تبقى روسيا منفتحة على المستثمرين الغربيين رغم العقوبات غير المسبوقة التي تستهدف اقتصادها وقد تستمر لفترة طويلة على الارجح بسبب الازمة في اوكرانيا حسب ما اكد اليوم الخميس (18 يونيو / حزيران 2015) مسئولون روس لدى افتتاح المنتدى الرئيسي لاوساط الاعمال الروسية.
وقال الرجل الثاني في الحكومة ايغور شوفالوف لدى افتتاح المنتدى الاقتصادي الدولي الذي ينظم في سان بطرسبورغ حتى السبت "لا نسعى الى التعامل مع الشرق نريد القيام بمبادلات تجارية مع الشرق والغرب على حد سواء".
ويفتتح المنتدى الذي تنظمه روسيا للمستثمرين الدوليين حيث يصل رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس الخميس ويلتقي الجمعة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في اجواء قاتمة بسبب الازمة الاوكرانية التي عزلت موسكو عن شركائها الغربيين بطريقة لم يسبق لها مثيل منذ الحرب الباردة.
وقبل عام تمت مقاطعة المنتدى بعد ضم موسكو شبه جزيرة القرم وبدء اسوأ مواجهة بين روسيا والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة في 1991. والاقتصاد الروسي المعزول كما لم يعزل خلال حقبة ما بعد الاتحاد السوفياتي والذي اضعف بسبب انهيار السوق النفطية، يمر بفترة ركود عميقة تميزت خصوصا بتراجع القدرة الشرائية والاستهلاك.
وقال ايغور شوفالوف "لا يمكننا القول ان الوضع جيد هذا امر غير صحيح انه صعب. لكنه ليست بصعوبة الفترة التي شهدناها في تشرين الاول/اكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر او كانون الاول/ديسمبر" عندما تراجع سعر صرف الروبل.
وقال وزير المال السابق اليكسي كودرين الذي يحظى باحترام في الاوساط الاقتصادية "اننا في قلب العاصفة". واكد ان "النمو سيعود خلال عام لكننا سنجد انفسنا في وضع اسوأ مما نحن عليه اليوم".
وفي الايام الماضية ذكر اعلان تعزيز الترسانة النووية الروسية الذي اثار غضب حلف شمال الاطلسي واتفاق الدول ال28 في الاتحاد الاوروبي على تشديد العقوبات الاقتصادية حتى نهاية كانون الثاني/يناير 2016، بان تخفيف التوتر لا يزال بعيدا.
وقال وزير الاقتصاد الروسي اليكسي اوليوكاييف الخميس انه اذا اصبح قرار تمديد العقوبات رسميا الاثنين، ستوسع موسكو من جهتها فترة الحظر الغذائي.
وحذرت واشنطن في هذا الاطار المؤسسات الاميركية مسبقا من ان وجودها في سان بطرسبورغ لن يكون مرحبا به. وفي الواقع يبقى عدد رؤساء مجالس ادارة الشركات الغربية المتعددة الجنسيات محدودا في المنتدى باستثناء القطاع النفطي مع رؤساء مجموعات توتال وبي بي وشل.
لكن المنظمين يؤكدون ان عدد المشاركين ارتفع بشكل ملحوظ مع اكثر من 1700 رئيس شركة ومؤسسة من 64 بلدا مقابل 1300 قبل عام ويرون في ذلك دليلا على تجدد الاهتمام بالاقتصاد الروسي.
ولدى افتتاح المنتدى اشاد نائب رئيس الوزراء سيرغي بريخودكو بان يكون شركاء روسيا قرروا التحرك "لمصلحتهم".
وان كان الركود يتفاقم حاليا ويتوقع تراجع اجمالي الناتج الداخلي بحوالى 3%، تؤكد السلطات الروسية ان الفوضى الاقتصادية التي وعد بها الغربيون لم تحصل. ويقول الرئيس فلاديمير بوتين الذي سيؤكد الجمعة امام المستثمرين ان اسواق روسيا مفتوحة امامهم، ان الدول الاوروبية تدفع ثمنا باهظا نتيجة هذه العقوبات.
والمؤسسات الاوروبية التي استثمرت بشكل كبير في السنوات الاخيرة في روسيا للاستفادة من طبقتها المتوسطة الناشئة، تواجه صعوبات وتحتج علنا على فرض العقوبات.
ووفقا لدراسة اجراها معهد جي اف كاي لاتحاد الشركات المتعددة الجنسيات الناشطة في روسيا يتوقع 39% من رؤساء المؤسسات الاوروبية تراجع الاستثمارات في البلاد خلال العامين او الثلاثة المقبلة وهو تشاؤم لم يشهد له مثيل. الا ان ثلاثة ارباعهم مقتنعون بان الاقتصاد الروسي سينمو على الاجل الطويل.
وترى ليليت غيفورغيان الخبيرة الاقتصادية في شركة اي اتش اس غلوبال انسايت للتحليل ان ارتفاع نسبة المشاركة في المنتدى "لا تعني بالضرورة ارادة اكبر للقيام بالاعمال" بل "فرصة لتكوين فهم افضل عن مستقبل الوضع في روسيا".
واضافت لوكالة فرانس برس ان "العديد من (المقاولين الغربيين) يعتبرون ان التوتر الحالي مشكلة موقتة".
وفي سان بطرسبورغ يلتقي بوتين الخميس رؤساء المؤسسات ووزير الدفاع السعودي الامير محمد بن سلمان في لقاء يرمي الى تعميق العلاقات بين البلدين بعد سنوات من التوتر بسبب الحرب في سوريا.