للصيام فوائد نفسية عديدة، ومن أهم فوائده تنمية الشخصية. ونعني بها النضج وتحمل المسئولية والراحة النفسية، فالصيام يدرب النفس على الهدوء وكبح جموح النفس وتدريبها على ترك بعض العادات السيئة.

وبدراسة الأسباب العلمية لهذا الهدوء اكتشف الباحثون أنه عند الصيام يحدث نقص في سكر الدم، وهذا يسبب نوعاً من الهدوء والسكينة وهذه الأحاسيس تؤدي إلى نوع من القابلية للإيحاء ومن ثم يكون الإنسان في حالة من التواضع ولهذا فإنه ينصح ببدء التغيير في هذا الوقت من العام وبالطبع للحالات غير المرضية.

ويبقى السؤال الذي يطرح من قبل الكثيرين هل الصيام علاج للأمراض النفسية؟ للإجابة على هذا السؤال، يجب أن نتوقف على المقصود فعلاً من كلمة الأمراض النفسية والتي أصبحت منتشرة وتستخدم حتى في أحاديثنا العابرة والتي يجب أن نفرق بينها وبين الضغوط أو المشكلات النفسية.

فالأمراض النفسية هي مشكلات صحية جادة يتم تشخيصها من قبل طبيب نفسي متخصص وتشمل نطاقاً واسعاً من الأمراض مثل الاكتئاب واضطرابات المزاج والوساوس واضطرابات التوتر وغيرها. هذه الأمراض النفسية لا يكون الصيام وحده كافياً لعلاجها، حيث إنها في الغالب تتطلب (تقييماً نفسياً متخصصاً لتأكيد التشخيص، جلسات علاجية، علاجات دوائية في بعض الحالات خاصة الشديدة منها).

أما الضغوط النفسية فهي مشكلات نمر بها جميعاً خلال حياتنا، ويصاحبها شعور بالقلق والتوتر، هذه الضغوط لا تعد مرضاً نفسياً بالمعنى العلمي مادامت لا تؤثر على قدرة الإنسان الوظيفية والاجتماعية. هذه الضغوط النفسية تكون قابلة للتحسن بشكل كبير في رمضان.

وختاماً، فالصوم له فوائده المؤكدة من الناحية النفسية، وإن كان الصوم يتعارض مع بعض المرضى بحالات نفسية وعصبية، إلا أن الصيام لا يتعارض مع العديد من هذه الحالات، فالصيام له تأثيره المخفف لحدة المعاناة والآلام في كثير من الحالات النفسية.

فاطمة _ السيكولجست: كل عام وأنتم بخير.