العدد 4667 - الأربعاء 17 يونيو 2015م الموافق 29 شعبان 1436هـ

البحرين «ترمض» رسمياً اليوم... و«الهلال» يعيد جدل «المدرستين»

الحجري يدعو للتنسيق... والزاكي يراه حاصلاً

أعاد الحديث بشأن «هلال رمضان»، الجدل المرتبط باعتماد رؤية الهلال، بين أصحاب المدرسة الفلكية، ونظرائهم من أصحاب مدرسة «العين المجردة».

ويبدأ البحرينيون، رسمياً ومن مقلدي المرجع السيد محمد حسين فضل الله، اليوم الخميس (18 يونيو/ حزيران 2015)، مشوار الصيام، في ظل تأكيدات على أن مملكة البحرين ستحتل المرتبة الثانية خليجياً والـ 12 عربياً، وذلكضمن قائمة الدول الأطول في فترة الصيام، مسجلةً 15 ساعة و17 دقيقة.

ودعا الباحث الفلكي علي الحجري، لعلاقة تصالحية بين المدرستين، مؤكداً إمكانية التنسيق بينهما وأن لا غلبة لمدرسة على أخرى، فيما رد عضو لجنة الاستهلال الشيخ فاضل الزاكي على ذلك بالقول «التنسيق حاصل على الأرض، التنافر المطلق بين المدرستين لا وجود له»، ونوه إلى أن الخلاف بين المدرستين لن يلغى حتى مع الاعتماد على الفلك، وذلك عائد لاختلاف المباني الفلكية حول ذلك.

ومع حلول شهر رمضان المبارك، يتجدد الجدل في الأوساط الاجتماعية والشعبية بشأن الخلاف بين المدرستين، والذي ينتهي في كثير من الأحيان لوجود «أكثر من هلال وأكثر من عيد».

الحجري، في تعقيب له على ذلك، رأى أن «لا وجود لخيار صحيح وآخر خاطئ، فالمسألة ترتبط باستنباط أحكام شرعية من قبل علماء دين، فيما يتولى الفلكيون إيضاح الرأي العلمي»، وأضاف «من المهم التأكيد على ضرورة وجود علاقة صداقة بين المدرستين، لإبعاد الخلافات، وترك مسألة الحسم للزمن».

غير أنه أوضح أن قدرة العين في رؤيتها للهلال تبقى محدودة، حيث تتطلب الرؤية غلافاً جوياً صافيا وخال من الرطوبة والتلوث، لافتاً في الوقت ذاته للتزايد الملحوظ في أعداد علماء الدين، ممن يفضل الرجوع للرأي الفلكي.

وبحسب حديث الحجري، فإن الحسابات الفلكية تشير إلى أن اليوم الخميس (18 يونيو/ حزيران 2015)، سيكون غرة شهر رمضان المبارك.

وأضاف «طوال الـ 15 سنة الماضية كانت فترة الصيام قصيرة نسبيا، قياساً بالعام الجاري والعامين المقبلين، حيث ستكون فترة الصيام الأطول على الإطلاق، فبعد غياب 33 سنة على اغلب دول الوطن العربي عن اخر ظهور لغرة شهر رمضان في اطول ايام السنة نهاراً واقصرها ليلاً، والتي تبدأ من 18 حتى 25 يونيو من كل عام، وكان ذلك في العام 1982م، ليعاود شهر رمضان في الظهور من جديد في نفس هذه الفترة ابتداء من هذا العام 2015 إلى أن يتخطى الفترة تدريجيا حتى العام 2018، وذلك بسبب نزوح السنة الهجرية بالنسبة في

سنة الميلادية بمعدل 11 يوما في كل عام».

ورغم تشديد الحجري على ضرورة اتخاذ الصائمين لجميع الاحتياطات اللازمة، بما في ذلك استشارة أطبائهم لتجنب أعراض جانبية لطول فترة الصيام وحرارة الجو الطبيعية المصاحبة لشهر رمضان، فقد دعا لعدم تهويل المعلومات التي تقول إن شهر رمضان لهذا العام سيكون الأشد حرا وفتكا بالصائمين، مؤكداً في الوقت نفسه أن شهر أغسطس/ آب من كل عام هو اشد حرارة في البحرين من شهر يونيو، وذلك بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو والذي سيزيد درجة الحرارة المحسوسة بالنسبة إلى درجة الحرارة الحقيقة للطقس.

