يسلط موضوع اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف 17 يونيو/ حزيران للعام 2015 الضوء على هشاشة أوضاع المناطق ذات الأراضي الجافة في العالم، وهشاشة أوضاع المجتمعات التي تستمد منها قوت يومها.
وقد شهدنا منذ العام 2000 تقدماً كبيراً في مجال السعي إلى القضاء على الفقر المدقع والجوع، ولكن ما زال الفقر المدقع والجوع شديدين وسائدين في المناطق الجافة بالبلدان النامية، حيث لا تحتفظ التربة إلا بقدر ضئيل من المياه من جرّاء العوامل الطبيعية والأنشطة البشرية.
ولا يتوقف الأمن الغذائي على مسألة إنتاج الأغذية وتوزيعها فقط، بل يتطلب أيضاً وجود نُظم غذائية مستدامة يتوقف وجودها على إدارة النُظم الإيكولوجية إدارةً مستدامةً معزّزةً بالبحوث والتعليم والتكنولوجيات الملائمة. ويُعدّ إيجاد الحلول الدائمة عاملاً حاسماً في نجاح الخطة العالمية الجديدة للتنمية المستدامة. وتندرج هذه المسائل كلها في عِداد المسائل الجوهرية التي ستُبحث أثناء الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ التي ستُعقد في باريس في شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وتساعد اليونسكو الحكومات على بناء القدرات اللازمة للصمود والتصدّي لعواقب التصحر في جميع المجالات. وقد ساهمنا خلال العقود الأربعة الماضية في الجهود العالمية الرامية إلى مكافحة التصحر عن طريق برامجنا العلمية التي تضم على سبيل المثال برنامج الإنسان والمحيط الحيوي والبرنامج الهيدرولوجي الدولي. وتضمّن عملنا في هذا المجال دراسات طويلة الأجل، وعمليات رصد وأنشطة ميدانية.
ويتعاون القائمون على كراسي اليونسكو الجامعية الخاصة بالتصحر في جميع أرجاء العالم، من أجل الارتقاء بالدراسات الخاصة بالأراضي الجافة وبالتدريب في مجال الابتكار التكنولوجي، سعياً إلى تحسين إدارة موارد الأراضي الجافة واستخدامها المستدام. وقد اضطلعت اليونسكو بمبادرة جديدة في حوض بحيرة تشاد من أجل تعزيز الإدارة المتكاملة للموارد الطبيعية وإحياء النُظم الإيكولوجية.
وتوجد نُظم إيكولوجية للأراضي الجافة فيما يزيد على خمسين محمية من محميات شبكة اليونسكو العالمية لمعازل المحيط الحيوي، وتقع هذه المحميات الخمسون في تسعة عشر بلداً في جميع أرجاء العالم. وقد اكتسب بعض هذه المحميات، كواحة الجنوب المغربي ومحمية المحيط الحيوي «Hunshandake Sandland-Xilin Gol» في الصين ومحمية ضانا الطبيعية في الأردن، خبرةً كبيرةً وجيّدةً في مكافحة التصحر وتعزيز الاقتصادات الزراعية الجديدة والمجتمعية للأراضي الجافة.
وتُعدّ العلاقة بين المجتمعات والغذاء والبيئة، وكذلك التنوع الثقافي والطبيعي، من الأمور الضرورية في الوقت الحاضر كما يبيّن المعرض المسمى «Behind Food Sustainability» الذي تنظمه اليونسكو بشأن متطلبات الاستدامة الغذائية ضمن المعرض العالمي للعام 2015.
ويهدّد التصحر وتدهور الأراضي الأمن الغذائي والاستقرار والسلام. ويجب علينا أن نتصدّى لهذا التهديد عن طريق العمل السريع والحازم والمتعدد المجالات والمستويات. ويخصّ هذا الأمر في المقام الأول المجتمعات المتضررة تضرراً مباشراً، ولكنّه أمر مهم لنا جميعاً في جميع أرجاء العالم.
إقرأ أيضا لـ "إيرينا بوكوفا"العدد 4667 - الأربعاء 17 يونيو 2015م الموافق 29 شعبان 1436هـ