رد مصدر رسمي على المطالبات الداعية لتنفيذ حملة تفتيش على الجمعيات الأهلية، بعد كشف وزارة التنمية الاجتماعية عن عدم فاعلية النصف منها، بالتأكيد أن الوزارة ليست في وارد القيام بحملة من هذا النوع، وأن الإجراءات العلاجية والوقائية التي يتم تنفيذها كافية لمواجهة ذلك.
وبيّن المصدر في تصريح إلى «الوسط»، أن لدى الوزارة إجراءاتها الخاصة بمواجهة عبء عدم فاعلية نحو 300 جمعية أهلية، وذلك عبر تعيين مجلس إدارة جديد للجمعية غير الفاعلة، وهو الأمر الذي يشكل مخرجاً قانونياً للجمعيات التي لم أخفقت في الدعوة لاجتماع لجمعيتها العمومية خلال عامين.
وفيما يتعلق بالجانب الوقائي، أوضح المصدر «تقوم الوزارة بالاجتماع مع مجلس إدارة الجمعية، وحثها على الدعوة لاجتماع مع جمعيتها العمومية، والحيلولة دون تعرضها للإشكالية القانونية.
وبحسب التوضيحات الرسمية، فإن وزارة التنمية الاجتماعية تعاقدت منذ العام 2012، مع مكتب محاماة، وهي تعمل عبر ذلك على رصد حراك مئات الجمعيات الأهلية، وهذا بدوره يهيئ لها التدخل لتصحيح الأوضاع الداخلية للجمعيات غير الفاعلة، عبر تعيين مجلس إدارة جديد ودفعه لضبط العضوية، وسط تأكيدات تتحدث عن نجاح الوزارة في تصحيح أوضاع الكثير من الجمعيات.
وأنجزت وزارة التنمية الاجتماعية في العام 2008، دراسة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، «الأمر الذي مكنها من قياس مدى فاعلية الجمعيات الأهلية»، كما يقول المصدر.
وانتهت الدراسة إلى اعتماد جملة معايير لقياس ذلك، من بينها قدرة الجمعية على تفعيل أعضائها، في ظل واقع يتحدث عن ضعف في مجالس الإدارات لينعكس ذلك على الفشل في تداول السلطة وتشكيل اللجان، وهذا بدوره يحول دون قدرة الجمعية على استقطاب التبرعات والموارد.
ووفقاً للمعلومات، لا تبدو الوزارة في وارد اللجوء لورقة إغلاق الجزء غير الفاعل من الجمعيات، أو تجميد منح التراخيص الجديدة، حتى بعد تخطي مجموعها حاجز الـ 600 جمعية، وهو الرقم الذي يقترب بالبحرين من درجة التشبع قياساً بجغرافيتها وعدد سكانها الذي يتجاوز المليون نسمة.
ومع استعراض أسماء الجمعيات الأهلية المثبتة على الموقع الإلكتروني للوزارة، بدا لافتاً «الأسماء الجديدة» للجمعيات على رغم ترخيصها العائد للعام 2003، كما بدا ملفتاً الكم الكبير للجمعيات التي تتوزع على 32 نوعاً، تتصدرها الجمعيات الخيرية والتي يربو عددها على 100 جمعية ومؤسسة.
وقالت عضو مجلس إدارة جمعية نساء من أجل القدس هائلة الوعري: إن الجمعية تختص بجمع التبرعات وتوجيهها للمحتاجين والأيتام في فلسطين، مشيرة إلى أن الجمعية تقيم بشكل دوري فعاليات تشتمل على سوق خيري ونشاطات أخرى، كما تقوم بجلب منتجات من فلسطين والعمل على بيعها وتخصيص الريع لصالح الفقراء الفلسطينيين.
وخلافاً للانتقادات التي توجهها بعض الجمعيات للوزارة، تحديداً فيما خص التضييق على جمع التبرعات وممارسة النشاط العام، ترى الوعري أن التعقيدات غير موجودة البتة، ونوهت بدعم الوزارة لعمل الجمعيات في البحرين.
العدد 4671 - الأحد 21 يونيو 2015م الموافق 04 رمضان 1436هـ