بدوره، قال الشيخ فاضل الزاكي «تم تقديم الكثير من المحاضرات لتثقيف الناس بحيثيات الاستهلال، والعلماء لا يتنكرون للعلم وإمكانية الاستفادة منه في موضوع الاستهلال ولهذا، فإن غالبية العلماء في الوقت الجاري لا

ينفون الاعتماد على الحسابات الفلكية بشكل مطلق، وآراء الفقهاء تتضمن تأكيداً على ذلك».

وأوضح «هنالك من يرى دخول الشهر بمجرد ولادة الهلال، أي بمجرد خروج الهلال عن المحاق ويكون هناك قسم مضاء قابل للرؤية على الأرض، يدخل شهر رمضان المبارك، في حين هناك من العلماء من يرى أن مجرد إضاءة جزء من جسم القمر لا يكفي لدخول الشهر وإنما لا بد من وصوله لحد يكون قابلاً للرؤية ولو بالتلسكوب».

وواصل «حتى عند من يعتمد على الفلك بشكل مطلق، هنالك اكثر من مبنى في تشخيص الدخول، وهذا يؤدي للقول بدخول الشهر في مبان دون أخرى، مع ان الجميع يعتمد الحسابات الفلكية وبشكل مطلق، فتشخيص دخول الشهر قد يتم بمجرد الولادة او بالاكتفاء بان يكون الهلال قابلا للرؤية»، مؤكداً أن الاعتماد على الحسابات الفلكية لن يلغي الخلاف بين المسلمين في مسألة

رؤية الهلال بشكل مطلق، فتوحد المبنى شرط في الحساب الفلكي.

وفيما يتعلق بالوضع في البحرين، أقر الزاكي بالاستفادة من جهود الفلكيين، مضيفاً «نحن في لجنة الاستهلال، نأخذ في كل شهر التقرير الفلكي عبر التواصل مع أكثر من جهة فلكية.

وتطرق للفائدة التي يقدمها الفلكي في مسألة الاستهلال، مبيناً ذلك بالقول «يقدم الفلكي نوعين في ذلك، الأول ويتعلق بمعلومات حول ولادة وعمر وارتفاع الهلال والبعد بين الهلال والشمس ومدة الاضاءة ومدة مكث الهلال بعد غروب الشمس، ونحن بدورنا نعتمد على هذه المعلومات المقدمة عبر عدة مراكز».

أضاف «أما القسم الثاني من المعلومات، فيتعلق بتشخيص امكانية الرؤية في ضوء المعلومات السابقة، وعلى ضوء المعلومات الأولى يأتي الفلكي ليبين ان الرؤية غير ممكنة او صعبة، فيما يتمسك الفقهاء غالباً بمقولة (صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته)، أما لو حصل قطع بإمكانية الرؤية فإن العلماء يذهبون لثبوت الشهر بلا تردد».

وتابع «في بعض الحالات، يحكم الفلكيون بعدم امكانية الرؤية لا بالتلسكوب ولا بالعين المجردة، وهذا الأمر يفيدنا كثيرا في لجنة الاستهلال، بحيث اننا نرد الشهود، إذ لا يمكننا قبول شهادتهم لأننا نطئمن بانهم مشتبهون».

العدد 4667 - الأربعاء 17 يونيو 2015م الموافق 29 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 7:47 ص

      أحترام غير الصائمين

      نبارك لكم الشهر الفضيل, و لكن عندي نقطة أحب أن أقولها, ما الداعي لغلق المقاهي والمطاعم و منع الأكل و الشرب في الأماكن العامة في رمضان, فهناك أناس لا يصومون فلماذا التضييق عليهم, يجب السماح بفتح المطاعم و المقاهي في نهار رمضان و السماح بالأكل و لاشرب في الأماكن العامة , هذا هو الدين الحقيقي و هذا هو الأختبار الحقيقي لقوة الأيمان. حتى البارات و المناهل و أماكن الترفيه يجب أن تظل مفتوحة في رمضان (لا أكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي). لكم دينكم ولي ديني

    • زائر 2 زائر 1 | 8:24 ص

      عاد بشرط

      اذا هم بيحترمون ان في هالشهر احنا نصوم و يلتزمون بعدم الازعاج ليلا بالاغاني والحفلات و يبتعدون عاهراتهم عن المشي في الشوارع مو بس في رمضان المفروض على طووول يدرون انه بلد مسلم بس مافي احترام لهالشي خل هم يحترمون ديننا بعد

    • زائر 5 زائر 1 | 10:47 ص

      ما شاء الله عقل

      بكره بتلاقي اولادك في نهار رمضان ياكلون في هالاماكن واي شخص غير مسلم هو ملزوم يحترم هذا الشهر في الدول الاسلاميه

اقرأ ايضاً