نعود في هذه الزاوية الرمضانية السنوية التي نجري فيها لقاءات خاصة مع عدد من الرياضيين المميزين الذين قدموا للرياضة الكثير في الموسم الماضي.
هذه الزاوية التي نرغب من خلالها في الدخول في تفاصيل عميقة تتعلق بمشوار الرياضي وكذلك بإنجازاته وغيرها من الأمور الدقيقة من خلال لقاء شامل.
ولأننا نعيش في أجواء الشهر الفضيل، فلا بد من التطرق أيضا إلى أجواء شهر رمضان المبارك والفعاليات الاجتماعية والرياضية في هذا الشهر.
ضيفنا في زاوية اليوم هو المدرب الوطني الشاب في كرة السلة فاضل ميلاد، الذي برز بداية في صفوف الأهلي، قبل أن ينتقل إلى المنامة، محققا إنجازات كثيرة في صفوف الناديين، كما عمل مع الكثير من المنتخبات الوطنية للفئات العمرية ودرب المنتخب الوطني للسيدات.
على رغم قصر فترة عمله إلا أن إنجازاته تتحدث عنه في كرة السلة البحرينية، ولذلك حرصنا على الالتقاء به للتعرف على برامجه للموسم الجديد.
التجديد مع المنامة
وأكد ميلاد في بداية اللقاء أنه سيجدد مع سلة المنامة للموسم الرابع على التوالي، وذلك كمدرب لفريق الأشبال بعد النجاح الذي حققه مع النادي خلال السنوات الثلاث الماضية، وكذلك ارتياحه الكبير للعمل في صفوف المنامة الأكثر اهتماما بلعبة كرة السلة البحرينية.
ميلاد بين أنه لم يفكر في الخروج من المنامة، ولذلك اتفق على التجديد قبل نهاية الموسم.
وقال: «الإمكانات المتوافرة كبيرة في نادي المنامة وأنا مرتاح للعمل مع الإدارة المحترفة واللاعبين وكذلك الجماهير التي تحرص على المتابعة والدعم حتى في التدريبات».
سياسة سلة المنامة
وتطرق ميلاد إلى السياسة المتبعة في الفئات العمرية في نادي المنامة، مبينا أن رئيس الجهاز الكابتن نوح نجف يحرص على تحديد الأولويات والتي تتمثل في تطوير اللاعبين الصغار فرديا ومهاريا قبل السعي لتحقيق أي بطولة.
وقال: «نحن كمدربين لسنا مطالبين بالبطولة بقدر ما نحن مطالبون بإنتاج اللاعب الشامل والمتكامل».
وأضاف «مع احترامي لبقية الأندية، هناك الكثير من اللاعبين يصلون للفريق الأول ولا يستطيعون الدخول من الجهة اليسرى».
وتابع «لكن لا يوجد شيء يمنع أن ننتج لاعبين مميزين وفي الوقت نفسه نحقق البطولات، ونحن نجحنا في إيصال لاعبين من فئة الأشبال وهما علي نبيل وحسين ستيف إلى الفريق الأول، كما أنني خلال 3 سنوات من عملي مع نادي المنامة حققنا بطولة الدوري 3 مرات».
وأوضح ميلاد أنهم عملوا في الفترة الأخيرة على زيارة المدارس واختيار اللاعبين طوال القامة إذ «قمنا بإعداد القوائم وسيكون لهم برنامج خاص عن طريق الكابتن نوح نجف الذي سيزودنا ببرنامج العمل».
وأضاف «نحن نهدف إلى إيجاد لاعبين طوال ومهاريين وإنتاج أكبر قدر من اللاعبين، وأعتقد أن الأطوال متواجدة في كرة السلة البحرينية إذا ما تم البحث عنها».
