تأتي سيرة «المربي» أحمد العمران دائماً وأبداً وفي أكثر من مناسبة ومحفل، إلا أن عطر الليالي الرمضانية المباركة له رونق خاص في استذكار هذه الشخصية البحرينية التي وضعت بصماتها الكبيرة في قطاع التربية والتعليم.

في مجلس العائلة بمنطقة العدلية، يتصدر كتاب «مربي الأجيال... الأستاذ أحمد العمران 1909 - 2007»، وبالطبع، يعتز أبناء العائلة والضيوف معاً وهم يتبادلون التهاني بالشهر الفضيل، بهذه الذكرى الطيبة لرجل أعطى للوطن وللمواطنين الشيء الكثير، فقد كان المرحوم (أحمد بن علي موسى العمران) أول وزير للتربية والتعليم في عهد الاستقلال العام 1971، كما كان مستشاراً للمغفور له سمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، وارتبط اسمه بالتعليم قرابة نصف قرن من الزمان على مدى القرن العشرين، منذ أن كان مدرساً مسائياً في مدرسة الهداية الخليفية سنة 1923 إلى أن تولى العديد من المناصب الإدارية لدائرة المعارف في البحرين لفترة ثلاثة عقود على وجه التقريب، ولا يمكن أن يتوقف مؤرخ أو راصد للحياة التعليمية في البحرين من دون أن يسجل للتاريخ ما قام به أحمد العمران من جهد مخلص في سبيل نشر العلم والمعرفة لأجيال وأجيال وما قدمه من عطاء في خدمة وطنه.

وبالتأكيد، فإن المربي الكبير، كان يعرف بالعديد من الألقاب ومنها مربي الأجيال، رائد الحركة التعليمية في البحرين ومؤسسة قاعدة التعليم ومؤسسة التعليم النظامي الحديث، وقد قيل إن العمران شخصية كأن الزمن البحريني كان ينتظرها، فجاء ليرسم لها طريق الريادة في التعليم، وإنه كان على موعد مع التعليم، لم يتقدم عنه ولم يتأخر، وكان حاضراً بطول ثلاثة أرباع قرن فاعلاً ومؤثراً ومتأثراً، وساهم في التعليم منذ البداية حتى اليوبيل الذهبي، فهو ركن أساسي من أركان النهضة في البحرين في الفترة من الثلاثينيات إلى السبعينيات وأحد كبار التربويين في منطقة الخليج آنذاك.

وبلاشك، فإن رواد المجلس الرمضاني لعائلة «العمران» يتبادلون الأحاديث الاجتماعية المعتادة وهم يستقبلون ضيوفهم في الأسبوع الأول من الشهر الفضيل، وتنوعت الأحاديث بين بهجة المجالس الرمضانية وبين الزيارات وبين الحداق كهواية يفضلها أهل البحرين.