إلى جانب العامل المشترك الذي يجمع الانتحاريين والخاص بالالتزام الديني والأخذ بتفسيرات دينية مغلوطة تبرر تصرفاتهم وعملياتهم الإجرامية، فإنهم يتشاركون بفكر سياسي محدد وهدف واحد، وهو إقامة الدولة الإسلامية.
وما كان الأمر يصل إلى مرحلة الانتحار بشكل طوعي لو اقتصر على هذين العاملين، دون وجود عامل أهم وأقوى وأسرع تحققاً، وهو الوعد الأكيد بالجنة والاستمتاع بمباهجها وملذاتها، حيث أن ما يفصل المنتحر – حسب مفهومهم – عن معانقة الحور العين سوى اللحظات القليلة التي يفجّر فيها نفسه لينتقل إلى عالم الخلد.
وهنا لا يمكن إنكار العامل الجنسي المكبوت لدى هؤلاء «المتدينين»، وخصوصاً مع ملاحظة أن الغالبية العظمى من الانتحاريين تتراوح أعمارهم بين 17 و30 عاماً. وقد استغل منظّرو الفكر التكفيري هذا العامل المهم للإيقاع بالشباب المراهقين، ولذلك أباحوا سبي النساء وأعادوا العمل ببيع الجواري واستحدثوا جهاد النكاح.
يذكّرنا التاريخ بممارسات شبيهة بما تقوم به التنظيمات التكفيرية في الوقت الحالي، من استغلال العامل الديني والجنسي في تجنيد الشباب للقيام بالعمليات الانتحارية ضد الأعداء، ففي القرن الحادي عشر الميلادي وحتى القرن الثالث عشر، وجدت فرقة سياسية – دينية سُمّيت بـ«الحشاشين»، هذه الفرقة اتخذت من الاغتيالات السياسية أسلوباً في عملها، وتمكنت من اغتيال العديد من الشخصيات المهمة في ذلك الوقت مثل الوزير السلجوقي نظام الملك، والخليفة العباسي المسترشد، وملك بيت المقدس الماركيز كونراد.
وطيلة ثلاثة قرون تقريباً، تمكّن الحشاشون من زرع الرعب في قلوب أعدائهم، حيث كانت هجماتهم غالباً ما تشن في الأماكن العامة على مرأى ومسمع الجميع لإثارة الرعب، ونادراً ما ينجو منفّذو العمليات والذين كانوا يُسمّون بـ»الفدائيين» بعد تنفيذ مهامهم، بل إنهم يلجأون في بعض الحالات إلى الانتحار لتجنّب الوقوع في أيدي الأعداء.
ويروي الرحالة الإيطالي ماركو بولو طريقة تجنيد الحشاشين للفتيان الشباب للقيام بالعمليات الانتحارية، حيث كانت لدى الحشاشين قلعة تسمى «قلعة آلموت» تضم حديقة كبيرة ملآى بأشجار الفاكهة، وفيها قصور وجداول تفيض بالخمر واللبن والعسل والماء، ونساء جميلات يغنين ويرقصن ويعزفن الموسيقى، حيث يوهم الزعيم أتباعه أن تلك الحديقة هي الجنّة، وكان ممنوعاً على أي فرد أن يدخلها، إذ أن دخولها يقتصر على من تقرّر أنهم سينضمون لجماعة الحشاشين، وكان الزعيم يدخلهم القلعة في مجموعات ويشربهم مخدّر الحشيش ثم يتركهم نياماً، ثم بعد ذلك يأمر بأن يحملوا ويوضعوا في الحديقة، وعندما يستيقظون فإنهم يعتقدون بأنهم قد ذهبوا إلى الجنة، وبعدما يشبعون شهواتهم من المباهج كان يتم تخديرهم مرةً أخرى ثم يخرجون من الحديقة إلى الزعيم فيسألهم من أين أتوا فيردون «من الجنة». بعدها يرسلهم الزعيم ليغتالوا الأشخاص المطلوبين ويعدهم بأنه إذا نجحوا في مهمتهم فإنه سيعيدهم إلى الجنة مرةً أخرى، وإذا قتلوا أثناء تأديتهم مهامهم فسوف تأتي ملائكة تأخذهم إلى الجنة.
ومثلما استطاع الحشاشون أن يجنّدوا العديد من الشباب لتنفيذ عمليات الاغتيال عن طريق استغلال عامل الشهوات والملذات، استطاع أصحاب الفكر التكفيري خداع منفذي العمليات الانتحارية بالتمتع بالحور العين في الجنة، والتي حسب رواياتهم فإن أقل درجة في الجنة يمنح فيها الانتحاريون سبع من الحور العين لكل منهن سبعون وصيفة، وجميعهن ملك خالص لهم.
إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"العدد 4666 - الثلثاء 16 يونيو 2015م الموافق 29 شعبان 1436هـ
معلومات مغلوطة يا رفيق
مصطلح الحشاشين نحته المؤرخ الصهيوني "برناند لويس"، وهو م}رخ مشهور بتلفيق ههذ الأكاذيب لأغراض سياسية، كلامي ليس أيدلوجي ولكن علمي..تحياتي
محاربة مصادر هذه الأفكار
وجهة نظر واقعية.. قبل أن تترجم هذه الأفكار الجهنمية بطرق عدة في القتل للأبرياء نبدأ بتحديد مصادر هذه الأفكار ومناهجها ومنظريها
شكرا على المعلومات
حسبي الله عليهم يضيعون الشباب
في احد اليوتيوب حدث في سوريا والكثير شاهده
يصور ان احد التكفيرين اصيب لكن لم يمت فجاءه زملائه وتجمعوا حوله يسآلونة بصوت عالى هل ترى حور العين وهو ينازع بين الموت والحياة ، لم يقوموا باسعافه او نقله للعلاج ، وانما يريدون التحقق من رؤية الوهم الذي علمائهم الكبار زهدوا فيه هم واولادهم ولم يقدموا على الانتحار والتفجير وارسلوا اولادهم للتعليم في دول الغرب ، فالقرآن صريح وواضح " من قتل نفسا بغير حق جزاءه جهنم وبئس المصير " الله سبحانه قال نفس ولم يحدد هذه النفس المهم (قتلها بغير حق) وهؤلا يقتلون الابرياء من كل صنف من الناس .
والحل ؟
الحل بسيط يجب إيجاد البديل وهو السماح بالمواخير ليشبع هؤلاء الشباب رغباتهم، وترتاح البشرية من المجازر التي يقومون بها، فكل سلبيات المواخير لا تصل لجريمة قتل الإنسان، فكل بيت فيه حمام يحوي القذارة، حتى لا تنتشر القذارة في المنزل، لذلك يجب أن يكون في المجتمع مواخير تحتوي على قذارة المجتمع، حتى لا تنتشر القذارة في المجتمع.