مقترحات لاتحاد السلة
وأشار ميلاد إلى عدد من المقترحات للاتحاد البحريني لكرة السلة، الأولى منها متعلقة بنادي المنامة، إذ طالب بالسماح للمنامة في فئتي الأشبال والناشئين المشاركة بفريقين (أ) و(ب)؛ وذلك لوفرة اللاعبين المميزين وقدرة النادي على اللعب بفريقين أو حتى 3 فرق في كل فئة.
وأضاف «هذا الإجراء ليس في صالح المنامة فقط وإنما في صالح المنتخبات الوطنية؛ لأن الفريق (ب) يكون مكونا من اللاعبين الأصغر سنا بقليل، والذين يتم اختيارهم للمنتخبات الوطنية، وعدم احتكاكهم لفترة طويلة يؤثر على مستوياتهم في المنتخبات».
كما طالب ميلاد اتحاد السلة بتغيير نظام المسابقات لفئة الأشبال؛ لأن النظام الحالي لا يخدم اللاعب أو المنتخب، وقال: «اللاعب يلعب بنظام في فئة الأشبال وبنظام آخر في فئة الناشئين، ومعظم الأندية يشركون لاعبي الأشبال في فئة الناشئين وهذا يؤثر على اللاعبين وعلى المنتخبات».
وأضاف «أقترح أن يكون نظام دوري الأشبال مثل الناشئين مفتوحا باستثناء دفاع المنطقة الذي يمنع استخدامه».
المنامة إضافة لي
وأعرب ميلاد عن افتخاره بالعمل في نادي المنامة ومع هذه الإدارة الاحترافية والتي تقدم كل الدعم اللازم للمدرب والفريق، وقال: «العمل مع نادي المنامة هو إضافة لي، ولست أنا من يضيف لنادي المنامة، فالاهتمام في النادي غير عادي بكرة السلة والتجهيزات متكاملة، وهناك إداريون لكل فريق، ولا أنسى هنا إداريي الفئات العمرية الياس شمس وحسين إسماعيل اللذين يقومان بمجهودات كبيرة».
وأضاف «إدارة المنامة برئاسة زهير كازروني تقدم كل الدعم اللازم والكابتن نوح نجف يشرف بشكل كامل على كل صغيرة وكبيرة في اللعبة، ويوفر لنا كل الاحتياجات ويضع البرامج التي نسير عليها في العمل».
وتابع «الطريقة الاحترافية التي يتم العمل بها في جهاز كرة السلة شكلت إضافة كبيرة لي في مسيرتي التدريبية».
وبين ميلاد أن نادي المنامة يمتلك أكثر من 100 لاعب في الميكرو باسكت يتدربون في كل يوم جمعة على فترتين، بحيث تكون نصف المجموعة في كل فترة؛ لكثرة عدد اللاعبين.
وقال: «تصور 100 لاعب أو أكثر في الميكرو باسكت ما يبين القاعدة الصلبة للنادي، كما أن الإدارة وجهاز السلة يحرصون على التواجد كل جمعة في المهرجان وكذلك أولياء أمور اللاعبين».
وأضاف «حتى الجمهور في نادي المنامة يتابعون بشكل كبير سواء المباريات أو حتى التدريبات، وكبار السن من الجماهير يتواجدون ويدعمون ويشجعون اللاعبين ما يحسسك أنك تعمل في أسرة مترابطة».
أسباب قلة المواهب
وتطرق ميلاد إلى أسباب قلة المواهب في كرة السلة البحرينية في السنوات الأخيرة وعدم صعود الكثير من اللاعبين المميزين للفريق الأول.
وقال: «المواهب تأثرت بطريقة لعب الفرق وحرصها على الفوز أكثر من حرصها على إظهار المواهب وتطويرها، ولذلك وجدنا هذا الفراغ في السنوات الأخيرة في ظهور لاعبين مميزين».
وأضاف «أعتقد أن دفاع المنطقة لا يخدم اللاعبين الصغار ويؤثر على تطورهم في الدفاع أو الهجوم، وعلى رغم أن قانون اتحاد السلة لا يسمح بدفاع المنطقة للبراعم والأشبال، إلا أن الأندية تحاول التحايل على القانون بغية تحقيق الفوز وهذا يؤثر على اللاعبين ويحد من تطورهم».
