منذ أوائل شهر يونيو/ حزيران 2015، بدأت الحركة في الأسواق تأخذ شكل استعداداتها لشهر رمضان المبارك، فيما أصبح الكثير من المراكز التجارية الكبرى والمحال العاملة في قطاع الأغذية والمشروبات تطرح عروضها التسويقية التنافسية.
ووفقاً لتقرير نشرته وكالة أنباء البحرين في 7 يونيو الجاري، تابعت الحكومة استعدادات القطاع التجاري لشهر رمضان المبارك وحرصت على توفير كل ما يلزم المواطن من السلع الرمضانية الضرورية في أسواق المملكة خلال الشهر الكريم والوقوف على المخزون الغذائي من السلع الغذائية الأساسية، وقد أناب وزير الصناعة والتجارة زايد بن راشد الزياني، وكيل الوزارة لشئون التجارة نادر خليل المؤيد لترأس اجتماع بين المسئولين المعنيين بالوزارة من جهة، وتجار المواد الغذائية والتموينية ومسئولي الأسواق الكبرى الهايبر ماركت إلى جانب مسئولي الشركات المعنية بالدعم الحكومي من جهة أخرى، وذلك للإطلاع على مدى جاهزية أسواق البحرين من حيث السلع التموينية والاستهلاكية بشكل عام والأسعار إضافة إلى العروض الترويجية التي تقدمها للمستهلكين مع بدء العد التنازلي لاستقبال الشهر الفضيل.
وخلال الاجتماع، تم استعراض جهود منافذ البيع المختلفة في تقديم عروض ترويجية تنافسية للمستهلكين للشهر الفضيل تتناسب والقدرة الشرائية للمستهلك، وعلى الأخص للسلع التي يزداد الإقبال عليها في رمضان بشكل لافت.
2000 طن من الخضراوات والفواكه
أما بالنسبة للخضروات والفواكه، فقد أكد كبار موردي الخضروات والفواكه أنه قد تم زيادة وتيرة استيراد الخضروات والفواكه للشهر الفضيل بما يتناسب وحجم الطلب المتوقع والذي يصل إلى أكثر من 2000 طن يومياً من الخضروات والفواكه يتم طرحها يومياً في الأسواق المركزية ومنها إلى منافذ البيع المختلفة ومن مصادر متعددة كالسعودية والأردن ومصر ولبنان وتركيا والهند وباكستان والفلبين وجنوب إفريقيا وغيرها.
وفيما يختص بمحلات التسوق الكبرى، فقد أكد مسئولو تلك المحلات على وجود وفرة في كميات السلع الغذائية في المخازن تكفي لفترات تزيد على الثلاثة أشهر، وبأسعار مستقرة، إضافة إلى قيام العديد من المحلات بإجراء حملات ترويجية متعددة ومتنوعة على مدار الشهر الفضيل تتناسب مع احتياجات المستهلكين وبأسعار تنافسية.
أكثر من 4 آلاف رأس من الأغنام
وعلى صعيد الشركات المعنية بالدعم الحكومي، فقد أوضحت شركة البحرين للمواشي أنه من المتوقع أن يبلغ متوسط الاستهلاك اليومي في الشهر الفضيل 4600 رأس من الأغنام في حين يبلغ متوسط الاستهلاك اليومي المتوقع من لحوم الأبقار حوالي 140 رأساً يومياً، كما أن المخزون من الأغنام الحية في الحظائر يبلغ حوالي 20 ألف رأس من الأغنام الحية، ويشمل جدول الشحنات وصول باخرة محملة بـ30 ألف رأس من الأغنام الأسترالية الحية والمتوقع وصولها بتاريخ 10 يونيو 2015 تليها شحنة أخرى قوامها 30 ألف رأس بتاريخ 2 يوليو/ تموز وشحنة أخرى قبيل عيد الفطر قوامها 30 ألف رأس من الأغنام الحية.
الدجاج متوفر لشهرين
وبالنسبة لشركة دلمون للدواجن، فقد بينت من خلال ممثلها المدير العام للشركة بأن الطاقة الإنتاجية القصوى للمسلخ تصل إلى 28 ألف طير يومياً في الوقت الذي تغطي فيه أنواع البدائل الأخرى المبردة والمجمدة المستوردة من مصادر متعددة كالسعودية وتركيا وفرنسا والبرازيل باقي حصة الأسواق واحتياجاتها الفعلية من الدواجن، ويبين المخزون الغذائي الذي ترصده وزارة الصناعة والتجارة وجود أكثر من 1800 طن من الدجاج المجمد والمبرد والذي يكفي حاجة الأسواق لمدة شهرين على الأقل.
وعن استعدادات شركة البحرين لمطاحن الدقيق، فقد تم تزويد منافذ البيع المختلفة باحتياجاتها من المنتجات التي يقبل عليها المستهلكون في شهر رمضان بشكل لافت كطحين الكباب وحب الهريس وخبز الرقاق وغيرها من المنتجات الخاصة بسلة رمضان، إلى جانب التزويد اليومي لأكثر من 685 مخبزاً شعبياً وأكثر من 74 مخبزاً أوتوماتيكياً باحتياجاتها من الطحين المدعوم.
راتب شهر/ مايو
ولكن، كيف استعد المواطنون والمقيمون للشهر الفضيل؟ معظم المستهلكين خصصوا جزءًا من راتب شهر مايو/ أيار لتغطية كلفة المؤمن الرمضانية، فالبعض كما فعل المواطن يوسف خليل إسماعيل (موظف)، يشتري جزءًا من المؤمن تكفي لمنتصف الشهر، وفي راتب شهر يونيو سيقتطع متطلبات النصف الثاني وتوفير ميزانية الأسرة لعيد الفطر المبارك من ملابس واحتياجات.
