكي لا يكن اللوم على السلطة التنفيذية وحدها سيجعلون السلطة التشريعية تشارك في اصدار تشريعات فيها جسارة بالتعدي على امور لا يعقل لاحد في العالم تصديقها
رد على زائر 8
اغسل قلبك من الاحقاد لو انت مسجون سياسيا هل ترضى على نفسك واهلك هاده الظلم وارجوا منك ان تتثقف وتقرا الحقيقى التى تجرى على المواطنين الاصليين الذين يطالبون بحقوقهم هاده اذا انت بحرينى اصيل والله يهديك معنه ما اعتقد الى تغسل قلبك من الحقد ووتوجه الى الله لانهو سيحاسبك لانك وقفت مع الظالمين والله ياخد الحق المسلووب
هل تعتقد انهم سصحو ضميرهم؟
من حسن حظّ مجلس الشورى أن أتيحت له في هذا الشهر المبارك، شهر التوبة والمغفرة، فرصةٌ لتصحيح هذه السقطة الأخلاقية الكبيرة... قبل أن تكون سقطة سياسية وسقوطاً مدوياً للضمير.
قرار داعشي
أ...
لماذا المتظاهرون يمارسون العقاب الجماعي؟
عنما ينسد شارع اليس هذا عقاب جماعي؟ عندما يتظاهرون في القرية يسدون القرية كلها.
اكثر المجتمع البحرين جماعي. كثير من الاحيان يلومون جماعة على عمل فرد.
دعوه يا أولي الالباب
دعوه الى كل مسؤول وصاحب قرار في اي موقع كان ان يتفكر في قول الله تعالى قبل ان يبت في اي امر (( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق أولئك لهم عذاب اليم.......)). من سوره الشورى الايه 42
نعم ولا
لم توفق سيد عندما قلت ان من سحبت جنسيتهم مواطنيين اصلاء ، وجميع الاوراق في دائرة الهجره تقول عكس ذلك ..وعلي فكرة سحب الجنسية ليس مخالف للقانون كما ذكرت واغلب دول العالم تعمل به،،نعم انا معك بان اهل المسقطة عنهم ليس لهم ذنب سحب الوحدات السكنية ولا حتي الجنسية ( ولا تزر وازرة وزر اخري ) ،،انها السياسة وعلي من يعمل بها عليه ان يتحمل تباعاتها ،،،شكرآ
تعرفهم بسيماهم
يتسللون الى سوريا ويهربون السلاح من اجل (نصرة الشعب السوري) ويقفون ضد كل من يطالب بحقه هنا ويطالبون بقتله....
لاحرمة
لاحرمة لمسجد هدموه ولا لإمراءة وقد إنتهكوا شرفها في الزنازين ولالشاب فقد تحرشوا به في المعتقل خب التعذيب لايعد ولايحصى ماتمت موبقة ماعملوها.
يا بو هاشم .
اذا كاتب او كاتبات الحمد لله على النعمة لم يعطيهم الله لا جمال ولا مال ولا عندهم حسن سلوك ( استغفر الله من كل شي خالسين ) شوفهم اشلون يحرضون على قتل وسحل الناس وسحب جنسياتهم واراضيهم ومسح الأرض بهم ) فكيف بمن بيده بعض القرار ام كان مديرا او وكيلا او في برلمان او شورى ؟؟ وسحب كل شيء من المواطن يذكرنا بالقول لعائلة المسقطة جنسيته ( ما حاربناك الا بغضا منا لأبيك ) .
تخاطب من؟
هل هؤلاء من البشر ؟ أبدا
لماذا الإصرار على العقاب الجماعي؟ الجواب
لأن اللي عاقبك لا يحبك ولا يحب اهلك ويريد التخلص من كل شيء يذكره بك .
القوم أبناء القوم ولا عجب
هم أيضا قراراتهم ليست صادرة منهم إملاءات من فوق
جماعة «إنما نقاتلك بغضاً لأبيك» لا زالت باقية وللقوم أحفاد وجدوا آبائهم على ملة وعلى نهجهم سائرون..
تكشف عن وجود عقليات تحرّكها الأحقاد والضغائن ضد الآخر في الوطن. فهي مستعدةٌ إلى مخالفة الشرع والدين والأعراف، واستباحة كل القيم والقوانين، من أجل إيقاع أكبر ضررٍ وأذى بمن يعتبرونه خصماً لا شريكاً في الوطن.