الإرهاب لا دين له. تلك معزوفة صورها شباب سعوديون عبروا عن تضامنهم ضد قوى الإرهاب التي وجدت في مسجد الإمام علي (ع) بالقديح هدفاً لأعمالها الإجرامية.

في «فيلم الجمعة» نطقت الأحداث التصويرية الصامتة أكثر تعبيراً من أيِ كلامٍ قد يخالج الشعور في ذروة وضعٍ ينتظر «زيتاً» أو «شبه زيت» لينفجر إلى المدى اللا محدود.

سعد عادل الحبيل وهو يرسم سيناريو الفيلم الصامت الذي يبلغ نحو 7 دقائق، قدم خلاصة موقف التكاتف الذي ينبغي أن يكون بين المسلمين عامةً ضد قوى الإرهاب، وعدم تمكين هذا الشرر من التطاير بين صفوف الاخوة في الدين والوطن والإنسانية.

في صورٍ بسيطة، حمل الحبيل معاني عميقة للمشاهدين، واختصر على نفسه آلاف الكلمات، وذلك عندما صور مشهد هرع شباب الحي إلى المسجد الذي طاله التفجير. في ذروة الحزن والدماء وبكاء رجل الدين على ولده المسجى، يمد أحدهم والذي تبدو من سيمائه وحلة ملبسه أنه من طائفةٍ أخرى، يده مستنهضاً رجل الدين شاداً من أزره، في رسالةٍ واضحة أن الإرهاب لن يحل محل الأخوة الإسلامية، وأن استباحة أنفس ومقدسات الآخرين لا يمكن أن تكون سلوكاً عاماً لأي طائفة مسلمة، بل التكاتف والتآزف وشد الهمم مقابل هذا الفكر النتن.

الحبيل الذي طعّم قصته بلقطات حية من «تفجير القديح» ومراسم تشييع الشهداء، لم ينهِ الفيلم قبل أن يقدم الوصفة الضرورية للتخلص من داء التكفير والإرهاب إلى الأبد. فبعد أن حملَ شباب الحي الطفل الضحية، وأنزلوه لصلاة الميت اصطف الجميع في صلاة واحدة يؤمها طيف ويأتم بها طيف آخر، في إشارة إلى ضرورة الاعتراف بالآخر وشرعية عباداته ومعاملاته، والتصريح بأن الدين سمح واسع، وأوسع أبوابه التآخي فيه.

أدى الأدواء التمثيلية في الفيلم : عبدالعزيز الدوسري، إبراهيم العضب، سعد الحبيل، سالم الدوسري، محمد حافظ، سعدوش، ناصر القحطاني، نواف البوحميدة، محمد البوحميدة، عبدالله الحبيل، فيما أدار التصوير أمير خان، وأخرج الفيلم سعد عبدالعزيز.

وفيما يلي وصلة الفيلم:

http://youtu.be/8fZCQEna0h0