وتابع «بعض الأندية تعاني أيضا من مشكلة الصالة وعدم توافرها للفئات العمرية».
وأشار ميلاد إلى قرار اتحاد السلة بترفيع الحلق لفئة الميني باسكت، معتبرا أن هذا القرار خطوة كبيرة لتطوير اللاعبين، وهو ما يحسب لاتحاد السلة.
«2002» مفاجأة السلة البحرينية
وأفصح ميلاد عن أمنياته بأن تتاح له فرصة العمل في مع المنتخبات الوطنية مجددا، وخصوصا مع منتخب «مواليد 2001/2002» الذي سيعمل على تكوينه في المرحلة المقبلة، مبينا أن هذا المنتخب سيشكل المفاجأة السعيدة لكرة السلة البحرينية؛ لما يضمه من مواهب ولاعبين طوال القامة ليس في نادي معين وإنما في جميع الأندية.
وقال: «من خلال عملي لاحظت أن معظم الأندية تمتلك لاعبين مميزين من مواليد 2001/2002، ولذلك فإن تشكيل منتخب من هذه الفئة العمرية سيمثل نقلة لكرة السلة البحرينية من خلال المواهب التي سيضمها».
المشوار مع منتخب السيدات
وللكابتن فاضل ميلاد مشوار آخر مع السيدات في كرة السلة البحرينية، من خلال إشرافه على منتخب السيدات أو على فرق السيدات، إذ درب ميلاد منتخب السيدات في بطولة عمان الثانية لسيدات الخليج في الألعاب الجماعية، وحقق معه المركز الثالث.
وقال: «كنا الفريق الوحيد الذي لم يخض معسكرا خارجيا، وإعدادنا كان أسبوعين فقط، ومع ذلك حققنا الثالث وتلقينا الكثير من الإشادات».
وأضاف «دربت فريق المواهب لكرة السلة للسيدات في دوري الجامعات الموسم الماضي، وتمكنا من تحقيق البطولة للمرة الأولى في تاريخهم».
ذكريات مع شهر رمضان
وعن ذكرياته التي لا تنسى في شهر رمضان المبارك، أوضح ميلاد أن لديه ذكره رياضية جميلة في هذا الشهر عندما كان يلعب في فئة الناشئين في النادي الأهلي، ويتم اختياره للعب في فئة الشباب كلاعب احتياط، وكان حينها يلعب الأهلي نهائي دوري الشباب مع الحالة، الذي كان يضم في صفوفه أحمد مال الله وأيمن مال الله وياسر بونفور وعددا من عمالقة اللعبة، في حين كان يلعب في الأهلي خالد كانو وعبدالكريم العنزور وغيرهم.
وقال: «لم أتوقع المشاركة في هذا اللقاء، ولذلك أكلت كثيرا في وجبة الفطور، ولكن في آخر 4 دقائق تحصل عبدالكريم العنزور على 5 أخطاء شخصية، وفوجئت بمدرب الفريق عبدالرحيم، الذي كان يساعده الكابتن يوسف عبدالعزيز، يطلب مني الدخول للملعب».
وأضاف «المفاجأة أني تمكنت من تسجيل 6 نقاط، كان منها آخر نقطتين واللتين منحتانا الفوز بالبطولة وبدوري الشباب أمام فريق قوي ويضم نجوم اللعبة».
وتابع «بالفعل كانت ذكرى لا تنسى بالنسبة لي، وحدثت في شهر رمضان المبارك».
وعن وجباته المفضلة في هذا الشهر الفضيل، بيّن ميلاد أنه يفضل الأطباق الرئيسية التقليدية مثل الفريد والقيمات.
العدد 4669 - الجمعة 19 يونيو 2015م الموافق 02 رمضان 1436هـ