ويعارض إسماعيل توفير كميات أكثر من الحاجة من المواد الغذائية باعتبارها من العادات الاستهلاكية السيئة التي يعاني منها الكثير من الناس، فهم بذلك يصرفون مبالغ كبيرة دون اهتمام بالاحتياجات الرئيسية قدر الحاجة، فلا يمكن بالنسبة له أن يبذر لا في الشهر الفضيل ولا في غيره من أشهر السنة، ويعتقد أن العروض التنافسية المطروحة أمام المواطنين والمقيمين، تتيح للجميع فرصة الشراء من الأفضل.
تعاون أفراد الأسرة
أما علي خليفة مبارك (سائق سيارة أجرة)، فهو يخطط مع أولاده لتخصيص جزء من رواتبهم لشراء مستلزمات شهر الصوم، وهم جميعاً كما يقول، مقتنعون بشراء الضروريات التي تكفي العائلة فشهر رمضان هو شهر عظيم ينظم حياة الإنسان المسلم ويهذب كل سلوك غير صحيح، لذلك يقوم بشراء الاحتياجات الضرورية على فترات متقطعة طوال الشهر الفضيل، بدلًا من حصرها في وقت واحد، لكي تتاح الفرصة للمشتري المقارنة بين مختلف السلع واختيار الأنسب له من ناحية السعر والجودة.
وتوافقه في الرأي أماني البلتاجي (مقيمة مصرية الجنسية) بالقول أن على المستهلك أن يوفر قدر المستطاع للحيلولة دون تشجيع بعض التجار على رفع الأسعار، وهي ترى أن الكثير من السلع الغذائية ارتفعت ولو بشكل بسيط قبل فترة وجيزة من حلول شهر رمضان المبارك، إلا أنها تشير إلى إمكانية الاستفادة من عروض المراكز التجارية الكبرى التي يقدم الكثير منها سلال رمضانية بأسعار جداً معقولة.
أسواق المنطقة الشرقية
واعتاد المواطن كامل جواد (موظف) على الشراء من أسواق المنطقة الشرقية، ليس لشهر رمضان المبارك فحسب، بل إنه يخصص يوماً في الشهر بعد استلام الراتب لشراء مؤونة المنزل الغذائية طيلة العام من أسواق الدمام والخبر، ويوضح أن الأسعار هناك أفضل بكثير من أسواق البحرين، فلربما صرفت مبلغ 200 دينار لاحتياجات شهر رمضان وتستطيع أن توفر ذات الاحتياجات من الأسواق هناك بفارق يتراوح بين 80 إلى 100 دينار وهذا مبلغ كبير نسبياً كفرق في الأسعار.
بالمقابل، فإن بدر أحمد السريج، وهو من مدينة الدمام، فإنه يشتري الكثير من المؤن من أسواق البحرين، فهو وعائلته يحبون زيارة سوق جدحفص الشعبي وسوق المحرق وكذلك زيارة المجمعات التجارية الشهيرة الكبرى، وهي فرصة كذلك لزيارة الأهل والتنزه وشراء ما نحتاجه، ويرى السريج أن سوق المنامة والسوق الشعبي في مدينة عيسى توفر الكثير من السلع الرمضانية التي لا يمكن الحصول عليها في أسواق المنطقة الشرقية، كالبهارات والحلوى البحرينية بل وكذلك التطيب بالعطورات والبخور التي نجد الكثير من المتميز منها في سوق البحرين.
تجار المواد الغذائية
في الكثير من الأسواق، تبدو المحال التجارية العاملة في قطاع الأغذية وقد استعدت جيداً بتوفير كميات كبيرة من المواد الرمضانية، وبجولة في سوق جدحفص المركزي يمكن ملاحظة واجهة السوق الجنوبية وقد أصبحت عامرة بالسلع الرمضانية، وتم عرض مختلف المواد الغذائية التي يكثر الطلب عليها من قبل المستهلكين ومنها زيوت الطعام والسمن والطحين والأرز والبقوليات والمكرونة والشعيرية والسكر والمكسرات والبن (القهوة) والبهارات بمختلف أنواعها والمكسرات وحب الهريس والتمور والحلوى والجيلي والساجو والكاستر وماء الورد، كما يكثر الطلب على العصائر بأنواعها.
مراقبة الأسواق بشكل دوري
وفيما يتعلق بمراقبة الأسعار، فإن أنشطة إدارة حماية المستهلك بوزارة الصناعة والتجارة توظف فرق عمل لتفقد الأسعار في الأسواق ورصدها لضمان عدم التلاعب ورفع الأسعار من جهة، والتأكد من توافر المنتجات والسلع تفادياً لوقوع أية أزمات نقص، وكالعادة، يضع قسم التثقيف والإرشاد الاستهلاكي، خطة توعوية متكاملة لتوعية المستهلك من النواحي الاستهلاكية والصحية والبيئية، إذ يتم التجهيز لنشر عدد من الإعلانات التوعوية في مختلف شوارع البحرين، متضمنة نصائح مختلفة لاستقبال الشهر الكريم، ومنها الاستعداد لاستقبال شهر رمضان مبكراً لتفادي التعرض لأي ضغط مادي أو معنوي، وعدم الاضطرار للجوء لشراء مستلزمات الشهر من أماكن محدودة وبأسعار قد لا تناسبهم لقلة فرص الاختيار وضيق الوقت، وتوفير الوقت للبحث عن البدائل الجيدة.
العدد 4672 - الإثنين 22 يونيو 2015م الموافق 05 رمضان 1436هـ