وصف الأمين العام السابق لجمعية العمل الديمقراطي (وعد) إبراهيم شريف مهمته بعد الإفراج عنه وباقي السياسيين المعارضين بأنها «مهمةٌ كبيرة»، مشيراً إلى إمكان الاتفاق وتحقيق قدر كبير من التقارب مع أغلب قوى المعارضة على «وثيقة المنامة» السياسية؛ وقال: «علينا أن نعمل عملاً دائباً من أجل الوصول إلى حل سياسي مع السلطة».

ونفى شريف في تصريحاتٍ له لوسائل إعلام تخلي جمعية «وعد» عنه، مؤكداً قناعته بتداول السلطة سواء كان داخل السجن أو خارجه، موضحاً أنه مدين لجميع الناس الذين وقفوا معه خلال السنوات الأربع التي قضاها في سجنه.

وشبّه إبراهيم شريف السجن بالمدرسة، قائلاً في هذا الصدد: «السجن مدرسة، من الممكن أن يخرج الإنسان منها متعلماً لشيءٍ ما إضافي، وأنا اكتسبت أموراً كثيرة في السجن».

ووصف شريف مهمته بعد الإفراج عنه بأنها «مهمة كبيرة، كما هي مهمة الإخوان في المعارضة، فلدينا وثيقة المنامة هي الوثيقة الأساسية التي اتفقت عليها أغلب قوى المعارضة»، معتقداً أنّ «في هذه الوثيقة ما يكفي، بحيث نجمع حتى القوى الأخرى من قوى المعارضة، إذ من الممكن تحقيق تقارب فيها بقدرٍ كبير».

وقال شريف المفرج عنه قبل أيام: «لا تستطيع أية حركة سياسية أن تنتصر أخلاقيّاً إذا نزلت عن مستواها الأخلاقي، فيجب أن تبقى على مستواك الأخلاقي الرفيع والسامي، لا النزول إلى أساليب القذف أو الشتم ولا النزول إلى أسلوب العنف».

وأوضح أن «لدينا مهمة كبيرة، فعندنا حوالي 2500 إلى 3 آلاف موقوف في السجون».

ونفى شريف تخلي جمعية «وعد» عنه، بعد الدعوى التي رفعتها وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف بشأن منصب الأمين العام للجمعية؛ وقال في هذا السياق: «لا لم يتخلّ عني الإخوان، أنا في العام 2010 ترشحت للجنة المركزية ولم أترشح لمنصب الأمين العام. وأنا من الناس الذين طرحوا منذ فترة طويلة أنّ موضوع تداول السلطة لا نستطيع أن نطرحه على السلطة فيما لا نمارسه نحن في حياتنا، وعليه اضُطررت مع إلحاح الإخوان أن أتم لمدة سنتين أخريين؛ وفي العام 2014 ألحوا عليّ من جديد وأخبرتهم أني انتهيت من هذا الموضوع، وأن المبدأ الذي نتبعه سنسير عليه سواء كنت في السجن أو خارجه، فالحزب إذا لم يكن ولّاداً فليغلق بابه، وإذا لم يكن لديه ثلاثة أو أربعة أمناء عامين بعد الأمين العام من الممكن خلال السنوات المقبلة أن يكونوا أمناء عامين، فالأفضل أن يغلق الحزب بابه ويجلس القائمون عليه في منازلهم أفضل لهم، أو أن ينضموا إلى أحزاب أخرى».

ولم ينسَ إبراهيم شريف أن يُعبّر عن امتنانه لعامة الناس الذين وقفوا معه، قائلاً: «أنا جندي في جمعية وعد، وما يطلبونه مني سأقوم به، لكن عندي مهمة أمام التي وقفت معي، فليست جمعيتي أو أهلي فقط من وقف معي. الناس التي وقفت معي خلال السنوات الأربع الماضية (...) فالناس همتهم عالية وإباؤهم مازال، ونحن مدينون لهم، فكما أني مدين لإخواني في «وعد» وأنا جندي فيهم، لكن أنا أيضاً جندي لهذا الشعب، لا يهدأ لي بال قبل أن أجد آخر شخص من الإخوان الموجودين في السجن خارجه، وأرى آخر شخصٍ من آباء ذوي الضحايا انتصف لابنه، وآخر مواطنٍ محرومٍ من حقوقه لأسبابٍ طائفيةٍ أو اقتصادية حصل على حقوقه».

واختتم شريف تصريحه لوسائل الإعلام مؤكداً أهمية التوصل إلى حلٍّ سياسيٍّ مع السلطة، قائلاً: «الأمل موجود، الأمل في الناس وفي الساسة، فهناك إرادة الناس والسياسيين التي لم تنكسر، وأنا لا يهمني ظواهر الأمور. فما نراه رماداً وإذا السلطة لا تجد حلاًّ سياسيّاً سيتحول هذا الرماد إلى حريق هائل، فعلينا أن نعمل عملاً دائباً من أجل أن نصل إلى حل سياسي مع السلطة، ونعمل عملاً دؤوباً وسط شبابنا في ألا يفقدوا الأمل ولا يلجأوا إلى اليأس؛ لأن سلاح العنف هو سلاح اليائسين، لدينا عمل طويل، وإن شاء الله نحقق انتصاراً للوطن بكامله».