أبرز صورة للقلوب المفتوحة قبل الأبواب... ولعلامات الألفة والمحبة والتواصل في الشهر الكريم بين أهل البحرين هي المجالس الرمضانية التي يتسابق إليها طيلة الشهر الأهل والأصدقاء والمعارف من المواطنين والمقيمين من كل المدن والقرى والمناطق، ففيها نيل الثواب العظيم، وفيها الاستبشار بخيرها العظيم في شهر عظيم.
ويستعد أهل البحرين بتهيئة مجالسهم، من مختلف الطبقات الاجتماعية، وكما هو معلوم، فإن المطبوعات ووسائل التواصل وكذلك الصحف تحوي قائمة المجالس البحرينية في المدن والقرى والمناطق بحسب اليوم، والعوائل البحرينية الكبيرة لها أيام مجالسها التي تحرص على دعوة المواطنين والمقيمين إليها، ولهذا، وتيُّمناً بالشهر الفضيل، يبادر البعض لتوسعة مجلسه أو إضافة مرافق لاستقبال ضيوفه، فيما انتشرت في السنوات الماضية إنشاء السرادق الإضافية في بعض المنازل والفلل أو خارجها لتتسع لأكبر عدد من الضيوف.
أما في القرى البحرينية والمناطق بما فيها السكنية الجديدة، فإن فيها مجالس قراءة القرآن ومحاضرات الوعظ والإرشاد والملتقيات والندوات، ويتسابق الناس للاتفاق مع مقرئي القرآن المتميزين، بل البعض منهم يستضيف قراء وخطباء من خارج البحرين لإحياء الليالي العبادية طيلة الشهر الفضيل.
وتستقطب المجالس في مملكة البحرين خلال شهر رمضان الكريم شرائح عديدة من أبناء الوطن والمقيمين حيث تكتظ هذه المجالس بهم وعلى اختلاف طبقاتهم ومشاربهم، وهذه المجالس التي سنّ عادتها الأجداد مازالت تحظى باهتمام كبير من الآباء والأبناء لأنها تجمع بين قلوب أبناء الوطن وتعزز اللحمة الوطنية.
وتعتبر المجالس حضارة بحرينية اجتماعية قائمة منذ القدم، ووسيلة من وسائل الحوار المفتوح المباشر بين مختلف أفراد المجتمع، فينعكس هذا الحوار على الأداء العام للمجتمع، وبالتالي يصبح هناك رضا عن أداء النفس حيث تخلق هذه المجالس حالة نفسية رائعة لأنها تعتبر مخرجاً من مخارج التخلص من المشاكل والهموم اليومية، فترى مرتادوها يفرجون وينفسّون عن همومهم في هذه المجالس، وهي تعتبر أيضاً إثراء للحياة الاجتماعية في البحرين على جميع المستويات كالسياسية والاقتصادية والأدبية والاجتماعية وهكذا تتواصل الأجيال مع بعضها البعض.
ويحرص أهل البحرين على فعل الخير وتقديم الدعم والمساندة للمحتاجين، وتتاح الفرصة للالتقاء بفئات عديدة من الناس ككبار السن وأصحاب الخبرات والمختصين في مختلف المجالات، فيثرون الحضور بالمعلومات وأهم الأحداث ويعقبون على أهم الملاحظات والاحتياجات، علاوةً على أنها (ملتقى) للمّ الشمل وتقوية الروابط واللحمة الوطنية.
في المجالس يتم الالتقاء بالأصحاب والأهل والجيران في مكان واحد لتبادل الأحاديث وأهم الأخبار والفعاليات سواء كانت المحلية أو العالمية، كما أنها فرصة لا تعوض عندما تفتح المجالس في شهر رمضان المبارك الذي يحضن الجميع تحت سقف واحد فيتم خلالها القيام بأعمال الخير ومزاولة وتداول الأحاديث والمواضيع، فقد توارث البحرينيون من الآباء والأجداد أهمية التواصل والتلاحم والتعاون، فلقاءات مجالس الشهر الفضيل من أهم وسائل التواصل وتقوية الروابط فيما بين مختلف فئات المجتمع للتواصل وتبادل الآراء والأفكار التي تصب في المصلحة الوطنية ما يسهم في زيادة التماسك الاجتماعي وكل ما فيه خير.
العدد 4672 - الإثنين 22 يونيو 2015م الموافق 05 رمضان 1436هـ