أعلن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس أن باريس والرياض تبحثان 20 مشروعاً «بعشرات مليارات اليورو»، يأتي ذلك فيما عقد أول اجتماع لـ «اللجنة المشتركة الفرنسية السعودية» في باريس أمس الأربعاء (24 يونيو/ حزيران 2015) توصل الطرفان إلى اتفاقات عدة أهمها عقد لبيع الرياض مروحيات «إيرباص» وبدء دراسة جدوى بشأن بناء مفاعلين نوويين في المملكة، ما يلقي الضوء على تقدم العلاقات بين الدولتين.
وتم الإعلان أمس عن عقد يتمثل بشراء وزارة الداخلية السعودية 23 مروحية من طراز «إيرباص - إتش 145» بسعر 500 مليون يورو.
وعقد الاجتماع الأول لـ «اللجنة المشتركة الفرنسية السعودية» برئاسة فابيوس ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان في أعقاب زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى الخليج في بداية مايو/ أيار.
وذكر فابيوس بالعقد الذي أعلن عنه في 15 يونيو لبيع 30 طائرة «إيرباص - أ 320» و 20 «إيرباص - 33» لشركة الخطوط الجوية السعودية خلال معرض لوبورجيه للطيران، بقيمة إجمالية قدرها ثمانية مليارات دولار (7.1 مليارات يورو).
وأعلن فابيوس أيضاً عن «تعهد» السعودية بشراء 30 سفينة دورية سريعة لبحريتها «لتحسين قدرات خفر السواحل السعودي الذي يواجه اليوم تهديدات متنامية».
ومن شأن ذلك برأي فابيوس أن «يساهم في إيجاد وظائف ومبالغ مالية بمئات ملايين اليورو»، إلا أنه لم يضف أي تفاصيل.
وفي ما يتعلق بالطاقة النووية أوضح فابيوس أن اتفاقاً وقع «لبدء دراسة جدوى لبناء مفاعلين نووين، تندرج في إطار برنامج الطاقة السعودي الطموح». والتقى سلمان، الذي تباحث مع فابيوس في الملف النووي الإيراني، هولاند في قصر الإليزيه.
ومن جهته أوضح مصدر دبلوماسي بعد لقاء سلمان وهولاند أنه في ما يتعلق بالقطاع النووي يجري البحث في مفاعلين نوويين «أي بي آر»، و «لكن لا يكفي أن نلتزم بالحجم، بل على السعوديين أن يتخذوا خطوات عدة تخصهم في ما يتعلق بالأمان وتدريب الموظفين وما إلى ذلك».
وأشار المصدر إلى أهمية توقيع «رسالة نوايا لأن المنافسة شديدة. فنحن أول من وقع. وفي حال الانتقال إلى مرحلة التنفيذ، وهذا ما سيحدث بالتأكيد، فإننا سننتقل من 22 إلى 25 مليار» في إشارة إلى قيمة الاتفاقات مع السعودية.
وتتناول المباحثات الجارية أيضاً قطاعات الطاقة الشمسية والصحة والطيران المدني والنقل.
كذلك أوضح فابيوس خلال مؤتمر صحافي أنه تم توقيع اتفاق بشأن دورات تدريب على السلامة النووية وآخر بشأن معالجة النفايات النووية، بالإضافة إلى اتفاقات أخرى في قطاعات الصحة والأبحاث والتعاون في المجال الصناعي.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية السعودية عادل الجبير خلال مؤتمر صحافي عقده الجبير مع نظيره الفرنسي في العاصمة الفرنسية، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس) أمس حرص بلاده على توثيق العلاقات مع فرنسا في المجالات كافة.
وقال الجبير «خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود و الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حريصان على توثيق العلاقات الثنائية بين السعودية وفرنسا في كل المجالات سواء في المجال السياسي أو الأمني أو العسكري أو الاقتصادي أو التعليمي، وغيرها من المجالات، حيث وضعت آلية للتنسيق والتشاور التي هي اللجنة المشتركة بين البلدين برئاسة وزيري الخارجية وإشراف ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز من الجانب السعودي الذي كان يتابع أعمال هذه اللجنة بدقة وحرص وكان حريصاً جداً على أن تحقق إنجازات في وقت سريع، وهذا ما استطعنا أن نفعله بعون الله تعالى».
العدد 4674 - الأربعاء 24 يونيو 2015م الموافق 07 رمضان 1436هـ