كلما اقترب شهر رمضان، ازداد تعلق جميع المسلمين بأجواء هذا الشهر الكريم ونفحاته الروحية، والشعور بمزيد من الأمن والمحبة والسلام والتواصل والعطاء. ومع إطلالته تكون النفوس أكثر هدوءًا واستعداداً للتسامح والمحبة بفضل الأجواء العبادية التي يشعر بها الجميع.
لكن أشهرنا الرمضانية تحوّلت مؤخراً إلى مزيدٍ من الكراهية والشحناء والحقد والصدام، بسبب حالة التشدّد والتطرف والتكفير الأهوج والتعصب الطائفي والمذهبي، وتحوّل الدين وسماحته من منهج للمحبة والسلام إلى مبرر للقتل والتصفيات الجسدية.
أينما تذهب في محيطك الاجتماعي والثقافي، وحتى الأسري تجد أن الجميع متوترون ومتوثبون لالتقاط أي خبر أو إشاعة ضد الآخر المختلف وتدويرها بصورة متشنجة ومشحونة. وفي كل محفل حتى لو كان حضوره من النخب الواعية، تجد أن الاستقطاب السائد في الساحة متمترس أمام الجميع. وكلّ يسعى لفرض رأيه والدفاع عن موقفه المتحزب.
وحتى وسائل التواصل الإلكتروني لا تخلو من مشاحنات يصل بعضها إلى السباب والقطيعة الحادة بسبب اختلاف في المواقف والآراء، وتترتب عليها في أغلب الأحيان حالات من التباعد. وفتاوى الخطباء وأحاديثهم المتشنجة مظهر آخر أيضاً لهذه المشكلة، التي تحتوي أحياناً على لغة التحريض على الكراهية.
كل ذلك ناتج من حالة التوتر التي تسود الساحة العربية في هذه المرحلة، ومن إفرازات سلوكيات الجماعات التكفيرية المتشددة وأطراف الصراع المختلفة. فقد أدى تحويل الصراع السياسي بين مختلف الأطراف إلى تناقضات اجتماعية حادة، وأتاح المجال للجماعات المتطرفة أن تستغل هذا الفراغ لبث سمومها في ضرب وحدة المجتمعات بشكل عام.
لا شك أن هذه الحالة من العدوانية والكراهية السائدة لا تتوافق مع أجواء الشهر الفضيل، بل وتبعدنا جميعاً عن الاستفادة من خيراته وبركاته ومن رحمة الله تعالى فيه. فالأعمال العبادية ما لم ترتبط بسلوك إيجابي ينعكس على التعامل مع الآخرين، فإنها تفقد مصداقيتها ومعانيها وأهدافها السامية. والسؤال هو كيف يمكن توظيف هذا الموسم الروحاني العظيم، كي يكون مناسبةً لتصفية الخصومات، وتزكية النفوس، ومعالجة التراكمات النفسية التي تشكل حواجز بين الأفراد والجماعات.
دعونا ننطلق في سبيل تعزيزنا المحبة بيننا أن نجعل مكانة الإنسان واحترامه فوق كل شيء، مهما كان الاختلاف والتمايز قائماً بيننا، فكل إنسان محترم في رأيه وفكره وموقفه بغض النظر عن جنسه ومعتقده وعنصره. بهذا ننزع أول مسببات الكراهية بين الناس، فالاختلاف ينبغي أن يكون ضمن معايير الإنسانية المحترمة.
كما أنه ينبغي تكثيف التواصل واللقاءات وتبادل الزيارات التي تحقّق الأخوة والمعرفة وتجسّر العلاقة بين الجميع، لأنها تكسر الحواجز المصطنعة، وتهيئ النفوس إلى قبول الآخر المختلف والتعامل معه بمودة وألفة.
لا يمكننا أن ننجر دائماً وراء تأثير الصراعات الخارجية على واقعنا المحلي، بل علينا أن نعيد صياغة العلاقات بناءً على مصالحنا المشتركة وبما يحمي وحدة المجتمع ويعزّز تماسكه. ونعود للتأكيد أن هذا الشهر الفضيل ينبغي أن يكون موسماً عامراً بالمحبة والتسامح والألفة والسلام بين الجميع.
إقرأ أيضا لـ "جعفر الشايب"العدد 4673 - الثلثاء 23 يونيو 2015م الموافق 06 رمضان 1436هـ
السبب
ظلم الحكومة للشعب وبث الطائفيه فى جرايدها من كتاب لا يخافون الله اهمشى مصلحتهم الدنيويه اللهم خلصنا من جهل كتاب جرايد الحكومة
سبب تخلف المسلمين
سبب تخلف المسلمين والعداء بينهم السبب الرئيس والاول هو عدم الإيمان الحقيقي برسالة الاسلام فقد تحولت العبادات لمجرد مجموعات بشرية تؤدي طقوسا دينية شكلية لاتدري ولاتدرك ماوراء هذه العبادات خواء الفكر والروح وطغيان المادية على الجانب الإنساني الإيغال في الذنوب والمعاصي حول القلوب قاسية كالحجارة أوأشدقسوة لذلك انتشر الحقد والحسد بين المسلمين والذي وصل لدرجة انتهاك كل المحرمات فلاحرمة للدم أو المال أو العرض وكل يعتقد انه هو فقط على الحق والجميع على باطل.
لنضع النصاب في مبضعه
بكل بساطة أغلبنا لا يفقه في ديننا الا قشوره وذلك يتنافى مع جوهره في المحبة والتسامح....رمضان أصبح شهر الأكل الجشع النهم...انظر الى ما يشتريه هذا القوم من أكل،وكأنهم في معركة أكل....ابحث عن المستفيد من هذا التشرذم اللا اخلاقي وكل عام ونحن نيام.