ها قد عدت إليكم كعادتي زائراً وحبيباً رحيماً ومضيفاً كريماً، مبعوثاً من أكبر الجبابرة والسلاطين لتصحيح كل إعوجاج في سلوكم، وتهذيب نفوسكم المريضة الأمارة بالسوء قبل فوت الفوت، حبيب إلى قلوبكم رحيم على أمعائكم ، مصف لأجسامكم من الذنوب والسيئات العالقة منقياً لأسماعكم عن اللغو والغيبة وأعينكم عن الحرام وألسنتكم عن الكذب وقول الزور أسماني البعض «الطبيب بدون عيادة «.
نعم الطبيب أنا ونعم المضيف أنا آتي لكم دون أن تراني الأعين؛ ولكن تحس وتسعد بقدوم هلالي الأبصارالتي في الصدور، وتتحسر عند فراقي القلوب النقية الطاهرة التي لم تتلوث بالفضائيات الغربية دون أن أحمل معي أية تهديد بالسلاح ولا بالحبس ولا بالقتل إلا «صوموا تصحوا» ولا عقاقير طبية ولا أدوية شعبية إلا كتاب الله الذي فيه «شفاء لما في الصدور» 57 يونس. ولا أشترط على الصائم أي كلفة مادية أو السفر للخارج ودون أن آخذ منكم أية رسوم بل كل ما أطلبه منكم هو الامتناع عن الأكل والشرب طوال النهار والإقلال من الأكلات الدسمة والابتعاد عن تناول المواد الدهنية قدر الإمكان طوال الليل.
فاصغوا إلى قرآني كل ليلة ودوبوا مع لياليه الجميلة الساحرة؛ لأنها ستمحوا عنكم السيئات وتمنحكم الحسنات، وتحرق السعرات الحرارية دون الانضمام مع أي نادي صحي، ولا أي عيادة تستطيع ذلك وبدون أقراص أو عقاقير كما تحرق النار الحطب أو كما تحرق الحسنات السيئات!
معي كتاب الله و مفاتيج أبواب الجنان التي تغلق أبواب النار وتمنع اللسان من أكل لحوم الناس بالغيبة والنمييمة، وأعينكم عن الفجور طوال الشهر فلا تدعون هذه الفرص أو العروض الأخروية الكثيرة تفوتكم ووسائلها كثيرة سواء بالصلوات الليلية خاصة في إحياء ليالي القدر»آواخر شهر رمضان» التي تذهب القسوة عن القلوب أو بدعاء السحر كل ليلة أو بتلاوة آيات القرآن الكريم، وتدبر معانيها التي تفتح أبواب الخير أو بالصدقات وكف الأذى والابتعاد عما يغضب الله وزيارة الأهل والأقارب التي تبعد الشرور.
انتبهو ولو قليلاً إلى آخرتكم واعملوا لها فوالله لا يحرم من عروض هذا الشهر وفرصه إلا أشقى الأشقياء الذي يأكل أموال الفقراء، ويحبس الصدقات عن اليتامى و ينهب حقوق المساكين ويسرق أملاك الصائم.»أنا شهر الله حذرت ربات البيوت اللاتي يكثرن ويسرفن من كثرة الأكلات والطبخات كل ليلة والتي مآلها الزبالة! وأنا أقرب العلاقات بين الجيران بتبادل أطباق الشهر كالهريس والحلويات وأقويها بين الأصدقاء جفاة القلوب وأصلحها بين الأزواج، ونبهت الأزواج ضعاف الشخصية خاصة أمام زوجاتهم الذين لا يرفضون طلباً ولو كثرت الطلبات ولا يملون من تكرار قوائم الشراء التي أملتها زوجاتهم عليهم وفاضت بها مخازن بيوتهم، وأنا أناديهم «كلوا واشربو ولا تسرفوا» فأنا من أفضل الشهور عند الله، وأيامي وساعتي هي أيضاً أفضلهما من بقية الليالي (ليلة القدر خير من ألف شهر) القدر. نومكم وتسبيحكم فيه عبادة ومعي نزل أيضاً أكبر الدساتير وأعظم من الدساتير الوضعية «إنا أنزلناه في ليلة القدر»...نعم معي دستور الله و كتابه وهو(الذكر الحكيم). الذي نزل على خاتم الأنبياء والرسل محمد (ص).
مهدي خليل
وضع النقطة خاتمة القصة. أراد الخروج فعاد الإلهام وازدحمت الأفكار فاكتظ المكان.
صبراً آل آدم
عانى يوم الأول من شهر أبريل أردأ أوقاته إلى أن قارب على الانتهاء. منذ قدومه لم يُروَ أو يُشاهد غير الصدق. أخذ يتسوّل كذبه ولو بيضاء ليلبس ثوبه المعتاد. تطوع أحدهم وخط هذه القصة إبراء للذمة بأثر رجعي.
