أكد الأمين العام للحلف الاطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم الأربعاء (24 يونيو/ حزيران 2015) في بروكسل أن الحلف "لن ينساق إلى سباق تسلح"، مشيرا إلى أن التعزيز العسكري الجاري للحلف هو رد على "الأعمال العدوانية" التي ترتكبها روسيا في أوروبا.
وكان ستولتنبرغ يتحدث بعد مصادقة وزراء الدفاع في دول الحلف الأطلسي على سلسلة إجراءات تتضمن مضاعفة حجم قوة التدخل السريع للحلف بأكثر من مرتين بعد ان أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء إنها ستنشر أسلحة ثقيلة على الجبهة الشرقية لدول الحلف الأطلسي.
ونددت روسيا بهذه التحركات باعتبارها شبيهة باستفزازات الحرب الباردة مع إعلانها إنها ستعزز ترسانتها النووية عبر نشر أكثر من أربعين صاروخا جديدا عابرا للقارات قبل نهاية العام.
واثار قيام روسيا قبل عام بضم القرم مخاوف في العديد من دول أوروبا الوسطى التي انضمت الى الاطلسي بعد نهاية الحرب الباردة، وخصوصا دول البلطيق التي ظلت تحت سلطات الاتحاد السوفياتي السابق لنحو خمسين عاما.
وقال ستولتنبرغ للصحافيين في ختام اليوم الاول من اجتماعات وزراء الدفاع في مقر الاطلسي في بروكسل "نحن لا نسعى للمواجهة، لن ننساق الى سباق جديد للتسلح (...) لكن علينا الحفاظ على امن دولنا".
واضاف ان الوزراء صادقوا على زيادة عديد قوة الرد الاطلسية من 13 الفا الى 40 الف جندي بمن فيهم قوة ضاربة تضم خمسة الاف جندي.
وتابع ستولتنبرغ "اتفقنا ايضا على تسريع عملية اتخاذ القرار السياسي والعسكري (عبر اعطاء) القائد الاعلى (الجنرال الاميركي فيليب بريدلاف) سلطة استنفار وجمع وإعداد القوات" بانتظار الموافقة السياسية الضرورية للانتشار.
وقال مصدر دبلوماسي في حلف الاطلسي ان هذا يعني ان القرار السياسي يمكن ان يتخذ خلال 12 ساعة وهو امر ضروري اذا كان ينبغي ان تصل الوحدة الضاربة الى الميدان خلال يومين او ثلاثة ايام.
واتفقت الدول الثماني والعشرين كذلك على القيام بالتخطيط المتقدم واعداد مقر لوجستي جديد لتسريع حركة القوات.
واكد الامين العام للاطلسي ان هذه الاجراءات "دفاعية ومتكافئة وتتناسب مع كل التزاماتنا الدولية".
وهاجم ستولتنبرغ روسيا بقوة قائلا ان ضمها للقرم في اذار/مارس 2014 كان "عملا عدائيا".
وقال ان "روسيا تواصل ارسال الجنود والقوات والمعدات لزعزعة شرق اوكرانيا. ليس هناك اي شك في مسؤولية روسيا عن اعمال عدوانية في اوروبا".
واضاف انه في حال لم يتجاوب اعضاء الحلف ال28، فان هذا يدعو الى القلق، مشيرا الى ان الحلف "مستعد دائما لعلاقات بناءة مع روسيا" التي تنفي تدخلها المباشر في النزاع الاوكراني المستمر منذ اكثر من 15 شهرا، والذي اودى بحياة 6500 شخص.
ولكن ستولتنبرغ عمل على تهدئة المخاوف من العودة الى ابشع ايام الحرب الباردة، مؤكدا ان الاطلسي لا يريد تصعيد النزاعات وانه "انما يواصل العمل على اقامة علاقات بناءة مع روسيا".
ولطمأنة الحلفاء في شرق اوروبا، قرر حلف الاطلسي منذ ايلول/سبتمبر 2014 تعزيز امكاناته العسكرية بشكل غير مسبوق وكثف التدريبات ونشر الطائرات والسفن وعزز رسالته بالقول انه جاهز وملتزم بالدفاع عن اي حليف يتعرض للهجوم.
والثلاثاء اعلن وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر ان واشنطن ستنشر في بعض دول اوروبا الوسطى والشرقية اسلحة ثقيلة تشمل دبابات ومدرعات تعتبر من بين الاكثر تطورا في العالم.
وقال كارتر "لا نسعى الى الحرب الباردة، ولا حتى الحرب الساخنة مع روسيا، بل سندافع عن حلفائنا"، موضحا ان الولايات المتحدة ستنشر عتادها في دول البلطيق، وفي بولندا وبلغاريا ورومانيا.
واعتبرت موسكو ان نشر هذه القوات ينتهك اتفاق 1997 مع حلف الاطلسي والذي يحظر النشر الدائم لقوات وتجهيزات كبيرة في دول حلف وارسو السابق.
ولكن الاطلسي يقول ان نشر هذه القوات مؤقت ودوري، رغم ان دول البلطيق دعت الى وجود دائم للحلف لردع روسيا.
واتفق قادة الحلف الاطلسي في قمة في ايلول/سبتمبر على زيادة الانفاق على الدفاع الى ما يعادل 2 في المئة من اجمالي الناتج المحلي السنوي بعد سنوات من التخفيضات في اعقاب نهاية الحرب الباردة.
وقال ستولتنبرغ ان خمس دول كانت تنفق فوق هذا المعدل، ولكن عموما، فان الانفاق الدفاعي العام للحلف لا يزال اقل من 1,5 في المئة هذه السنة.
واضاف انه في المقابل "فان روسيا استثمرت بكثافة وعلى مدى سنوات في مجال الدفاع".