قبل عشر سنوات، ومع انتشار الرسائل النصية آنذاك قبل تطور الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، يتذكر الكثيرون كيف كانت التهاني تنتقل بين الناس من خلال عبارات كانت آنذاك تعكس مهارة وفن مصممها، وتبلغ المهارة قمتها حين ينجح المصمم في استخدام لوحة الحروف والرموز في رسم تهنئة بالنقاط والأحرف وعلامات الترقيم، أما اليوم، ومع تصدر برنامج (الواتس أب) وسائر برامج التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد، فإنه إضافة إلى النصوص (برودكاست)، تطورت أساليب تصميم البطاقات والمقاطع المصورة والمتلفزة التي تستخدم فيها أحدث برامج التصميم التي أصبحت متوافرة للاستخدام حتى على الهواتف النقالة.
نتذكر طبعاً نماذج من تلك الرسائل التي لاتزال عالقة في الأذهان بل ويستخدمها البعض حتى اليوم: «يا صاحب السعادة... وعمري انت وزيادة... اقترب شهر العبادة... عساكم من عواده»، وهذه العبارة أيضًا: «أرسل حنين وشوق لأهل الذوق وأسياده... أهنيهم بقرب رمضان... عساهم من عواده»، ثم «بنسيم المغفرة وعطر الرحمة... وقبل الزحمة، أقول مبارك عليكم الشهر»، وربما بالغ البعض في الكوميديا... «اقترب رمضان... عقبه العيد... في مسابقة لأجمل خروف... حبيت أخبرك يمكن تحب تشارك».
الشيء الذي لم يتغير بين المرحلتين، مرحلة النقال القديم والحديث الفائق التطور، هو أن الكثير من الناس يعبرون عن التهاني بصياغة نصوص فيها طلب تبرئة الذمة والسماح، فيما البعض الآخر يستخدم الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة والمقولات المأثورة عن شهر رمضان المبارك، فيما يتناقل البعض مقاطع الفيديو للمحاضرات والقصائد والأناشيد الرمضانية التي تتنوع بين التهنئة والشوق للشهر الفضيل وحث النفس والآخرين على استغلال أيام وليالي شهر الصوم في طلب المغفرة والهداية والصواب.
العدد 4672 - الإثنين 22 يونيو 2015م الموافق 05 رمضان 1436هـ