ود صادق
سمعت، رفض الزبون البطيخة لأن لبّها أبيض. طعنة البائع بالسكين. مازالت حرب داعس والخبراء الحديثة قائمة.
لم يُنفَض الغبار!
هَجَّرت شركة البؤس الإنساني الطفل عبر البحر الهائج. عاد رجلاً زائراً للوطن العليل باحثاً عن طفله الداخلي. شاهد معالمه الحديثة؛ أَنْصاب الرئيس وشواهد الضرائح.
سردية كاشفة
ذات زمن موصوم بالخرس، عسكرت العصابة الوطن والولاء. ألبست الشعب الجوع والإعدام المبرمج ومهادنة الخراب. دارت الأيام، رُفِع البوط عن مساحة العتمة الماسخة للفرد.
تبكيت
ببراءة سأل والده. رد عليه: «يا بغل». قَبَّل رأس الأب وحمل بذرة أفكار قهر الحلقة الأضعف.
يوسف فضل
إنك تريد الفرار منها بعيدا وتود الخلاص منها للأبد وهذا عائقك ومشكلتك فما من طريق متاح وما من درب أمامك مفتوح حتى تلوذ بالفرار، إنها النعمة التي ارتأت أن ترتدي ثوب المحنة لتستقبلك عند ناصية الطريق قبل أن تبدأ الرحلة، فتذكر حقا من يختبئ في الداخل ولا يستغفلك الرداء، إنها هي تلك الآلام تقبّلها ولا تحاول الهرب منها، لأنها كالقمر الذي يضيء ظلام الليل حتى يكتمل فتنمو وتسمو.
إنما تولد المعاناة حينما ترغب أنت بالخلاص منها، عندما تفكر بالهرب بعيدا عنها، والسبب يكمن في أنك ما لم تجرؤ على النظر في عيونها مباشرة أبدا لن تواجهها وجها لوجه، هكذا يبدأ ذلك الشيء المؤلم بالاختباء منك حيث انك تغمض عينيك ولا تريد أن تراه، هكذا تبدأ بالدخول والجلوس بين دهاليز النفس المبهمة، هكذا تختبئ في أكثر زوايا كيانك غموضا حيث محال أن تتضح الرؤية فلا يمكن إيجادها بتاتا في آخر غرفة داخل ذلك الكيان، إنها في قلبك الذي هوالملجأ والملاذ.
إنه حقا من يقدر على الصبر برفقتها وهي تحاول غرس السكاكين في قلبه، لسوف يصحو ذات يوم ويلاقي أجنحة تشق طريقها متصاعدة من أعماق ذلك القلب، أجنحة مصدرها مجهول، والوجود هو ذلك المصدر المجهول، هي هديتك وهبة الوجود لك عندما قابلتها وجها لوجه فكشفت عن صدرك، إن كنت حزينا بحق هي هديتك وهبة الوجود لك ولو كنت محبطا فاقدا، ولو كنت تعيسا بائسا، ولو كنت تعيش في الجحيم على الأرض، سترتفع بك من الأرض عندها يكتمل القمر فتسمو.
علي العرادي
اللهم بلغنا شهر رمضان وإياكم بصحة وعافيه وبركة، شهر رمضان شهر الرحمات والغفران والعتق من النيران، فكيف لنا أن نستقبل شهراً أعطيت الأمة فيه من الخصال ما تعطى من شهر غيره. لا بد للمسلم أن يعلم أن الشيطان له بالمرصاد، سأقوم بتوجيه كلامي إلى فئات الشباب بالأخص في مجتمعي بأن هناك فرصة أمامهم لإصلاح أنفسهم والتقرب إلى الله بالصيام وأداء العبادات وترك العادات السيئة التي يمارسها البعض في شهر رمضان ومنها التجمع في «المقاهي والتدخين» إلى مطلع الفجر، كما أيضاً أناشد الأهالي والأسر بترك التسابق نحو الأسواق والتفرُّغ للعبادة، ومن جانب آخر، أحث الأم التي في كل بيت بترك عادة إعداد ما لذ وطاب والإسراف بالأطعمة ونسيان أن هناك فقراء يتمنّون الإفطار ولو بكسرة خبز.
شهد فاضل إسحاق - طالبة إعلام - جامعة البحرين
قصيدة كتبتها بمناسبة رفع أسعار اللحوم في البحرين:
اثر المواطن ينتظر حزة الصرف
والراتب الي كنه الطير منتوف
ويقول بكره يعتدل عندي الظرف
وهالزيادة حتى اسرابها يشوف
مير البلا يعجز على وصفه الحرف
والواقع الي يجعل الضيق منسوف
والمشكلة بعد اجتماعات تعرف
أن الغلاء زايد كما السيل مجروف
معذور يالي صابك الشيب والخرف
مدام اسمك بالحسابات محذوف
عبدالله عبدالخالق عرفة
العدد 4669 - الجمعة 19 يونيو 2015م الموافق 02 رمضان 1436هـ